فتح القبول للطلبة في الجامعات دون الحصر على المنطقة الإدارية    «مسام» يشارك في ندوة جهود نزع الألغام في جنيف    زوار المسجد النبوي يغرسون أشجار الإيتكس وكف مريم    22.7 % نمو قطاع التأمين في المملكة خلال 2023    أمير جازان يرعى فعاليات مهرجان الحريد في النسخة 20    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    إيقاف نشاط تطبيق لنقل الركاب لعدم التزامه بالأنظمة والاشتراطات    إطلاق اختبارات "نافس" في المدارس الابتدائية والمتوسطة    «الجوازات»: 41 مليون عملية إلكترونية لخدمة المستفيدين داخل السعودية وخارجها.. في 2023    مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظاهرتي الاكتظاظ السجني    جراحة ناجحة تٌعيد الحركة لطفل مُصاب بالشلل الرباعي ببريدة    سعود بن طلال يرعى الاحتفال بانضمام الأحساء للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بحائل تنظم حملة للإصحاح البيئي    أمير تبوك يستقبل أبناء علي بن رفاده البلوي    نائب أمير حائل يزور "مركز انتماء"للرعاية النهارية ويطلع على تقارير أعمال الأمانة    إيقاف 166 متهماً بقضايا فساد في 7 وزارات    حظر تكبيل المتهم عند القبض عليه    أمطار الرياض تروي أراضيها لليوم الثاني    ارتفاع أرباح مصرف الإنماء إلى 1.3 مليار    الذهبان الأصفر والأسود يواصلان التراجع    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    «العالم الإسلامي»: بيان «كبار العلماء» يؤصل شرعاً لمعالجة سلوكيات مؤسفة    النصر والخليج.. صراع على بطاقة نهائي كأس الملك    سعود عبدالحميد: الطرد زاد من دوافعنا.. وهذا سر احتفالي    تغريم ترامب لازدرائه المحكمة والقاضي يهدّد بسجنه إن لم يرتدع    مصر: استدعاء داعية بعد اتهامه الفنانة ميار الببلاوي ب«الزنا»    نائب أمير مكة: مضامين بيان «كبار العلماء» تعظيم لاحترام الأنظمة    انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور»    5 فواكه تمنع انسداد الشرايين    خسرت 400 كلغ .. فأصبحت «عروسة بحر»    النشاط البدني يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23 %    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في سيجما    الأمم المتحدة تشيد بالدعم السعودي لمكافحة الإرهاب    فيصل بن نواف: دعم القيادة وراء كل نجاح    حق التعويض عن التسمّم الغذائي    نتانياهو: سندخل رفح «مع أو بدون» هدنة    طلاب تعليم جازان يستكشفون الأطباق الوطنية السعودية في معرض الطهي المتنقل    مجلس الوزراء: التحول الاقتصادي التاريخي رسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار    في موسم واحد.. الهلال يُقصي الاتحاد من 4 بطولات    جيسوس يعلن سر غياب سلمان الفرج    بحث مع عباس وبلينكن تطورات غزة.. ولي العهد يؤكد وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني    في ختام الجولة من دوري" يلو".. ديربي ساخن في الشمال.. والباطن يستضيف النجمة    مرسم حر في «أسبوع البيئة»    الأساطير الحديثة.. نظريات المؤامرة    الانتماء والتعايش.. والوطن الذي يجمعنا    محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. حلم باريس سان جيرمان يصطدم بقوة دورتموند    السعودية تنضم للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    ازدواجية الغرب مرة أخرى    «جوجل» تطلق شبكة تعقب الهواتف    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج    ينجو من فكي دب بفضل احترافه الكاراتيه    تعزيز الأمن المائي والغذائي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    الهلال والأهلي في قمة مبكرة والاتحاد يلتقي الابتسام    إنقاذ حياة معتمر عراقي من جلطة قلبية حادة    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" تنشر محضر التحقيق مع المتهم الرئيسي في القضية . جهاد الخليل : هكذا فجرت الجامعة الاميركية وبيار قتل شقيقتي أمامي برصاصة في الرأس
نشر في الحياة يوم 10 - 02 - 1992

حصلت "الوسط" على المحضر الرسمي للتحقيق الذي اجري مع المتهم الرئيسي في عملية التفجير الكبيرة التي وقعت في الجامعة الاميركية في بيروت. المتهم يدعى جهاد الخليل وقد اجرى التحقيق معه الرائد م. ق. يوم 18 تشرين الثاني نوفمبر 1991 اي بعد 10 ايام من تفجير سيارة مفخخة في مبنى الكولدج هول داخل حرم الجامعة الاميركية.
