الجبيل الصناعية كسبت رهان «الصناعة» وتخطو بثبات لسحب بساط «السياحة»

طرحت مشروعات سياحية متنوعة ستحول المدينة إلى وجهة سياحية جديدة

الجبيل الصناعية بقدر ارتباطها في ذهن كثير من الناس بالاقتصاد والصناعة وخصوصًا صناعة البتروكيماويات لكن الذي لا يعرفه الكثيرون أيضًا أنها منطقة سياحية من الدرجة الأولى، حيث تنعم المدينة بعدد من الشواطئ والمتنزهات والساحات الخضراء التي تكوّن مع سلسلة متميزة من المواقع لوحة من المعالم السياحية والترفيهية والاجتماعية.
وتتميز الجبيل الصناعية ببنيتها التحتية عالية المستوى، وتوفر الخدمات المساندة، ويسهم ذلك بشكل فاعل في تسهيل إقامة المشروعات السياحية والترفيهية، حيث أصبحت المدينة ذات طابع سياحي مميز على مستوى المنطقة الشرقية بشكل عام، وتسعى الهيئة الملكية لتخطيط وتنظيم هذا الجانب وإضافة المزيد منه حسب خطة معتمدة تتم مراجعتها بشكل مستمر بهدف التنوع والتطوير لجعل المدينة مركزًا ترفيهيًا سياحيًا ذا مواصفات عالية تساعد على رفع مستوى المعيشة لسكانها وزوارها.
وفي هذا التقرير سنسلّط الضوء على الواقع السياحي والمرافق الترفيهية والمشاريع المستقبلية للمدينة:
الشواطئ والمتنزهات
تتميز الجبيل الصناعية بالعديد من الشواطئ والمتنزهات التي تجعل منها رافدًا سياحيًا بالمنطقة الشرقية، فهناك العديد من الشواطئ التي تكسو المدينة مظهرًا سياحيًا وجماليًا.. تتمثل في الآتي:
أ - الواجهة البحرية بالفناتير: (مركز المدينة) تبلغ مساحتها (29.5هكتار) وتمثل مركزًا للمدينة، بالإضافة للممرات الساحلية التي أخذت طابع المتنزهات بأشجارها ومناطق الجلوس والأرصفة العريضة بها، كما تتوافر بها مجموعة من المطاعم المتنوعة ومرسى للقوارب، كما تحتوي على المواقع الحكومية والخدمات العامة والأنشطة التجارية الرئيسة.
ب - شاطئ الفناتير: يُعدُّ هذا الشاطئ هو الأحدث على مستوى المدينة من حيث الإنشاء وتبلغ مساحته (19.3 هكتارًا)، ويتميز هذا الشاطئ بتوافر المسطحات الخضراء التي تستخدم للتنزه، كما تقام به الكثير من الأنشطة الترفيهية، مثل التزلج على الماء، ومسابقات الصيد، والغوص.
ج - شاطئ النخيل: يقام عليه عدد من المعارض من بينها معرض الحدائق والنباتات السنوي، الذي نجح بشكل مميز مما دفع الكثير من المدن المجاورة لإقامة مثل هذا المعرض.
د- جزر (جنا وجريد وكران):
وتبعد هذه الجزر مسافة ساعة ونصف الساعة بالقارب عن شواطئ الجبيل الصناعية ويُعدُّ مركز الغوص لسكان المنطقة لتميزها بالشعب المرجانية وسهولة الوصول إليها من خلال رحلات غوص منظمة.
أما المتنزهات فتضم الجبيل الصناعية العديد منها وهي:
أ- متنزه الدفي: ويقع على الشريط الأخضر شمال حي الدفي، وتبلغ مساحته(45.16 هكتار)، ويمتاز بأنه غابة طبيعية تحتوي على مجموعة كبيرة من الأشجار، روعي فيه توفير استهلاك المياه، كما يتميز المتنزه بالحس الريفي للتصميم، حيث لا توجد به العناصر المعمارية والمواد الحديثة مثل المظلات الخرسانية والأرصفة.
ب - متنزه الأندلس: ويقع هذا المتنزه في المنطقة السكنية بين حي الفناتير وحي الدفي وتبلغ مساحته (52.4 هكتار)، وتم إنشاؤه على مرحلتين ورُوعيت فيه الخصوصية لمرتاديه من الزوار وساكني المدينة.
