أكد وزير التعليم يوسف بن عبد الله البنيان، أن الإنجازات التي تحققت في قطاع التعليم؛ جاءت نتيجة هذا الدعم الكبير، والتزام الوزارة بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، الذي يعد أحد برامجها الرئيسة، رافعًا خالص الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، على الدعم والرعاية المستمرة لمنظومة التعليم في المملكة. وثمّن الوزير موافقة مجلس الوزراء على إقرار فصلين دراسيين لمدارس التعليم العام، مؤكدًا أن هذا القرار يأتي في إطار رؤية تشاركية، تسعى نحو الريادة، وتمكين جيل واعٍ ومنافس عالميًا. وأوضح أن الوزارة حققت حتى الآن أكثر من 19 هدفًا إستراتيجيًا ضمن هذه الرؤية، شملت تطوير المناهج، وتدريب المعلمين، ودمج الذكاء الاصطناعي، وتوسيع التدريب التقني، وتجهيز المدارس، وإنشاء مدارس نموذجية حديثة بالشراكة مع القطاع الخاص. وقال: إن الوزارة تسعى لصناعة نظام تعليمي من بين الأفضل عالميًا، يعكس طموح المملكة لبناء نموذج تعليمي مستدام؛ يُلهم ويعلّم ويقود، مع تطوير المناهج، بما يتوافق مع الهوية الوطنية ومعايير القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى سعيها نحو تمكين المدرسة، ورفع كفاءتها التشغيلية، وتعزيز الحوكمة من خلال تقليص المستويات الإدارية، حيث تم إعادة هيكلة الإدارات التعليمية لتصبح 16 إدارة تعليمية، مع إسناد جميع أعمال التشغيل والصيانة وإدارة جودة البيئة المدرسية لشركة تطوير التعليم القابضة، بما يتيح للهيئة التعليمية التركيز على دورها الرئيس. وبيّن حرص الوزارة على خلق بيئة تعليمية مرنة وجاذبة؛ تعزز القيم المجتمعية. وفيما يخص البنية التحتية، أشار الوزير إلى تنفيذ 75 مشروعًا إنشائيًا جديدًا بقيمة 920 مليون ريال، وصيانة شاملة لأكثر من 15 ألف مبنى مدرسي بتكلفة تجاوزت 2 مليار ريال، وترميم وتأهيل أكثر من 1400 مبنى بتكلفة 782 مليون ريال، ضمن جهود ضمان جاهزية المدارس والانطلاقة الناجحة للعام الدراسي الجديد. وأوضح أن نسبة الالتحاق للأطفال من 3 سنوات إلى ما قبل 6 سنوات ارتفعت إلى أكثر من 36%، مع إعداد ضوابط تنظيمية وإجرائية للتعليم المبكر. وذكر الوزير ارتفاع عدد الموهوبين المكتشفين بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي، ليصل العدد إلى أكثر من 28 ألف طالب وطالبة، فيما بلغ عدد المسجلين في برنامج الكشف عن الموهوبين أكثر من 100 ألف لعام 2024م، بزيادة 72% عن عام 2023م، بالتعاون مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة». وأضاف أن الوزارة دشنت أول مدرسة تقنية للموهوبين بالشراكة مع أكاديمية طويق، وأول مدرسة رياضية بالشراكة مع وزارة الرياضة وأكاديمية مهد، وأكاديمية الفنون والثقافة بالشراكة مع وزارة الثقافة، إلى جانب التوسع في افتتاح مدارس الموهوبين التقنية في خمس إدارات تعليمية، اعتبارًا من العام الدراسي 1447ه. كما أولت الوزارة اهتمامًا كبيرًا بدمج ذوي الإعاقة، حيث بلغ عدد المستفيدين من برامج الدمج أكثر من 94 ألف طالب وطالبة. تصميم خارطة طريق لكل جامعة أشار البنيان إلى أن الوزارة تعمل على تصميم خارطة طريق لكل جامعة، ضمن مبادرة" ريادة الجامعات"، لربط التعليم الجامعي بسوق العمل، وتفعيل البحث العلمي في المجالات ذات الأولوية الوطنية. وأطلقت الوزارة وحدة للذكاء الاصطناعي لتطوير حلول تعليمية ذكية، وأطلقت المنصة الوطنية للقبول الموحد، التي وفرت أكثر من 339 ألف فرصة قبول في أكثر من 4,000 تخصص عبر 28 جهة تعليمية حكومية، وإنشاء بوابة الدعم الموحد؛ لتقديم خدمات متكاملة لمنسوبي التعليم وأولياء الأمور. وأشار الوزير إلى إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، التي تسهم في رفع كفاءة رأس المال البشري في القطاعات الجديدة والواعدة، حيث وصل عدد الطلبة السعوديين المبتعثين منذ 2022 إلى أفضل 30 جامعة في العالم إلى 3,388 طالبًا وطالبة، مع ابتعاث 938 طالبًا وطالبة إضافيًا في 2025م. وأوضح أن الوزارة، بالشراكة مع هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، أسست مراكز بحثية داخل الجامعات السعودية؛ ما انعكس إيجابيًا على تصنيفاتها العالمية. ولفت إلى أن آلية ابتعاث الطلبة تخضع لمعايير محددة، تشمل تخصصات مطلوبة واحتياجات سوق العمل، إلى جانب اختيار الجامعات المتميزة عالميًا، تحت إشراف فريق عمل من الوزارة والملحقيات الثقافية؛ لضمان جودة التعليم، وتحقيق مستهدفات التنمية الوطنية. وأضاف: "لدعم القطاعين الخاص وغير الربحي، أنشأت الوزارة قطاعًا متخصصًا لدعم هذين القطاعين، وشكلت ثلاثة مجالس استشارية للتعليم العام، الجامعي، والتدريب، مع توفير منصة "مدارس" لتسهيل الاستثمار التعليمي وتقديم خدمات متكاملة للمستثمرين وأولياء الأمور، مع توفير أكثر من 500 فرصة استثمارية؛ تشمل أراضي ومرافق تعليمية في 63 مدينة، وتقدير حجم الاستثمارات ب50 مليار ريال خلال خمس سنوات، وإطلاق 120 مدرسة جديدة عبر نموذج الشراكة مع القطاع الخاص".
520 ألف فرصة تدريبية للمعلمين وتنافسية عالمية أكد الوزير أن المناهج الدراسية تشكل مجموعة متكاملة تعزز المعرفة، وتنمي المهارات، وترسخ القيم، مع تحديث أكثر من 6,700 محتوى رقمي، وإنتاج 27 مقررًا رقميًا، وإعادة صياغة 19 مقررًا ككتب تفاعلية، ومراجعة 50 مقررًا لدعم بيئة تعلم رقمية متقدمة. وأعلن إدراج منهج للذكاء الاصطناعي لجميع مراحل التعليم العام بداية من العام الدراسي 2025–2026م، ومنهج الأمن السيبراني الاختياري للمرحلة الثانوية. وأوضح وزير التعليم أنه تم تحديث دليل الخطط الدراسية؛ ليشمل ضوابط مرنة للمدارس، التي تُدرّس اللغة الصينية، وإصدار"الدليل الإرشادي لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم" بالتعاون مع "سدايا". كما وفرت الوزارة أكثر من 520 ألف فرصة تدريبية للمعلمين والمعلمات؛ تنفيذًا لتوجيهات سمو ولي العهد بشأن تعزيز دور المعلم، مؤكدًا أن الوزارة أطلقت شراكات دولية لتعزيز التنافسية العالمية للمعلمين؛ منها برامج الماجستير المهني بالتدريس مع المعهد الوطني السنغافوري، وبرامج التطوير المهني مع اتحاد الجامعات الفنلندية، وبرامج للقيادات التعليمية مع جامعة كلية لندن، كما تم ابتعاث 100 معلم ومعلمة لدراسة اللغة الصينية.
مشاريع نوعية ضمن برامج ومبادرات وطنية قال البنيان: إن وزارة التعليم أطلقت مشاريع نوعية ضمن برامج ومبادرات وطنية؛ مثل برنامج "سخاء" بمحفظة مشاريع تبلغ 4.7 مليار ريال، ومنصة"إحسان" بالشراكة مع صندوق وقف إحسان، حيث أُسس وقف التعليم بقيمة 400 مليون ريال، مع دعم القطاع الخاص لمنح مقاعد دراسية لنحو 2,000 طالب وطالبة من مستفيدي صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين. وشدد الوزير على أن الوزارة تجاوزت المستهدف الوطني في العمل التطوعي بالوصول إلى مليون وأربعمائة ألف متطوع ومتطوعة، وحصولها على الجائزة الوطنية للعمل التطوعي لعام 2024، كما سلط الضوء على دور جمعية الكشافة العربية السعودية في دعم العمل التطوعي وتنمية المجتمع، حيث شارك أكثر من 3,000 كشاف وكشافة في خدمة ضيوف الرحمن خلال حج هذا العام، مع مبادرة"رسل السلام" العالمية، التي جمعت أكثر من 100 مليون كشاف من 176 دولة لنشر السلام وخدمة المجتمع، بدعم مالي تجاوز 50 مليون دولار.