في البداية، حرصت المراجع الامنية اللبنانية على احاطة هذه القضية بالسرية التامة من اجل سلامة التحقيق وتسهيل وضع اليد على خيوط الجريمة ومن يقف وراءها. وقد تسربت انذاك معلومات الى الصحف تفيد ان شبكة متصلة بجيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد والتابع لاسرائيل هو المسؤول عن انفجار الجامعة الاميركية، لكن لم يصدر اي تأكيد رسمي بهذا الشأن. ومنذ ذلك التاريخ لم تعلن نتائج التحقيقات ولم يكشف شيء عن الجهة المسؤولة عن هذا الانفجار.
وفي محضر التحقيق معه، يروي المتهم الاول جهاد الخليل، بشكل دقيق، تفاصيل عملية التفجير وكيف تم الاعداد لها، ويسلط الاضواء على معلومات لم تنشر من قبل. وفي ما يأتي نص محضر التحقيق الذي حرصنا على عدم اجراء اي تصحيح او تعديل لغوي فيه:
"اسمي جهاد بن محمد تركي الخليل، والدتي سعاد مولود في بيروت 1961، سكان محلة الزيدانية شارع مدحت باشا زاروب الكبي بناية فؤاد الزبير الطابق الثاني رقم هاتف 317417 متعلم مطلق رقم سجلي العائلي 60 بنت جبيل لبناني".
افيدكم ان شقيقتي حياة الخليل كانت تردد على سمعي انها تريد القيام بعملية اغتيال المدعو حسين عبدالنبي وهو عميل اسرائيلي في بنت جبيل وكنت انصحها بعدم الاقدام على مثل هكذا عملية وكان ممشاها طبيعي حتى اجتياح العراق للكويت تركت الجامعة الاميركية لظروف لا اعلمها وكانت في هذا الوقت لا تزال تقطن معنا في المنزل فعرضت عليها متابعة دراستها مع الاستعداد لمساعدتها مادياً فرفضت ذلك بسبب ظروفها النفسية الناتجة من حرب الكويت والعراق. وكانت تتردد بين الحين والآخر الى الجامعة الاميركية وتنتهز فرصة الاعياد والمناسبات للذهاب الى الجنوب وكان ذلك منذ اكثر من سنة مع اصدقاء لها كما تدعي الى منطقة مجهولة في الجنوب. وبعد دخول الجيش الشرعي الى المنطقة الشرقية ولجوء قائد الجيش السابق ميشال عون الى السفارة الفرنسية بدأت شقيقتي تتردد كثيرا الى المنطقة الشرقية ولا اعلم الاماكن التي كانت تقصدها ثم اخذت ايضا تتردد ايضا الى الجنوب واعتقد بأنها ذهبت الى الجنوب حوالي العشر مرات اما المنطقة الشرقية فكانت تتردد اليها بكثافة ثم اخذت الاخبار تردنا بأنها بدأت تظهر مع بعض الشبان في الليل مع ايصالها الى المنزل ليلا. الامر الذي ادى الى حصول مشادات وخلافات بينها وبين اهلي وطلبت مني ان تعود الى الدراسة في الجامعة الاميركية اكستنشين "EXTENSION" وتأخذ كورسات في مواعيد متقطعة وكنت ادفع شخصياً اقساط الجامعة حوالي 350 الف ليرة وذلك نفقات كورسات عدد اثنين ثم طلبت مني ان تتسجل في معهد الصيداني للكومبيوتر. ولما صار خروجها من المنزل مع الشباب والاصدقاء يتزايد اشتد الخلاف بينها وبين اهلي. ولما ارسل والدها لها دراهم من الكويت قررت ان تسكن لوحدها، وهذا ما حصل فعلا وسكنت في "الوست هاوس" في الغرفة رقم "55" ويومها ذهبت معها الى هذه الشقة ودفعت امامي حوالي 400 دولار اميركي وكان ذلك منذ حوالي اربعة اشهر او خمسة اشهر. وكنت استفقدها مرة او مرتين في الاسبوع. وقد وردتني اخبار ان سلوكها في الجامعة الاميركية غير كويس. حاولت مناقشتها بالموضوع فقالت لي "لا تتدخل بالموضوع" ثم بعد فترة وردني اتصال هاتفي الى منزل اهلي حيث قال لي متكلم مجهول "ما تضايق اختك والا بتشوف شي لا يرضيك" مهددا اياي …
