نوّهت صحيفة أميركية بالجهود، التي يبذلها مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان للحفاظ على الحياة البحرية في المحيطات، موضحة أن مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات، لها أهداف عريضة في مجال المحافظة على الحياة البحرية في مختلف بقاع العالم، اذ تتلقى دعماً سخياً منه لتحقيق هذه الأهداف. وأشارت صحيفة"لوس أنجليس تايمز"الأميركية إلى مبادرة الأمير خالد العالمية المعروفة بالبعثة الاستكشافية للمحافظة على الشعاب المرجانية، التي تقوم المؤسسة بتمويلها، وسيقوم طاقم من العلماء العالميين بالوقوف على حال المحيطات في مختلف بقاع العالم، لإصدار قائمة بالشعاب المرجانية العالمية. وأوضحت أن هذا العمل يهدف إلى تقويم حال الشعاب المرجانية، والحياة البحرية المتعلقة بها، وذلك لمعرفة ما يمكن أن يسهم في زيادة مرونة الشعاب المرجانية لكل الأخطار التي تهدد وجودها، مثل الصيد المكثف، والتلوث بفعل الإنسان، وارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات جراء الاحتباس الحراري، والتأثير المتنامي لحمضية المياه، نتيجة لامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من المداخن، والمواسير المستخدمة في التخلص من الغازات المستنفذة. ويقوم الفريق المؤلف من علماء من شتى أنحاء العالم تحت مظلة"علماء بلا حدود"، التي يرعاها الأمير خالد بتنفيذ هذه المسوحات، التي تحدث عنها خلال مؤتمر الصندوق الدولي للحفاظ على الطبيعة، والذي عقد في برشلونة في اسبانيا في تشرين الأول أكتوبر الماضي، موجهاً الدعوة الى الأقطار المتاخمة للمحيطات للانضمام إليه، وفتح مياهها الإقليمية لهؤلاء العلماء، الذين يقومون بتنفيذ هذه المسوحات المهمة. وكان مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية رئيس"مؤسسة المحيطات الحية"الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، استجاب لأصوات"نواقيس"الخطر المتكررة حول المشكلات البيئية، التي تتعرض لها بحار العالم أجمع، نتيجة للتغيرات والتأثيرات المتنوعة، التي طاولتها في العقود الأخيرة. هذه الاستجابة تمثلت في إعلانه أخيراً أمام حشد من المشاركين في المؤتمر العالمي للمحافظة على الطبيعة، الذي عقد في مدينة برشلونة الإسبانية، عن مبادرته لاستكشاف الشعب المرجانية، الهادفة إلى درس بيئة قيعان المحيطات في العالم، لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات. وتأتي هذه المبادرة، امتداداً لنشاط"مؤسسة المحيطات الحية"، التي سبق لها أن درست البيئة البحرية في المحيط الهادي والباسيفيكي، إضافة إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتركّزت أبحاثها على جزر فيرغن الأميركية وجزر سيشيل، والدراسات التي بدأتها إبان إعصار تسونامي، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية. وتنطلق أهمية هذه المبادرة من الدور الرئيسي والمؤثر، الذي تلعبه الشعب المرجانية في الاتزان الإحيائي للبيئة البحرية، إذ انها تمثل بيئة مهمة لنمو وتغذية وتكاثر الأسماك، كما أنها توفر الحماية الجيدة للسواحل من تأثير الأمواج. وأوضح الأمير خالد بن سلطان في تصريحات سابقة، أن ما تقدمه هذه المؤسسة من جهود وأعمال ينبثق من نظرته، كونه أحد أبناء المملكة العربية السعودية، وتطلعاتها إلى خدمة البيئة والمجتمعات الإنسانية، من خلال مبدأ"العلم بلا حدود"، الذي تبنته مؤسسة خالد بن سلطان، وسجلته عالمياً شعاراً لها، وهي تسعى إلى بلورته بشكل عملي. فيما أوضح ناطق باسم المؤسسة، أنهم تلقوا تجاوباً منقطع النظير لهذه الدعوة، وأن هناك العديد من الأقطار، أرسلت ما يفيد باهتمامها بالموضوع، والرغبة في المشاركة، ومن بين هذه الدول استراليا وجزر الباهاما وكولومبيا، وجزر الولاياتالمتحدة الأميركية البكر وفيغي وإندونيسيا وبالاو ومدغشقر، والعديد من الدول المتاخمة للمحيطات العالمية. يذكر أن الفريق العلمي سيبدأ العمل في البحر الكاريبي في ربيع 2010، ويستمر في الابحار طائفاً محيطات العالم، ولكن في البداية يقوم العلماء على متن اليخت البحثي المزوّد بأحدث الأجهزة العلمية بالوقوف بجزر فرسان في البحر الأحمر في السعودية، التي يوليها الأمير خالد اهتماماً خاصاً. وكانت آخر الرحلات الاستكشافية على هذا النحو، تلك التي قام بها جاك كوستيو عام 1951 على متن"كاليبسو". وفي هذا الوقت سيصل هؤلاء العلماء على متن سفينة بحثية مزوّدة بغرفة ذات اوكسجين عالي الضغط، إضافة إلى طائرة طافية.
