أعلن تنظيم «جبهة النصرة» مقتل من وصفه ب«أمير مدينة درعا» (جنوب سورية)، السعودي أحمد الخالدي، بعد أن نفذ مساء أول من أمس عملية انتحارية استهدفت تجمعاً لمقاتلي تنظيم «داعش» في منطقة حوران، وذلك ضمن المعارك المتواصلة بين التنظيمين، التي أسموها «دحر خوارج الجنوب». وبدأت هذه المعارك بعد اتهام عدد من عناصر وقيادات «جبهة النصرة» (فرع «قاعدة الجهاد» في سورية)، تنظيم «داعش» ب«الغدر والخيانة والطعن من الخلف»، إثر الهجوم عليهم في منطقة القنيطرة (جنوب سورية). فيما «فُجع» أحد عناصر التنظيم بمقتل صاحبه صالح العيد المكنى ب(أبوجندل الجزراوي)، ليتبعه «منتقماً» فيُقتل هو الآخر. وقاتل العيد تحت راية «القاعدة» في العراق وسجن هناك، ثم سُلّم إلى السعودية فأودع السجن، وبعد خروجه فرّ إلى سورية ليقاتل في صفوف «النصرة». وفي الوقت الذي ساد الحزن على مقاتلي «النصرة» لمقتل أميرهم العسكري الشرعي الخالدي وزميله العيد، الذي نعوه في عدد من التغريدات أمس، سيطر شعور ب«الشماتة» على مغردين منضوين أو معروفين بتعاطفهم مع «داعش»، إذ بثوا عشرات التغريدات «الشامتة»، مشيرين إلى ما أسموه ب«هلاك الخالدي» و«سوء خاتمته لقتاله الموحدين»، في إشارة للتنظيم وأتباعه. فيما اتهمت «النُصرة» غريمها «داعش» ب«إسداء خدمات كبرى للنظام السوري، والميليشيات الإيرانية المقاتلة معه، من طريق إيقاف مد انتصارات الفصائل المسلحة في درعا وإدلب وريفها». وقاتل أحمد الخالدي، المعروف ب«خباب»، وهو أحد عناصر تنظيم «قاعدة الجهاد»، في أفغانستان، ثم عاد إلى المملكة ليسجن نحو 11 عاماً، وما إن خرج من السجن حتى انضم إلى تنظيم «القاعدة» في سورية. وتولى الخالدي منذ انضمامه إلى التنظيم مناصب عسكرية وشرعية عدة، نظراً لخبرته القتالية في أفغانستان، كان أخرها إمارته مدينة درعا، وقيادة معارك القتال ضد من أسموهم «عصابات الغدر»، في إشارة إلى عناصر «داعش» في حوران، وهي المنطقة الجنوبية من سورية، وتمتد جغرافياً إلى شمال الأردن. وفي الوقت الذي تقاتل «النُصرة» مع حلفائها من الفصائل الأخرى «داعش»، أقدم الأخير على قتل بعض عناصره الموجودين في القنيطرة بدعوى ارتدادهم. وفي بيان لدار العدل في حوران، أكدت أن مجموعة التنظيم الموجودة في قريتي «القحطانية» و«الحميدية» في القنيطرة، خلال انطلاق أفواج من عناصرها للالتحاق بمعركة كبرى، قامت مجموعة منتمية ل«داعش» وتابعة لما يُعرف ب«أبومصعب الفنوصي»، بوضع حواجز قرب القريتين وقطع الطريق على عناصر التنظيم، ونصب كمين ل19 فرداً منهم. وأكد البيان أن مجموعة التنظيم فتحت النار بالأسلحة الثقيلة على بعض عناصره ما أدى لقتلهم، وقاموا بملاحقة الثلاثة الناجين من كمين الجماعة الإرهابية «داعش»، وادعى التنظيم أنه قتل مجموعة من المرتدين.