"عملية ستفيد البلد"
وبعد فترة بدأت تقول لي بخصوص موضوع العميل حسين عبدالنبي بغية اغتياله وكانت تطلب رأيي بالموضوع الى ان جاء يوم بعد مضي شهر على وجودها في "الوست هاوس" فقالت لي "ان هناك عملية ستفيد البلد وبس توافق سأدعك تجتمع ببعض الاشخاص" دون ان تحدد هويتهم. وبعد عدة ايام اعلمتني ان شخصاً سيتصل بي في الوست هاوس بحدود حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر وتقريباً منذ حوالي الثلاثة اشهر. وبالفعل في الوقت المحدد اتصل بي شخص سألني "هل انت جهاد" فقلت له "نعم" وسألته من المتكلم اجابني "عندما تصل الي ستعرف من انا" وطلب مني ان استقل سيارة تاكسي واتوجه الى منطقة جونية الليلة نفسها وعندما اصل الى اول جونية اطلب من التاكسي ان يخفف السير فأجد سيارة بي ام في لون عسلي فاتح فأنزل هنالك حيث يكون بانتظاري. وبالفعل هذا ما فعلته وتوجهت الى هناك حيث كان بانتظاري بسيارة بي ام في. ولدى وصولي بادرني احد الاشخاص الواقف على جانب الطريق وقرب السيارة وسألني "هل انت جهاد" فقلت له "نعم" ثم طلب مني الصعود بالسيارة فركبنا في السيارة التي كان يقودها شخصياً وذهبنا الى طريق جونية القديمة وكان بمفرده في السيارة وبدأ كلامه بالقول اني شاب ذكي وطموح واحب السفر كثيرا وكلام اطراء ثم اوقف السيارة قرب البحر وقال لي ان هنالك عملية ستفيد البلد كثيرا وقال لي انه لا يريد ان يخبرني عن العملية بل طلب ان تكون جلسة تعارف فسألته "هي عملية بدنا نضرب اسرائيل فيها" فقال لي "من هالنوع" وحاول ان يدعوني الى حفلة "بارتي" فقلت له انني لا ارغب مثل هكذا حفلات وقال لي "اين تريد ان تذهب" فقلت له "وصلني على البيت" او اقرب محل على البيت فوصلني الى محلة ذوق مكايل وقال لي انه لا يستطيع ان يوصلني اكثر واذا رغبت علي ان استقل تاكسي وعرض علي اموال فعدت الى اوتيل "الوست هاوس" وكانت الساعة حوالي العاشرة والنصف ليلا ولم اجد شقيقتي بالمنزل فتوجهت الى منزل اهلي في الزيدانية وبعد مضي الثلاثة ايام ذهبت لاستفقد شقيقتي حياة فسألتني عما حصل معي فرويت لها ما حصل معي علما ان الشخص المذكور لم يعطني اسمه وقال لي "بعدين" فقالت شقيقتي ان الشخص المذكور سيعطيني اسمه لاحقاً وقد عزني كثيرا وطلبت مني ان اعود واراها بعد ثلاثة ايام. وبالفعل بعد ثلاثة ايام ذهبت الساعة السابعة والنصف ليلا فقالت لي "ابن حلال بعدهم عم يسألوا عنك بالتلفون" فبقيت جالسا وقالت ان الشخص الذي واجهته في جونية قد اتصل وسأل عني ثم سألتني "شو رأيك بدك تكفي" و"شو بدي جاوبهم" فقلت لها انني حتى الآن لم افهم الموضوع ولم يتكلم معي الشخص بأي شيء فقالت لي "اذا بدك بكرا برتب موعد لك معه" وطلبت مني ان احضر عندها بتاريخ الغد بكير حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر. فحضرت في الموعد المذكور واليوم التالي وبالفعل بعد نصف ساعة تلقينا اتصال هاتفي من الشخص نفسه وطلب مني نفس الليلة ان اذهب الى جونية في نفس المكان ولكنه كان بسيارة مختلفة وهي من نوع داتسون 280 زد اكس لون ازرق سماوي.