ج - متنزه نجد: يقع شمال محلة نجد ويحتوي على مناطق ألعاب للأطفال وأماكن جلوس للعائلات، ويتميز بصغر ممراته المخصصة بالكامل للمشاة.
د - متنزه القناة المائية: ويشغل مساحة 400 ألف متر مربع، وتزيّنه أكثر من 600 شجرة، وتمّر من وسطه القناة الرئيسة لتصريف مياه السيول، والمياه السطحية، ومياه الري الفائضة التي لا تمثل خطورة على المتنزهين.
ويتميز المتنزه بعدد من عوامل الجذب السياحي مثل مضمار سباق السيارات الإلكترونية، وملعب للجولف المصغر، ومجسمات لمعالم أثرية، وعدد من سفن الغوص القديمة التي وظّفت بطريقة تثقيفية لمرتادي المتنزه.
ويشتمل المتنزه على مواقع استثمارية، وجسر يربط بين ضفتيه، إضافة إلى مظلات للجلوس، وجسور وممرات للمشاة والمسطحات الخضراء، وتستوعب مواقف المتنزه حوالي 100 سيارة.
المشروعات السياحية المستقبلية المخصصة والمقترحة
هدفت خطة الهيئة الملكية للجبيل وينبع إلى استغلال السمات السياحية لمدينة الجبيل الصناعية، وإيجاد فرص للاستثمار السياحي من خلال إقامة مناطق ترفيهية، وإنشاء منتجعات سياحية على شواطئ المدينة التي يقصدها الآلاف من محبي الحياة البحرية وهواة ممارسة الرياضات المائية ووفرت الهيئة العديد من الفرص الاستثمارية السياحية.. دعت من خلالها المستثمرين ورجال الأعمال من ذوي الاختصاص والخبرة والمهتمين بصناعة السياحة للمشاركة في هذا النوع من الاستثمار، ومن أهم المشروعات الاستثمارية السياحية المستقبلية التي تم تخصيصها ما يلي:
1 مشروعات محلة دارين:وتعد شبه جزيرة بمدينة الجبيل الصناعية وتقدر مساحتها ب(270 هكتارًا)، حيث تمتد شواطئها لأكثر من (5كم) ويحتوي المشروع على نحو (1000) وحدة سكنية بالإضافة إلى مرافق تجارية وسياحية وترفيهية. وقد تم الانتهاء من أعمال التطوير للبنية التحتية الأساسية وتمديد الخدمات الرئيسة للموقع العام الذي تم تخطيطه ليشمل منطقة سياحية وترفيهية، ومنطقة للمتنزهات السياحية مع بعض المشروعات مثل نادي لليخوت ومرسى للقوارب ومنتجع بحري ومواقع لخدمات سياحية متميزة مثل الشقق المفروشة، والمقاهي، والمطاعم المطلة على البحر وفندق ومنتجع سياحي من فئة الخمس نجوم.
2- مدينة ترفيهية بمنطقة محلة دارين: خصصت الهيئة موقعًا لإقامة مشروع المدينة الترفيهية بمنطقة محلة دارين لإحدى الشركات الوطنية التي تمتلك خبرة في مجال صناعة السياحة الداخلية.
وتتميز المدينة الترفيهية بموقعها المطل على الشاطئ.
3 مشروع الشاليهات البحرية، حيث تم بإنشاء منتجع وشاليهات سياحية على شاطئ حي الفناتير الشمالي ويشمل المشروع (248) وحدة سكنية و(10) مبانٍ للخدمات المساندة (مسجد، ومطعم، ونادٍ ترفيهي، ومبنى إداري).
مشروعات تجارية سياحية
على شاطئ الفناتير الجنوبي:
انطلاقًا من سياسة الهيئة الملكية للجبيل وينبع التي تهدف إلى تطوير مجال الترفيه والسياحة في مدينة الجبيل الصناعية، حددت الخطة العامة للمدينة موقعًا للخدمات السياحية والترفيهية على شاطئ الفناتير الجنوبي كامتداد للواجهة البحرية.
