صدر حديثاً للناقدة السينمائية أمل الجمل كتاب «أفلام الإنتاج المشترك في السينما المصرية»، عن سلسلة «آفاق السينما» التي تصدرها هيئة قصور الثقافة المصرية. يقع الكتاب في 422 صفحة، ويتناول قضية شائكة، كانت محل خلاف دائم بين عدد كبير من السينمائيين والنقاد، هي قضية الإنتاج السينمائي المشترك خصوصاً مع الطرف الأجنبي. فالبعض يُدينه ويُشكك في نياته وفي توجهاته الإعلاميّة، بينما يرحب به البعض الآخر. تُحاول أمل في كتابها تقويم هذه التجربة ومناقشتها للوقوف على إيجابياتها وسلبياتها، نقاط قوتها، ومكامن ضعفها. انطلقت الدراسة من تساؤلات عدة، منها: هل رأس المال الأجنبي المشارك في إنتاج هذه الأفلام أثر على طبيعتها سواء من حيث الشكل، أو المضمون؟ وإذا كنا نعرف ان معظم الانتاج المصري المشترك كان مع فرنسا فلماذا فرنسا دون غيرها؟ هل كان من الممكن إنتاج هذه الأفلام برأس مال عربي؟ أيهما أكثر أهمية في تاريخ السينما المصرية الأفلام المنتجة برأس مال عربي، أم تلك المنتجة برأس مال أجنبي؟ تعتمد الدراسة على مشاهدة الشرائط السينمائية وتحليلها فنياً ومن ثم تفنيد الاتهامات الموجهة إليها، ومحاولة قراءة ظروف وملابسات ذلك الهجوم. ساعد الباحثة في تحقيق ذلك اطلاعها على ملفات الأفلام في أرشيف الرقابة على المصنفات الفنية. قسمت أمل الجمل الكتاب إلى بابين، تناولت في الأول سنوات التعثر، وأعطت خلفية تاريخية واقتصادية وسياسية للإنتاج السينمائي المصري المشترك، كما شرحت مراحل إنتاج الأفراد والهيئات والقطاع العام. وفي الباب الثاني تطرقت الى «سنوات التحقق» حيث أفردت أول فصول هذا الباب للإنتاج السينمائي المصري الأوروبي وفي مقدمها جميع أفلام «يوسف شاهين» المشتركة. وفي الفصل الثاني تناولت الإنتاج المصري العربي المشترك، ثم اختتمت الكتاب بقائمة أسماء أفلام الإنتاج المشترك في السينما المصرية في الفترة من 1946 حتى 2008.