تصاعدت الخلافات في الديوانية (180كلم جنوب بغداد) بين حزبي «المجلس الأعلى»، بزعامة عبد العزيز الحكيم، و «الدعوة»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، وحذّر عضو مجلس محافظة الديوانية حسين البديري (من حزب الحكيم) من «موجة اغتيالات قد تنفذها جماعات مسلحة تحتضنها الحكومة المحلية في رمضان». وأضاف البديري الذي كان يشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة السابق ان «الديوانية اليوم في خطر مع ورود معلومات تفيد بدخول جماعات مسلحة وظهور خلايا نائمة تعيد تنظيم نفسها، ووقع خلال هذا الشهر ثلاث محاولات اغتيال وتعرض معسكر «ايكو» التابع للقوات الأميركية للقصف ست مرات». لكن مدير مكتب شيوخ العشائر المركزي في الديوانية الشيخ ناجح الفتلاوي أكد ان «لهذه التصريحات دوافع سياسية وهي بعيدة عن الواقع»، وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «فشل كتلة المجلس الاعلى في الانتخابات السابقة دفعها الى محاولة إفشال عمل الحكومة». وأضاف «صحيح ان الخوف يسود الديوانية لكن المدينة عشائرية وكل العشائر تقف مع الحكومة ولا تسمح بخرق القانون». إلى ذلك، أكد مدير مكتب «حزب المؤتمر الوطني» في الديوانية قاسم الكعبي ل «الحياة» ان «المدينة آمنة لكن التصريحات الأخيرة للبديري والصراع بين كتلتين متنفذتين جعل الأهالي يشعرون القلق». وأضاف: «يجب حل المشاكل السياسية في قاعات مغلقة تجمع الأطراف المتنازعة، بعيداً عن التصريحات الإعلامية التي تثير المخاوف من تفجر الأوضاع الأمنية». وقال ان «المواطن هو المتضرر الوحيد من هذه الصراعات». ويبث راديو الديوانية المحلي اتهامات متبادلة بين ممثلين عن «الدعوة» و «المجلس الأعلى»، إذ يصر أعضاء كتلة «المجلس» على ان المحافظة في طريقها الى انحدار أمني، فيما يتهم الدعوة «المجلس» بالوقوف وراء العمليات الامنية الاخيرة. ورأى جواد كاظم حمّود وهو أستاذ جامعي من أهالي المدينة ان «تضارب التصريحات من على منبر إذاعة الديوانية يدل على ان هناك حرباً سياسية باردة، تحركها دعاوة سياسية قبيل الانتخابات». ودعا المتخاصمين الى «عدم التلاعب بأمن المواطنين». واتهم الشيخ حسين الخالدي، رئيس مجلس المحافظة السابق، رئيس «المجلس» في الديوانية في مؤتمر صحافي قائمة المالكي التي نالت الحصة الأكبر في الحكومة المحلية بتهميش قائمة «شهيد المحراب»، التابعة للمجلس. وقال ان «إقدام المجلس الجديد على إعفاء مدير التربية، وإخراج حسين البديري من اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة من أدلة التهميش ضدنا. إن هذه الإقصاءات لها دوافع حزبية وسياسية». من جانبه قال محافظ الديوانية سالم حسين ان «تصريحات أعضاء قائمة المحراب هدفها سياسي لا يخدم المحافظة وقد أقلنا البديري من اللجنة الأمنية بسبب هذه التصريحات التي أثارت مخاوف الشركات الأجنبية». وأضاف في اتصال هاتفي مع «الحياة» «كان على البديري ان يخبر المحافظ وهو المسؤول الاول عن الأمن بأي احتمال لخرق امني بدلاً من ان يصرح الى وسائل الإعلام وما قاله عن تدهور الوضع الامني عار عن الصحة».