عندما نتحدث عن ذلك الموضوع الذي هو رؤية المستقبل الريادة الخضراء فالريادة هي القدرة على الابتكار وعمل مبادرات تحدث تغييراً أو تطويراً في مجال معين، ونتحدث عن حديث الساعة الريادة الخضراء وهي تشكل نهجاً مبتكراً في عالم الأعمال بحيث تحقق الربح مع الحفاظ على البيئة، حيث يجب أن تتبنى الاستراتيجيات الاقتصادية التقليل من الأثر البيئي وتعزز الاستدامة، فالريادة المستدامة (الخضراء) هي الابتكار الإيجابي للأجيال القادمة، إن المفاهيم الرئيسة للريادة الخضراء تتمحور حول الاقتصاد الدائري الذي يهدف إلى إعادة استخدام الموارد وتقليل النفايات وتدويرها، كما يتمحور حول كفاءة الموارد الطبيعية كالماء والمواد الخام لتحقيق أقصى استفادة منها مع تقليل الهدر والتلوث، ويتمحور أيضاً حول الابتكار الأخضر من خلال تطوير منتجات وخدمات صديقة للبيئة وتقليل البصمات الإلكترونية وتعزيز الكفاءة البيئية، وأخيراً يتمحور حول الطاقة المتجددة بالاعتماد على مصادر الطاقة مثل الشمس والرياح والمياه لتشغيل العمليات التجارية بدلاً من الوقود الأحفوري الملوث للبيئة. إن الريادة الخضراء تزداد أهميتها لمواجهة تغير المناخ والحد من تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية لكي تستفيد منها الأجيال القادمة، وهناك عدة تطبيقات بدأت تظهر وهي في نمو كالزراعة الذكية والسيارات الكهربائية والأبنية التي تستخدم العزل المتطور وأنظمة الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وغيرها من الأمثلة، والفوائد التي ستكون مع التقدم في استخدام الريادة الخضراء، فوائد اقتصادية من تقليل تكاليف التشغيل وتحسين الإنتاجية وتقليل الهدر وزيادة الكفاءة باستخدام الموارد والطاقة والوصول لأسواق جديدة، وفي الجانب التسويقي سوف يعزز العلامة التجارية ويجذب مستهلكين جدد ويعزز ولاءهم مع تمييز للمنتجات، وفي الجانب المجتمعي سوف يخلق فرصاً وظيفية جديدة ويحسن من جودة الحياة ويساهم في التنمية المحلية المستدامة، لكن سيواجه تحديات وهي ارتفاع التكلفة الأولية فيتطلب استثمارات كبيرة عند الانطلاقة كما سيواجه تحدياً في محدودية الموارد المالية المخصصة في التمويل وأيضاً تحدياً في تغيير ثقافة المستهلك، ومع ذلك هناك أمثلة عالمية ومحلية فهناك شركات منتجاتها مصنوعة من مواد معاد تدويرها ومبادرات حولت مواقع صناعية قديمة لمناطق خضراء وجذبت استثمارات، إن أهداف التنمية المستدامة تهدف إلى الحفاظ على البيئة وتحقيق الريادة المستدامة، كما في أهدافها الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، والاستهلاك والإنتاج المستدامين، والعمل المناخي، والحياة في البر، ومدن ومجتمعات مستدامة، والمياه النظيفة، وفي بلادنا المملكة العربية السعودية جعلت الريادة المستدامة (الخضراء) توجهاً استراتيجياً وانعكس ذلك في مبادراتها الوطنية لرؤية 2030 بالاستثمار الأمثل للطاقة المتجددة وتحقيق التنمية المستدامة وتطوير المدن الذكية وتقليل الانبعاثات الكربونية والتحول للمدن الخضراء وغيرها من الاستراتيجيات التي تعزز حماية البيئة وغيرها من الاستراتيجيات المستدامة، ومن أبرز الأمثلة مشروع نيوم سوف تكون مدينة ذكية مع الاستفادة من الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية وهي نموذج طموح وفريد على مستوى العالم، في الختام نوصي بالاستثمار الأمثل في البحث والتطوير للريادة الخضراء، وبناء شراكات استراتيجية، والتحول الفكري للمنظمات والأفراد للعمل بالنظرة المستقبلية للريادة الخضراء. مشاري بن محمد بن دليلة