فصعدت بالسيارة وتوقف الشخص المذكور في شارع قرب البحر محلة المعاملتين حيث دخلنا الى نادي للعب الفليبرز ثم تسلينا شوي وخرجنا للنزهة بالسيارة عندها قال لي بعد سكوت وصمت رهيب فقال لي: "بعرفك على نفسي، اسمي بيار خوري" وقال لي "اكيد فكرت بالموضوع" فقلت له "اكيد اذا الموضوع بينفع البلد فأنا معكم". فقال لي انه سيعرفني الى شخص تكلم معه بالموضوع وانه سيعجبني كثيرا فقلت له "متى" فقال لي خلال يومين بحيث اني اكون قد فكرت بالموضوع جيدا وفيها افادة كبيرة. ثم رجعنا الى الخط العام وانزلني هناك واخذت تاكسي الى منزل اهلي وكانت الساعة حوالي الحادية عشرة ليلا وبالفعل تقريبا انتظرت يومين وذهبت الى اوتيل الوست هاوس وانتظرت قدوم شقيقتي حيث عادت الساعة الحادية عشرة ليلا فسألتها "اين كنت" فقالت بالنسبة للموضوع المعروف مني. فقلت لها انه سيعرفني على شخص بعد يومين وقالت لي "مظبوط الشخص التاني مشغول شوي" ثم مضت فترة حوالي العشرة ايام لم اتلقى اي اتصال هاتفي وكنت اسأل شقيقتي فتقول لي "ما في شي". وبعد هذه الفترة بحوالي اليومين واثناء وجودي في الاوتيل حضرت شقيقتي الساعة السابعة مساء وطلبت مني ان اكون بتاريخ الغد في جونية الساعة السادسة مساء وفي نفس المكان حيث ذهبت ووجدت سيارة ال ب ام ف وبداخلها شخصان حيث كان بيار خوري خارجا وشخص آخر بالداخل وعندما صعدت بالسيارة رحب بي بيار وعرفني على زميله جورج سربيه. وهنا انطلقنا بالسيارة باتجاه الشمال وسرنا بالسيارة حوالي النصف ساعة او اقل وعلى الطريق وقفنا في موقف التجمع فيه قليل وبدأ بيار بالكلام لجورج سربيه ان جهاد الخليل اي انا اريد واحب ان اتعاون معهم ويرجو ان يعطيني بعض التفاصيل وهنا بدأ جورج يتكلم عن وضع البلد وقال لي انه يطلب التعاون معي بخصوص شغلة سأستفيد بها كثيراً وقال لي ايضا انه تكلم كثيراً بالموضوع مع شقيقتي وانه اتفق معها على كل شيء فسألته ان يعطيني فكرة عن الموضوع فقال لي: "عملية سيارة مفخخة بدها تروح الى اعداء لبنان" فسألته "مين" اي اعداء لبنان فقال لي "هلق لا نستطيع ان نقول لك اكثر من ذلك وعلينا ان نثق بك اكثر وعليك ان تبرهن لنا ان نثق بك وعندها كما قال "نتكلم بالتفاصيل". وعندها دعاني الى العشاء في مطعم القلعة قرب كازينو لبنان وبعدها اوصلوني الى منطقة المتحف وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة ليلا. وبعدها عدت الى منزل اهلي وطبعا قال لي "بكرا سنتصل بك". وفي اليوم الثاني عدت الى الاوتيل حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر ووجدت شقيقتي بالمنزل واصبحت تخبرني ان علي ان اعمل جيدا ولا اتراجع وقالت لي "فكر بالموضوع" وهذا الموضوع مفيد لي ولك ولا يضر احد" فقلت لها "طالما الموضوع كما اخبروني اياه فأنا موافق واريد التفاصيل" فقالت لي "مش لوحدك حتكون بالموضوع حنكون نحنا معك". وهنالك اشخاص لا يمكن ان اتعرف عليهم شخصياً سوف يعملون. ثم مضى حوالي الاسبوع دون اي اتصال حيث استفقدت شقيقتي في اوتيل الوست هاوس فقالت الي "انني معزوم بتاريخ الغد على العشاء مع نفس الاشخاص" حيث ذهبت وتعشينا هامبرغر حيث كانوا بانتظاري في "جوسي برغر" وكان معهم سيارة الداتسون وخرجنا للنزهة مع احاديث طبيعية وحوالي الساعة العاشرة ليلا قالوا لي انهم سيوصلوني الى الدورة وهذا ما حصل اذ عدت بعدها الى منزل اهلي وبعد حوالي الخمسة ايام توجهت الى