4- مشروعات سياحية وترفيهية: وتم تطوير الموقع العام لإقامة هذه المشروعات، وتم تزويده بالخدمات والمنافع الأساسية اللازمة، وذلك لإقامة مشروعات تهدف إلى خدمة السياحة الداخلية كالشقق المفروشة، والمدن الترفيهية المغلقة، والمطاعم، والمقاهي الراقية وغيرها، ويتميز الموقع بإطلاله على مياه الخليج.
ويمكن للمستثمر إبداء مقترحاته وتصوراته لأية أنشطة ترفيهية وسياحية تتناسب مع وضع الموقع والمدينة، ويمكن دراستها ومناقشتها مع الهيئة الملكية.
5 خليج مردومة: يقع الخليج في مركز المدينة المستقبلي الذي سيحتوي على أغلب الخدمات التجارية والحكومية، بالإضافة إلى عدد من الفنادق ومرسى للقوارب ومركز دولي للمعارض والمؤتمرات.
6 - نادي الدبابات البحرية: تقوم فكرة إنشاء المشروع على إيجاد مرافق لمزاولة الأنشطة الرياضية البحرية التي تتلاءم مع الطبيعة البحرية للمدينة وذلك على شاطئ محلة دارين الشرقي.
السياحة البيئية
تتميز الجبيل الصناعية بوجود عدد من الجزر المجاورة لها التي توليها الهيئة الملكية عناية خاصة، حيث تمت المحافظة على بعض منها بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بشكلها الطبيعي وذلك بهدف جعلها مناطق تعشيش للطيور المهاجرة كطيور الفلامنجو والخرشنة بيضاء الخد والسلاحف.
سياحة المعارض والمؤتمرات
بنجاح الهيئة الملكية في تنظيم مؤتمر المشروعات العملاقة أصبحت الهيئة مؤهلة لتكون مركزًا للمعارض والمؤتمرات، نظرًا لتوافر المرافق المناسبة مثل قاعات المحاضرات، وأماكن السكن المناسبة، إضافة إلى أن مدينة الجبيل الصناعية تُعدُّ واجهة حضارية مميزة تعكس التطور الحضاري للمملكة، وقد أوصت الخطة العامة للمدينة بتحديد موقع مميز على خليج مردومة لبناء مركز للمعارض والمؤتمرات الدولية.
المرافق السكنية السياحية
تزخر المدينة بوجود ثلاثة مجمعات للأجنحة والشقق الفندقية التي تم تصميمها وفق أحدث المواصفات الفنية، كما تتميز بأسعارها المناسبة وجمال التصميم الخارجي والداخلي. كما يوجد فندق الجبيل إنتركونتيننتال الذي يقع على شاطئ الحويلات ويقدم العديد من البرامج الترفيهية لزواره ومرتاديه.
وكما تميزت الجبيل في الصناعة، ها هي تتألق بجمالها وسحر شواطئها وروعة متنزهاتها لتثبت أنها لؤلؤة الخليج العربي.
مهرجانات وبرامج وفعاليات سنوية
من ضمن البرامج الكثيرة التي تنفذها الهيئة الملكية لهذا الغرض معرض الحدائق والنباتات وكذلك مهرجان التراث الذي يعنى بالموروث الثقافي والشعبي التقليدي اللذان أصبحا حدثين كبيرين وأصبحا علامة سياحية بارزة في مدينة الجبيل الصناعية. وهكذا تعيش المدينة اليوم طفرة في عدة مجالات، منها المجال السياحي، حيث كسبت المدينة الرهان السياحي وأصبحت هناك أماكن ترفيه عديدة تفي بالغرض تتوافر فيها كل الخدمات الترفيهية، إضافة إلى أن المدينة أصبحت خيارًا سياحيًا مفضلاً لدى الكثيرين لقضاء أمتع الأوقات في المناسبات المختلفة مثل العطلات الأسبوعية والأعياد وغيرها بسبب موقعها المميزة على الخليج العربي، هذا فضلاً عن الهدوء السياحي التي تمتاز به عن غيرها من المدن وتوفر المتنزهات والشواطئ الجميلة والاستمتاع برحلات الغوص والجزر والرحلات الاستطلاعية لمعالم المدينة عبر السفن، إضافة إلى كل ذلك توفر المرافق الخدمية الأخرى كالمجمعات والأسواق التجارية والمطاعم الراقية والملاعب الرياضية التي تخدم السائح.