لحظة نزغ فيها الشيطان بين محمد وزوجته زمزم، دفعت ضريبتها ابنتهم خلود طوال 19 عاماً من الحرمان والجهل، بينما في بلد مجاور تعيش أمها الحقيقية. عتاب وألف سؤال تصبه خلود على أبيها، لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ والأهم خذني إليها الآن، فأنا بحاجة إلى أن أراها، وأن أتعرف عليها، من دون أن تدرك أن 19 عاماً كانت فيه أطول مما تتخيل لدرجة مسحت معها العناوين والسبل، التي يستدل بها محمد على أم ابنته زمزم، حتى وجد نفسه بلا أية مقدمات يكتب من وطنه اليمن ل«الحياة»، اسمحوا لي أن اصرخ عبر جريدتكم باسم ابنتي التي تبحث عن أمها، وبشوق عظيم أن تراها، فهي الأمل الأخير لي بعد الله. وبصوت مضطرب بدأ يقص معاناته التي يغلفها الندم، يقول: «بعد أن أنجبت زوجتي زمزم ابنتنا بأيام قليلة، دخل الشيطان بيننا، وتم الطلاق، ولم أجد نفسي إلا وأنا احمل ابنتي مسافراً بها إلى وطني اليمن، ومرت الأيام سريعة، كبرت فيها خلود، وهي تظن أن زوجتي الأولى هي أمها، على رغم أنها لم تكن حنونة عليها في يوم، كانت قاسية عنيفة ما دفعني إلى طلاقها، إذ جعلت من خلود فتاة قليلة الكلام كثيرة الصمت، لا تجرأ حتى أن تحمل جهاز الريموت لتغير قناة، لأنها ستجد جزاءً قاسياً على أي فعل، حتى باتت زوجتي الأولى تقول لها لا تقولي لي أمي، فأنا لم أكن أماً لك في يوم». وأضاف: «هنا بدأت خلود تسألني، وتكثر عليّ الأسئلة والبكاء، حتى لم أجد نفسي إلا وأنا أخبرها بكل شيء، ظناً مني أني سأرتاح حين أخبرها، لم أكن أعلم أن المأساة ستبدأ حينها، فأصبحت تناشدني بالعودة إلى السعودية ورؤية والدتها، التي لا أعلم أين هي، وفي أية مدينة تقيم». موضحاً: «أعيش في حيرة وقلق وتأنيب ضمير وحزن على ابنتي خلود، كيف بي أن أذهب بها لأمها؟ وأنا لا أعلم أين طريقها؟ إذ إن كل ما أعرفه عنها أنها تُقيم في السعودية بحي الهنداوية شارع البلاط، كما أنها تزوجت سعودياً، وباتت تحمل الجنسية السعودية، فقط هذا ما أعرفه عنها». تواصلت «الحياة» مع خلود وعن شعورها تجاه ما أخفاه عنها والدها طوال 19 عاماً، قالت: «لست غاضبة من أبي على الإطلاق، فأنا أسامحه، فكل همي الآن أن أجد أمي وأراها، وأحتاج إلى من يساعدني، أرجوكم ابحثوا عن أمي، قولوا لها أن خلود ابنتها تريد أن تراها، الفضول يقتلني لمعرفة المزيد عن أمي، لكن ليس بيدي إلا تفويض الأمر لله». وطالب محمد علي يحيى ريحان من المواطنين والمقيمين في السعودية، أن من يعرف شيئاً عن أم ابنتي، وهي زمزم يعقوب محمد محمد، يساعدنا بالوصول إليها، وأن يتواصل معه عبر صحيفة «الحياة» التي تحتفظ بأرقامه وبياناته كافة».