الاوتيل فوجدت ان شقيقتي تاركة رسالة لي "انتظرني ضروري" عند غرفة الاستقبال او الاستعلامات فانتظرت حوالي الساعة والنصف، فجاءت شقيقتي وقالت لي "بكرا في موضوع ضروري يحكوا معك فيه". وكانت مواعيدنا دائما بحدود الساعة السادسة او السابعة مساء. ذهبت في اليوم التالي الى الموعد المذكور حيث كان معهم سيارة ب ام 320 عسلية فاستقليت سيارتهم توجهنا الى مكان وجود فسحة كبيرة وبدأوا يخبروني عن الجامعة الاميركية ووضعها وقالوا لي "الجامعة الاميركية لم تعد تعلّم مثل قبل وما عاد فيها مستويات وتلاميذها غير جيدين ولا يوجد توحيد صف بينهم والتفرقة موجودة" وفهمت منهم ان سيارة مفخخة ستوضع في قلب الجامعة الاميركية اي في مدرسة او الكلية وليس في المستشفى قالوا لي "انهم لن يقوموا بأي اذى لأحد" والعملية ستقتصر على الاضرار وبعدها قالوا لي "شو رأيك" فقلت لهم "انشالله خير" واكد لي بيار: "مارأيك بالموضوع" فقلت له سأتكلم مع شقيقتي فقال لي ماذا تعني بهذا الحديث فقلت له "بدي اتفق مع اختي" وعدت فطلبت منهم ان يوصلوني الى اقرب منطقة الى بيتي حيث نزلت بالدورة واخذت تاكسي وعدت الى الاوتيل فورا ووجدت شقيقتي في الداخل وكانت حوالي العاشرة ليلاً فسألتها عن موضوع الجامعة الاميركية فقالت لي "مثل ما خبروك" و"فيها افادة كبيرة" حوالي النصف مليون دولار لأربع اشخاص عندها قلت لها انني ارفض ذلك فقالت لي "ما تخاف ما حدا سيؤذى من العملية" فقلت لها "كفو لوحدكم" وعدت الى منزل اهلي ونمت وفي اليوم التالي بقيت في منزل اهلي من الصباح وحتى المساء اعطيت خبر لعائلتي ان يقولوا لأي شخص اني غير موجود.
"نصفيك انت وشقيقتك"
بقيت على هذا المنوال لأسبوعين اتلقى اتصالات ولا ارد عليها وكنت اذهب عند اصدقاء لي لتمضية الوقت حتى جاء يوم ورن التلفون في منزل اهلي وكنت لوحدي في المنزل رفعت سماعة الهاتف واذا بالمتصل المدعو بيار خوري وقال لي: "جهاد انا اعرف انك على التلفون اسمع هالكلمتين وبعدين انت حر التصرف" فقال لي "اذا لم تتعاون معنا وانت تعرف كل شيء نحنا سنصفيك انت وشقيقتك" وطبش الخط. فبقيت يومين دون ان انام وذهبت الى الاوتيل حيث شقيقتي فقالت لي "عم بهددوني وعم يلاحقوني حتى يضايقوني ايضاً". هنا احب ان اضيف بأنه كانت شقيقتي طلبت مني ان تتسجل في الجامعة الاميركية بحيث ان الكورسات قد انتهت منهم وفي هذا النهار بالذات ألحت علي ان اسجلها بالجامعة لأن الشهادة التي ستأخذها من الاكستنشين مهمة جدا فدفعت لها المصاريف وعندها قلت لها هذه المصاريف وما اخبار الشباب الذين يطاردوني ويطاردونك فقالت لي:"في الجامعة يرسلون لي اخبار على التلفون وكتير كتير اوقات على التلفون تهديد فقالت لي "شو رأيك" فقلت لها "انني خائف ولا اعرف شيئا" وان خروجي في الليل قليل جدا، فقالت لي صراحة انني افكر ان اخرج معهم وانت حر تريد ان تمشي او تستغني عن روحك لأنهم يفعلون ما يقولون". وفي اليوم التالي صباحاً استيقظت باكراً وقالت لي "قل لي ماذا ستفعل قبل خروجك من الاوتيل" فقلت لها انني خائف جداً من حصول كارثة فقالت لي: "سنتأكد في حال لم يحصل ضحايا سنمشي بالموضوع" فوافقت على الموضوع اذا كان كذلك. وهنا قابلتهم اي الشخصين احد الايام وكان يوم ثلاثاء وقبل الانفجار بثلاثة ايام تقريباً ثم صرح انه كان يوم الاثنين وكانت الساعة السابعة والنصف مساء على طريق جونية وكان معهم الپب. ام. ف. العسلية