تشارك في الجزء الثاني من "المصراوية" . سميحة أيوب : التلفزيون سرق القضايا الكبرى للمسرح

استطاع التلفزيون أن يسرق"سيدة المسرح العربي"سميحة أيوب من عشقها الأول: المسرح. فها هي تصوّر الجزء الثاني من مسلسل"المصراوية"الذي قد يمتد إلى خمسة أجزاء لكونه يناقش الشخصية المصرية منذ أيام الحرب العالمية الأولى حتى عصرنا الحديث. كما انتهت من قراءة مسلسل آخر بعنوان"اسم العيلة"من كتابة أحمد النحاس وإخراجه، وتدور قصته حول جحود الأبناء وقسوتهم تجاه آبائهم، وتجسد ايوب فيه دور ام تمتلك ثروة كبيرة، وتحاول أن تجعل أبناءها يعتمدون على أنفسهم ليشقّوا طريقهم في الحياة في الشكل الجاد المحترم، لكنها تفاجأ بسلوكهم طريقاً غير مستقيم واختصار المشوار من خلال الاستيلاء على ثروتها.
وعن نشاطها التلفزيوني وابتعادها من المسرح، تقول أيوب:"أين النص المسرحي الذي يجعلني أتحمس من أجله وأحارب لتقديمه؟ للأسف كل النصوص التي تقدم إليّ أرفضها لأنها لا تصلح للمسرح، بل لتقدم في ملاه ليلية مع راقصة لا ممثلة مسرح عاشت بين جدرانه ووسط عمالقة من الفنانين، مثل زكي طليمات ويوسف وهبي وعبدالمنعم ابراهيم وفؤاد الجزايرلي، ووسط كتّاب كبار مثل نعمان عاشور وسعد الدين وهبة وألفريد فرج وسواهم. عندما أتذكر الماضي اشعر بفخر كبير بالمسيرة التي خضتها، فالمسرحيات التي قدمتها جديرة بالاحترام، مثل:"سكة السلامة"أمام فؤاد الجزايرلي و"السبنسة"و"الوزير العاشق"أمام عبدالله غيث، و"دماء على أستار الكعبة"و"تمر حنة"... وكلها أعمال تناقش قضايا المجتمع ومشكلاته، خلافاً لما يقدم اليوم من اعمال لا تصلح ان يطلق عليها اسم مسرحيات. من هنا، اتجهت إلى الأعمال الدرامية التلفزيونية التي أصبحت تناقش موضوعات تهم الناس".
وتشدد أيوب على انها لم تبتعد من المسرح من تلقاء نفسها، ولكن"لأن لا وجود لمسرح جاد هذه الأيام". وتشير الى ان مسلسل"الضوء الشارد"كان السبب في عودتها الى التلفزيون، وتقول:"يحمل هذا العمل توقيع الكاتب الكبير محمد صفاء عامر الذي حاك نصاً جميلاً، جميع شخصياته أبطال، وجسدت فيه دور"الحاجة ونيسة"، السيدة القوية الآمرة للرجال، وهو دور لم أكن قد قدمته من قبل، لذلك حصد المسلسل نجاحاً كبيراً، وعرض أكثر من مرة على القنوات الفضائية العربية".
وتضيف:"دفعني هذا المسلسل للاستمرار في التلفزيون، فقدمت بعده"أوان الورد"للمؤلف الكبير وحيد حامد، وجسدت دور سيدة مسيحية تبذل كل ما في وسعها لكي يعود حفيدها المخطوف... هذه الأدوار والقضايا المهمة لا يناقشها مسرح اليوم، إنما باتت من اهتمامات كتاب الدراما التلفزيونية".
نشر في العدد: 16708 ت.م: 01-01-2009 ص: 29 ط: الرياض