«ما لاحد منه.. الله اللي عزنا»    رئيس الأركان يتفقد قطاعات وزارة الدفاع المشاركة في الحج    شركات الطيران تواجه نقصاً في وقود الطائرات في المطارات اليابانية    أمانة عسير تنهي استعداداتها لموسم الصيف والعيد    زيادة حدة التوتر على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية    خطر حقيقي من مجاعة في السودان    أول حالة إسعافية تنقل من مهبط برج الساعة عبر الإسعاف الجوي لحاج أفريقي    وزير الشؤون الإسلامية: استهداف الحج لأغراض مخالفة استهداف لجميع المسلمين بالعالم    تحذير الحجاج من التعرض للحرارة بالمشاعر المقدسة    بريد القراء    وزير الحرس الوطني يقف على استعدادات القوات المشاركة بموسم الحج    الفريق البسامي يتفقد قوات أمن الحج والجهات العسكرية المساندة    الربيعة يستعرض جهود مركز الملك سلمان للإغاثة في غزة    وزير الصحة يزور مستشفى قوى الأمن بمكة المكرمة    القيادة تعزي رئيس جمهورية ملاوي    رسالة ترحيب من اشبيلية لنادي الاتحاد    جمعية الكشافة تصدر الخرائط التفاعلية الإرشادية لخدمة الحجاج    جامعة الملك فيصل ضمن أفضل 100 جامعة عالمياً في التايمز للتنمية المستدامة    مجموعة السبع: اتفاق لدعم أوكرانيا بأصول روسية مجمدة    بنك البلاد يطلق مبادرة "هدية الحاج " لخدمة ضيوف الرحمن    القصبي يشارك في احتفال (UNCTAD) بالذكرى ال 60 لتأسيسها    «الأخضر» في مواجهة أستراليا وفلسطين وأفغانستان وماكاو    إلزام 10 مستثمرين ومستثمرة بدفع 101.7 مليون ريال وسجن أحدهم    أرامكو توقع اتفاقية مبدئية لشراء الغاز من منشأة أمريكية    اسطول متنقل للحجاج المرضى    النفط في صعود والدولار إلى هبوط    الساطي يرأس وفد المملكة في الاجتماع التشاوري بشأن تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان    المملكة ترحب بالمستثمرين الدوليين بقطاع السياحة    "الداخلية" تصدر قرارات إدارية بحق (26) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج لنقلهم (124) مخالفًا    تتويج الاتحاد بدوري الدرجة الأولى لكرة قدم الصالات    صحفيو مكة يشيدون بمضامين ملتقى إعلام الحج    «حفل بذكرى زفاف أقصر زوجين    الأرصاد: لا يستبعد تكون السحب الرعدية الممطرة المصحوبة برياح نشطة على الرياض والشرقية    «قوات أمن الحج»: تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي حفاظاً على سلامة الحجاج    كيف أُحبِطُ مَنْ حولي ؟    الذات والآخر    مهمة سهلة للكبار في دور ال 32    «المهدرجة».. الطريق إلى أزمات القلب وسكتات الدماغ    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته.. وصول الطائرة السعودية ال 53 لإغاثة الشعب الفلسطيني    ولي العهد يعتذر عن المشاركة في قمة ال G7 لإرتباطه بالإشراف على أعمال الحج    25 فعالية لمركز "إثراء" في عيد الأضحى    دورة تأهيلية لجامعي البيانات لموسم حج 1445ه    منتجات فريدة للإبل    سطوة ريال مدريد    الزميلة ولاء تنال الماجستير بتقدير ممتاز    اللواء الزهراني يحتفل بزواج إبنه الدكتور عبدالله    مدير مدرسة هشام بن حكيم يكرم الكشافين المتميزين    العقيد الطلحي يتفقد مركز(911)    ولي العهد يعزي ولي عهد الكويت في ضحايا حريق المنقف    فريق طبي ينجح في إزالة ورم من رحم مواطنة في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام    المملكة تعزي في ضحايا حريق «المنقف» في الكويت    تجمع الشرقية الصحي يشارك في مبادرة "خدمتكم شرف "    «البريكس» بديل عن نادي باريس !    الطواف صلاة ولكن !    تحريف الحج عن مقاصده التعبّدية !    «إش ذي الهيافة»    الرئيس الأوكراني يصل جدة وفي استقباله نائب أمير مكة    تابع سير العمل في مركز قيادة الدفاع المدني.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يتفقد مشاريع التطوير في المشاعر المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"برنارد لويس" بوجه زنازين الشرق
نشر في الحياة يوم 01 - 04 - 2013

ربما كان لتصاعد النظريات حول حرية الإنسان واستقلاليته وتشابهه التام قانوناً ومعنىً مع أخيه الإنسان أكبر الأثر في نقل النقاش حول الفرد من عرقه إلى فرديته"وذلك بعد أن ساد النقاش طويلاً خلال القرنين ال18 و19 حول ارتباط الرقيّ بالعرق."هيغل"ينقل عنه"جون ميشال بيسنييه": أنه كان"يشكك في إنسانية الأفارقة"، ومع تصاعد النزعة القومية في ألمانيا تأثر بعض الفلاسفة بالنزعة الاصطفائية المبنيّة على تميّز العرق، وقد تورّط"كانط"بهذا لتصل الورطة المدوّية في نصوص"نيتشه"التي فهم منها بعض شرّاحه احتقار الكثير من الأعراق الفاترة غير الحيويّة التي لا تؤهّلها جيناتها لخلق"السوبرمان"الذي سينطق بقول"زرادشت"لينشد من الجبل وعلى كتفه الأفعى تراتيل سيادة الأحرار على العبيد.