وقالوا لي بعد الترحيب انهم يشكروني لأني سأتعاون معهم وان مهمتي صغيرة جدا سوف يعلموني بها. وقالوا لي "اطمئن ليس هناك ضحايا" وقالوا لي ان مهمتي ستقتصر على قيادة سيارة والباقي ستعرفه نفس يوم تفجير السيارة. وقالوا لي انهم سيتصلون بي يوم الاربعاء حوالي الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر. ثم عدت الى منزل اهلي ويوم الاربعاء حضرت الى الاوتيل فلم اتلق اتصال فانتظرت حتى الساعة العاشرة والنصف ليلا حيث تعشيت عند بربر وعدت حيث وجدت شقيقتي فقلت لها "لقد وعدوني باتصال ولم يتصلوا" فقالت لي معليش كانوا مشغولين. عندها ذهبت للنوم في منزل اهلي ولا اذكر هنا اين نمت واليوم التالي اي الخميس ذهبت الى الاوتيل وهذه المرة ابكر بكير كما اوصتني شقيقتي وحوالي الساعة الخامسة بعد الظهر تلقيت اتصال وقال لي "انا بيار عم احكي معك من مكان قريب جدا كي تسمعني بوضوح" وطلب مني التوجه الى الشرقية في المكان المعتاد على الكورنيش وستجد سيارة مرسيدس بيضاء لنا ستجدني انا واقف قربها. وبالفعل توجهت وشاهدته وكان بداخل سيارة المرسيدس جورج سربيه عندها دائماً اصعد في الخلف بسيارتهم ففوجئت هذه المرة بأن بيار فتح لي الباب ويقول لي: "تفضل سيارتك انت سوق". وصعد بيار في الخلف بسبب وجود جورج بجانب كرسي السائق. ومشينا … ووقفنا على جانب الطريق وترجل جورج من السيارة فذهب ونزل ايضا بيار وجلس بقربي في سيارة المرسيدس بينما توجه جورج حوالي العشرين مترا واخذ مفرق على اليمين وغاب حوالي بين النصف ساعة والثلاثة ارباع الساعة بعدها طلب مني بيار ان اطفئ الاضوية اي انوار السيارة حيث وجدت غمازات سيارة من ناحية يميننا وطلب مني بيار ان اقود السيارة فمشيت وطلب مني ان لا انظر يميناً ويسارا واتابع سيري "دغري". لاحظت على اليمين سيارة فان فولس فاكن لونها ابيض او كريم وتابعنا طريقنا مسافة طويلة وتوجهنا الى بيروت.
هكذا تم التفجير
حاولت في الطريق ان انظر الى الخلف من خلال المرآة فقام بيار بعكسها باتجاهه كي لا ارى ما يحصل في المؤخرة علما ان سيارة الفان كانت خلف سيارة المرسيدس التي اقودها وكان بداخلها جورج سربيه ولم يكن بقربه احد. ونحن متوجهين على بيروت سالكين طريق المرفأ سألت بيار "اريد ان اعرف دوري" فقال لي "شغلك معاي انا وما في عنا الا كبس زرين وهالشي سيكون بعد منتصف الليل كي لا يتأذى احد كما وعدناكم" وتابعنا الطريق باتجاه البيت المركزي الكتائبي ثم مررنا على حاجزين للجيش اللبناني ولم يوقفنا احد ثم مررنا على حاجز للمخابرات السورية وكونه كان هنالك عجقة سير شاهدت شخص مدني لا اعلم عما اذا كان في المخابرات ام لا يطلب من السيارات ان تمر ولا اعلم عما اذا كان حاجز للمخابرات ام لا حيث وصلنا الى محلة عين المريسة وقرب السفارة الاميركية القديمة قمت بالدوران بعد مفرق منها وتوقفت بالقرب من محطة بنزين التنير بينما تابعت سيارة الفان سيرها وكانت الساعة حوالي العاشرة ليلا تقريبا وبعدها دعاني بيار للعشاء واياه عند بربر وكانت شقيقتي في هذه الاثناء وحسب الاتفاق في الجامعة الاميركية كما علمت من بيار وبعد ان اكلنا عند بربر وشربنا العصير جلسنا مضيعة للوقت وبعدها نزلنا باتجاه الكورنيش وبدأنا نكزدر سيرا على الاقدام واحيانا بالسيارة حتى ساعة محددة فجرا لا اذكرها ولكن بيار كان معه ساعة الكترونية تدق عند كل ساعة وثم اوقفنا السيارة مقابل المدخل