بعد تساقط هوامير المساهمات واحداً تلو الآخر بدءاً بالمتهم في قضية مساهمات بطاقات"سوا"عبدالعزيز الجهني، وانتهاء بالمتهم في قضية البورصة العالمية أحمد الصريصري وإيداعهم سجن بريمان في محافظة جدة، لا يزال الغموض والتعتيم سيد الموقف في قضية أموال المساهمين. هذا الغموض أصاب المساهمين بخيبة أمل في عودة أموالهم، في ظل كثرة اللجان المكلفة بالتحقيق مع المتهمين الأساسيين في قضايا المساهمات، من دون الإعلان عن حل لقضيتهم التي مر عليها ما يقارب العامين. وظهرت خلال الفترة الماضية تساؤلات عدة لدى المساهمين، كان أهمها سر اختفاء تلك الأموال من حسابات المتهمين، وعجز لجان التحقيق في الكشف عن مصيرها، علاوة على وجود تحويلات بنكية من حسابات المتهمين الرئيسيين إلى خارج البلاد، من دون وجود مسألة قانونية لإيقاف تلك الحوالات، إضافة إلى سر انتشار تلك المساهمات في المنطقة الغربية من دون غيرها من المناطق، مع عدم وجود رادع أمني للحد من تلك المساهمات المشبوهة التي أضرت باقتصاد البلد، وأثقلت المواطنين بالديون. وبين تلك التساؤلات المحيرة التي لم تجد الإجابة الشافية بدأت أنظار المساهمين تتجه إلى رؤساء المجموعات لتقديم شكاوى ضدهم، بعد أن انكشف لديهم أن عدداً كبيراً من رؤساء المجموعات تواطؤوا مع المتهمين الأساسيين أثناء سير المساهمات، لمعرفتهم بعدم وجود تجارة في بطاقات"سوا"أو البورصة العالمية، إضافة إلى احتفاظ عدد من رؤساء المجموعات بأجزاء من أموال المساهمين لم يسلموها إلى"الهامور"، في الوقت نفسه الذي يدّعون تسليمه إياها ولكنه لم يرجعها، بل إن عدداً من رؤساء المجموعات لم يسلموا المساهمين أجزاء من أموالهم، بحجة العمولات التي تقتص من أرباحهم. وأكد عدد من المساهمين ل"الحياة"عزمهم على تقديم شكاوى ضد رئيس مجموعتهم، ويقول المساهم عبدالرحمن جميل لدى المتهم"توفيق الزهراني"، طالبت رئيس مجموعتي ع السلمي مرات عدة من طريق الاتصالات الهاتفية بالتحرك والسعي لمعرفة ما توصلت إليه التحقيقات، والمطالبة بالأموال، وتوكيل محام خاص بالمساهمين لديه لمتابعة القضية، وكان رده على تلك المطالب سلبياً، إذ أنه رد بأن تلك المساهمة كانت كذبة وضرباً من الخيال، ولم تكن هناك تجارة بطاقات"سوا"، وأن عليه أن ينسى مطالبته بتلك الأموال. وقال جميل:"الغريب في الأمر أن رئيس مجموعته السلمي، لم يكن مساهماً بماله لدى المتهم توفيق الزهراني، إذ كان يستقطع من أموال المساهمين من طريق ما يسمى بالعمولات، ويودعها كمساهمة منه".وأضاف"بعد سماعي رده الذي أكد فيه أن لا صحة لوجود تجارة تسمى"سوا"، طالبته بالعمولة التي كان يستقطعها من الأموال إذ رفض ذلك الأمر وأغلق خط الهاتف ولم يعد يجيب عن اتصالاتي". وأضاف أنه اجتمع مع عدد من المساهمين لدى رئيس مجموعته، وجرى الاتفاق على توكيل محام لتقديم شكوى ضده، لعدم تجاوبه مع المساهمين، وتخاذله في متابعة القضية، وعدم إرجاعه العمولات التي كان يستقطعها من المساهمين. وطالب المساهم لدى المتهم"توفيق الزهراني"عادل الزهراني الجهات الأمنية بسرعة القبض على رؤساء المجموعات وتجميد حساباتهم، ورد حقوق المساهمين التي استقطعوها باسم العمولات، مستغرباً في الوقت نفسه تباطؤ لجان التحقيق في كشف سر اختفاء أموال المساهمين لدى المتهم، والتعتيم غير المبرر في سير القضية، وعدم رفع تقريرها النهائي إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة. أما المساهم لدى المتهم أحمد الصريصري بندر صوفان فقال:"لم يتعاون رئيس مجموعتنا محمد حسن الزهراني، منذ أن توقف المتهم أحمد الصريصري من توزيع الأرباح وهروبه خارج البلاد قبل القبض عليه. وأضاف صوفان"أن المساهمين اجتمعوا أكثر من اجتماع ولم يحضرها وكان محمد الزهراني يراوغ ويتهرب من المساهمين". وأشار صوفان إلى انفجار غضب المساهمين بعد أن وزع المتهم الصريصري ما نسبته 20 في المئة على عدد من رؤساء المجموعات، إذ تسلم رئيس المجموعة محمد الزهراني شيكاً بقيمة سبعة ملايين ريال من طريق محامي المتهم الصريصري أحمد المقحم ولم يوزعها على المساهمين. وأكد صوفان أن المساهمين لدى رئيس المجموعة محمد الزهراني وكلوا المحامي ث ص لمقاضاة رئيس مجموعتهم، بعد أن رفض توزيع الأموال للمساهمين، واحتفظ بها للمتاجرة بأموالهم من طريق مكتب استثماري في الأسهم السعودية لم يفصح عن اسمه.