في كتابه"الاستشراق"رصد إدوارد سعيد نفي"الشرق"من احتمالات المرور بما مرّ به الغرب، وهي رؤية ترددت في أطروحات الاستشراق، وإن كانت من قبل قد طُقّمت وببراعة بكتابة فيلسوف ألماني هو ماكس فيبر في كتابه الشهير:"الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية"، إذ اعتبر التنوير الأوروبي خاصيّة أوروبية. بينما أخذت عبارات كارل ماركس وهيغل تحديداً عن الشرق على اعتباره المحتفظ ب"البراءة"والذي يستوعب الاستبداد ويألفه صدى كبيراً، بينما ربط السياسي هنري كسينغر بين الشرق و"الأسلوب النبوئي"المفتقر إلى الدقة، ملمّحاً إلى أن التغيير في الشرق لا يمكن أن يأتي خارج السياقات الروحية.
في حوارٍ لافت أجراه الدكتور عادل الطريفي في صحيفة"الشرق الأوسط"مع المؤرخ برنارد لويس، الذي طالما أطلق عليه محمد أركون لقب"الثعلب"، أعيدت أسئلة"خاصيّة الشرق"من خلال مفهومين هما:"الديموقراطية، والحرية"، ذلك أن الحرية لدى المسلمين، بحسب لويس: ليست مصطلحاً سياسياً، إنها مصطلح قانوني، الحرية مقابل العبودية. في الماضي كانت العبودية مؤسسة مقبولة في العالم الإسلامي كله، أنت تكون حراً ما لم تكن عبداً. كانت الحرية مصطلحاً قانونياً واجتماعياً من دون دلالات سياسية من أي نوع. تستطيع أن ترى في النقاش باللغة العربية ولغات أخرى، الحيرة التي قوبل بها في البداية هذا المصطلح"حرية".
بين منهج برنارد لويس ومنهج أركون اختلاف جذري، الأول راوٍ أو"فللوجي"، بينما الثاني عني بالمنهجية الحديثة المتصدّعة من البنيوية والتفكيكية، مستخدماً الكثير من الأدوات التي قرع بها فوكو طبقات الثقافة في أوروبا من السجن إلى الجنون إلى المراقبة والعقاب، ينطلق أركون من حفر أركيولوجي بحت يضرب به أرضياتٍ صلدة ثم يترك للقارئ مهمة التنقيب الإضافي أو رية الطبقة التي ظهرت، من هنا تكون أدوات أركون تطبيقات للمفاهيم الحديثة في أوروبا على تاريخ الإسلام وعلى الموروث عموماً.
برنارد لويس تجاوز نفي الشرق عرْقاً ليدخل إلى تخّوم دراسته العميقة لمفاهيم غربية تداولها الشرق، أو شرقية تداولها الغرب، إنه استشراق ذو وجهين أشعل الكثير من الأسئلة وأسس للجدل حول الإسلام السياسي، والجهاد، والنسيج الإسلامي الاجتماعي."أركون"ينطلق من مشكلته هو مع مفهوم"الاستشراق"نفسه، فهو ينفي الجهويّة الجغرافية، مثبّتاً الجهوية الثقافية، فهو يعتبر"اليابان"من دول الغرب على اعتبار تأسسها على"الغربنة"الثقافية.
بقيت العلاقة بين النهضة والعرق، أو بين التنوير الأوروبي والظروف التي عاشتْها القارّة محل دراسة وبحث، غير أن الربط بين نهضة أي مجتمعٍ بعرقه قد ولّى، هذه المقابلة الحديثة مع برنارد لويس نراه فيها يتجاوز إدانة الشرق وإحالة انحطاطه إلى إرثه، ليضع أملاً للمسلمين بالخروج من المأزق أو"الأزمة"إلى برّ الأمان، لكنها نصيحة من مؤرخٍ كبير لعالمٍ إسلامي ظروفه تسير بعكس اتجاه"النصيحة"، إذ أصبح الشرق مثل السجين الذي يحفر منذ 20 عاماً لتقوده حفرته إلى زنزانةٍ أخرى، على حدّ تعبير الراحل"الماغوط".
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.