البحري للجامعة الاميركية اي مقابل ساعة الجامعة وانتظرنا. قال لي لا تفعل شيئا حتى اقول لك ولا اذكر الساعة تقريبا ولكنه كان معيّر ساعة الالكترون العائدة له ترجل من السيارة ونزلت معه وانتظرنا حتى العشرة وبعدها اخرج بيار الاجهزة المعدة للتفجير وقال لي "سأقوم بالعد وعندما اقول صفر بتكبس على زر احمر موجود في جهاز التفجير معي". فقام بالعد "ثلاثة اثنين - واحد - صفر". فضغطت واياه على الزر الاحمر في جهاز التفجير فحصل انفجار هائل سمعنا بعدها اصوات رصاص فقلت له ماذا سأفعل الآن فقال لي "الى السيارة، الى السيارة". وهنا هو الذي قاد السيارة. وهنا انهارت اعصابي فقلت "الى اين انت ذاهب" فقال لي: "انا سأذهب الى الشرقية". فقلت له "انزلني انزلني، لا اريد الذهاب الى الشرقية". فقال لي: "ابقى معي" فقلت له لا استطيع. عندها تابع طريقه وقال لي: المعلومات الباقية عند شقيقتك فأنزلني في محلة عين المريسة فترجلت من السيارة مسرعا وبقيت في كورنيش البحر كون انتشرت قوات الردع في المحلة وبدأ يلعلع الرصاص. اما بيار خوري فقد تابع طريقه الى جهة مجهولة. اما بالنسبة الى جورج سربيه فلم اعلم عنه شيئا علما ان اجهزة التفجير بقيت في سيارة ومع بيار خوري. وبعدها توجهت الى "الوست هاوس" اي الاوتيل فوجدت شقيقتي لوحدها مستيقظة فقالت لي: "كل شي اوكي، اوكي" فبقيت واياها في الاوتيل حتى الساعة الثامنة صباحا حيث خرجت شقيقتي الى عملها. انا نمت حوالي الساعتين ثم بعدها ذهبت الى منزل اهلي وقالت لي شقيقتي "يجب ان تبعد كم يوم عني. كل شي ماشي منيح". فبقيت حتى يوم الثلاثاء في منزل اهلي ولا اخرج ابدا حيث لا اذهب ابدا الى الاوتيل حتى يوم الاربعاء مساء حيث حضرت شقيقتي ليلا فسألتها عن الاخبار فقالت لي: "كل شي ماشي" فنمت الاربعاء عندها حتى الخميس والجمعة وكانت دائماً تقول لي شقيقتي "كل شي منيح" حتى مساء يوم الجمعة حيث حضرت شقيقتي الى الاوتيل حوالي الواحدة والربع فجراً فأيقظتني فقلت لها ماذا حصل فقالت لي: "انشالله خير" وقالت لي ايضا انشالله بعد يجي بيار الاحد من شان الموضوع اي المصاري فقلت لها "ليش مش السبت" فقالت لي "السبت في عجقة احسن الاحد.
طلق ناري على رأسها
نمت حتى يوم السبت ثم حتى يوم الاحد ونمت في الاوتيل السبت ويوم الاحد حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا نزلت على باب الاوتيل كما اوصتني شقيقتي حتى انتظر بيار دون ان يشعر احد فبقيت طيلة الوقت في الكوريدور بانتظاره حتى وصل فصعدت واياه في المصعد ودخلنا الى الشقة وهنا كان يتكلم مع شقيقتي واذ حصل مشادة كلامية بينهما بحضوري بالنسبة الى المصاري كونه لم يحضر معه المبلغ فطلب منها الانتظار والصبر قليلا فتذمرت وقالت له "ما تضحك علينا. انا هلق بنزل بعترف وبدز عليكم كلكم وبعمل اتصالات وباقدر امحيكم من الوجود" عندها كان عندها مشوار بعد الظهر لا ادري الى اين فاخذت حقيبتها اليدوية محاولة الخروج بسرعة فعالجها بيار خوري بطلق ناري من مسدس حربي كاتم للصوت كان يضعه على وسطه وذلك فاصابها في رأسها فهوت ارضا متخبطة بدمائها وبعدها وجه بيار خوري مباشرة المسدس الحربي باتجاهي فقال لي: "خليك واقف مكانك ما تتحرك، اختك ما بتعرفها ولا تدري ماذا فعلت، لقد ورطتنا في مشكلة كبيرة ومع اناس خارج الشريط الحدودي اي داخل الشريط الحدودي وجعلتك دمية في يديها وانت لا تدري فتعاون معي كي