في زمن تتسارع فيه ردة الفعل، وتتصادم فيه الأصوات بين تشجيعٍ وإحباط، يبقى أثر الكلمة أكبر بكثير مما نتصور، فآراء الآخرين سواء جاءت عابرة أو مقصودة، كثيرًا ما توجه مسارات الناس، خصوصًا أولئك الذين يقفون على أعتاب طرق جديدة، أو يقفون عند مفترق طريق يحدد مستقبلًا بأكمله؛ لذلك جعل ديننا الإسلامي الكلمة الطيبة صدقة. ولعلّ أخطر ما نشهده اليوم هو انتشار الآراء السلبية، التي تُلقى بلا مسؤولية، فتجرّ الناس إلى دوائر من الإحباط والتراجع، وهي كلمات تبدو صغيرة في ظاهرها، لكنها قادرة على إطفاء أعظم محاولات النهوض، وفي المقابل، قد تكون كلمة دعم واحدة كافية لدفع شخص نحو إنجازات لم يحلم بها. لقد عايشنا جميعًا نماذج حيّة لأشخاص تأثروا بعبارات محبطة، لم يُدرك أصحابها حجم الضرر الذي ألحقوه ، فكم من فردٍ استجمع كل شجاعته ليخطو خطوة تمثل له بداية تصحيح مسار، أو معالجة تعثر، أو محاولة نهوض جديدة، فإذا بانتقادٍ عابر يعيدُه إلى نقطة الصفر! الرسالة الأهم: أنت لست مثلهم. لك ظروفك التي تشكّلت على مدى سنوات، ولك رؤيةٌ لا يملكها غيرك، وقدراتٌ تختلف عنهم؛ لذلك لا يصح أن تقيس تجربتك على تجارب الآخرين، ولا أن تجعل كلامهم مرجعًا يحدد مصيرك.