بدأت ظاهرة إنشاء اقسام نسائية في المصانع تزداد في الانتشار. التجربة لم تكن سهلة لعدم وجود ايد عاملة نسائية مدربة على الاعمال الفنية، ولكنها ايضاً لم تكن شاقة، وذلك لرغبة المرأة السعودية في اثبات نفسها في المصانع، كما اثبتت نفسها في اعمال اخرى كثيرة. "المرأة السعودية العاملة في القطاع الصناعي، امرأة ناجحة، ملتزمة بعملها، تستوعب المواضيع وتعمل بشكل منتظم"، هذا ما عبر عنه المدير العام لشركة ناردين المتخصصة في تصنيع وحدات الإنارة عبدالعزيز العليوي، انطلاقاً من تجربته، حيث انشأ معملاً نسائياً مستقلاً، وأعرب العليوي عن ثقته الكاملة بالمرأة العاملة في المجال الصناعي، مؤكداً عدم وجود أي عوائق أو صعوبات في التعامل معها, بل على العكس قد يكون العمل اسهل، لقدرتها على إتقان العمل وإعطاء إنتاجية اكبر، على حد قوله. وتابع العليوي أن المصنع النسائي يضم موظفات يعملن في تجميع وحدات إنارة الفلورسنت، منهن ثلاث من ذوات الإعاقة السمعية، وترأس القسم مديرة فنية إدارية، تعمل بتوجيه من الإدارة المركزية من أجل متابعة حسن سير العمل. وعن إمكان تطوير ميدان عمل المرأة لكي يشمل خطوط إنتاج أخرى, ألمح العليوي إلى أن لا مانع لديه من عمل المرأة في مجالات متعددة، وقد وجه الشكر لجمعية النهضة النسائية التي أسهمت في إنجاح هذه التجربة. وفي هذا السياق يبقى الدور الفاعل لجمعية النهضة النسائية التي تتعاون مع قسم من المعامل لاختيار الموظفات، فتكون المرجع الرئيس لكثير من الإدارات المتعاونة وهم: شركة الإنارة السعودية المحدودة التي يبلغ عدد الموظفات فيها حالياً 37 وتحتاج إلى كادر إضافي، الشركة العربية لتصنيع المنتجات الطبية عناية عدد الموظفات 40، الشركة العربية لصناعة الأغطية و الوسائد استرا وعدد الموظفات 33 وتحتاج إلى100 كادر إضافي، شركة ناردين للإنارة عدد الموظفات 24 وتحتاج إلى 4 كادر إضافي أما شركة محمد علي سعد الدين وشركاه سعد الدين عدد الموظفات 24 وتحتاج إلى20 كادراً إضافياً. وقد عبرت السيدة عبير الشعيبي مديرة مركز النهضة للتدريب والتوظيف عن الدعم الدائم والمستمر من الجمعية من اجل تشجيع العنصر النسائي لدخول المجال الصناعي، وأشارت إلى أن الخطوة الأولى كانت العام 1995 حيث تم عقد اتفاق بين الجمعية و أحد المصانع وثم تلتها خطوات متلاحقة. وقالت الشعيبي إن مهمة الجمعية هي التأكد من استقلالية المكان وخلوه من المحاذير الشرعية وانطباق شروط الأمن والسلامة ثم عقد اتفاق مع الشركة لتوفير الموظفات والإشراف على القسم النسائي. كما أشارت إلى أن القسم يخضع لأنظمة العمل والعمال، ووفقاً لذلك تحل المشكلات. وفي السياق ذاته، عبرت ندى عبدلله الحميدين وحمده خليل العبدالله العاملتان في"ناردين للانارة"عن صعوبة التجربة فنياً في البداية، ولكن أصبح العمل بالنسبة لهما سهلاً ولا يحتاج إلى مجهود كبير، معبرتين عن الرضا التام عن أوضاعهما في عملهما.