نلجم هذا الموضوع. فخفت حينها وضعت ولم ادر ماذا افعل فبقي شاهرا مسدسه اي بيار خوري ويأمرني بعدة اشياء منها تنظيف الغرفة وغسل اختي وصار يأمرني بفعل اشياء في الغرفة عندها اجبرني على الجلوس وقال لي يجب ان تقود السيارة لنقل الجثة فبقي هو في الاوتيل واعدا ان يظبط الامور في غيابي حيث ذهبت الى الاوزاعي واحضرت سيارة شقيقي عباس وهي من نوع تويوتا كورونا لون احمر وقد فكرت ان اخبر المخفر بالموضوع على الطريق ثم خفت وعدت الى الاوتيل خوفا من قصة التفجير لأنه قال لي اذا لم تحضر خلال ساعة فلن تجدني في الاوتيل فوجدته اي بيار موجودا فطلب مني اذا فكرت بطريقة جهنمية فعاد واصبح يأمرني بفتح الخزانة وازاحة بعض الاغراض منها وايضا انتقال الاشياء من مكان الى آخر واعادتها الى مكانها الاول وطلب مني ان اضع يدي على رأس شقيقتي حيث كان رأسها ملفوف بكيس من النايلون من قبله مع منشفة ثم امرني ان اسحب مجوهرات شقيقتي من يديها ووضعهم تحت الفراش حتى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا قال لي سوف نأخذها ونرميها في الروشة على البحر حيث طلب مني ان اؤمن له الطريق الى السيارة فحمل بيار الجثة وانزلها في المصعد ثم الى صندوق السيارة ورماها في الروشة بين مغارات الروشة واريد ان اذكر ان بيار في الغرفة في الاوتيل قد قال لي بعد مقتل شقيقتي بعد احضار السيارة ذكر لي بأن اختي متورطة جدا وورطته معها ايضا وهو لا يدري وقد اكتشف هذا مؤخرا واصبح يقول لي انت لا تعرفها جيدا ومع من كانت تتعامل فبطبيعة الحال فكرت واجزم بأنها تتعامل مع الشريط الحدودي المحتل وبعدها رجعنا حيث نزل بيار في الحمراء وقال لي خلال الطريق اذا حصل معك شي سيعلنون عن اختك في الجرائد اذهب وسلم نفسك بطريقة ما ونحن سوف نخرجك خلال الاربع وعشرين ساعة وذكر لي اذا سألوك من فعل بها هذا فقل لهم "انا" لأسباب اخلاقية وهذه العملية يعتبرونها جنحة ونحن بمعرفتنا خلال اربع وعشرين ساعة نخرجك من الحبس ثم عدت الى المنزل اي الى الاوتيل وبدأت امسح بعض الاشياء المتروكة الخفيفة وبقيت في الاوتيل دون نوم حتى صباح يوم الاثنين صباحا توجهت الى مكان رمي الجثة اي جثة شقيقتي فوجدت سيارات اسعاف بكثرة ورجال امن فبدأت ابكي وعدت بعدها فأرجعت السيارة الى شقيقي عباس وعدت الى الاوتيل وبقيت ثلاثة ايام في الاوتيل ثم قال يوم الثلاثاء توجهت الى منزل اهلي الاثنين مساء. عاد وقال سهرت وعدت الى الاوتيل ولم اشاهد بيار خوري وجورج سربيه خلال هذه الفترة وكنت اتردد الى الاوتيل واجلس بوسط الغرفة منفردا بانتظار هاتف منهم وهذا لم يحصل حيث يوم الجمعة فدب بي الفزع فذهبت الى مستشفى الجامعة الاميركية الى البراد لاشاهد شقيقتي. بعدها الح علي صديق اختي المدعو كمال ان اخبر اهلي فرفضت ذلك وذهبت الى المخفر لأسلم نفسي وهذا ما حصل معي حيث اعترفت امامهم اني قتلت شقيقتي، وهذا لم يحدث، وحيث بالتحقيق الذي اجريتموه معي تبين انني اقدمت على تفجير الجامعة الاميركية.
هذه المرة الاولى التي اقدم فيها على عملية تفجير.
انني اجزم ان وراء العملية من خلال معلوماتي من بيار خوري ومن اختي انها كانت تتردد الى الشريط الحدودي، اذا العملية غير واضح من مسؤولي الشريط الحدودي المحتل.
ان المبالغ التي معي هي من خلال عملي في التجارة في الكويت.
ليس لدي ما اضيفه خلاف ذلك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.