تشهد محادثات السلام المتعلقة بالحرب الروسية- الأوكرانية مرحلة حساسة، بعد إطلاق الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب مبادرة دبلوماسية واسعة لإنهاء القتال المستمر منذ ما يقارب أربع سنوات. وتدخل هذه الجهود في سياق سياسي معقد، يتقاطع فيه الضغط الأمريكي على كييف، والمطالب الروسية الصارمة، ومحاولات أوروبية لإسناد الموقف الأوكراني، في ظل استمرار العمليات العسكرية على الأرض وتبادل الاتهامات بشأن نوايا الطرفين. جهود أمريكية وأوفدت واشنطن مبعوث الرئيس ترمب الخاص ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، إلى موسكو لإجراء محادثات مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واستمرت الاجتماعات نحو خمس ساعات، ثم أعقبها لقاءات مع مسؤولين أوكرانيين في فلوريدا، بهدف تقليص الخلافات حول اقتراح سلام تدعمه الولاياتالمتحدة. وأشارت تسريبات سياسية إلى انتقادات داخل أوكرانيا وأوروبا للخطة المقترحة، بدعوى أنها تميل في بعض بنودها لمصلحة موسكو على حساب سيادة كييف. ومع انتهاء الجولة الأولى من المحادثات، لم يتضح مصير المبادرة الأمريكية، كما لم تُكشف بصورة رسمية تفاصيل المقترح الكامل. وبينما أشاد بوتين بالجهود الدبلوماسية لترمب، اعتبر أن بعض عناصر الخطة «غير مقبولة» لروسيا وتحتاج إلى مزيد من العمل. في المقابل، تجنب المسؤولون الأوكرانيون كشف تفاصيل بنود الخطة، مكتفين بالإشارة إلى استمرار النقاشات في الأطر الدبلوماسية. وطرحت موسكو جملة من الشروط التي تعتبرها أساسًا لأي اتفاق سلام، يتصدرها الاعتراف بضم روسيا لأربع مناطق رئيسية سيطرت عليها قواتها منذ اندلاع الحرب، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014. كما تطالب بانسحاب أوكراني من مناطق شرقية لم تسيطر عليها روسيا بعد.