لا تراه إلا مشاغباً، يطلق آراءه وتصريحاته النارية في كل اتجاه، لم يخف وهو القوي - العروبي أن يؤكد أنه فقد الأمل في ظل الأوضاع العربية المتردية، ويتساءل:"أين مصر من العرب". ليس ذلك فقط، بل وصل به الأمر إلى التأكيد أن فكرة القومية العربية هي درب من الخيال، فتفتح عليه النيران من كل جانب. ويكره أن يصمت على ادعاءات بعض الفنانات اللواتي اعتزلن الفن وأصبحن يتشدقن بكلام في السينما والدين من دون وعي حقيقي، ويفتح النيران على الدعاة الجدد أو"الكاجوال"كما أطلق على بعضهم - الذين أصبحوا مسؤولين عن عملية غسيل المخ التي تجري للكثير من الشباب العربي. هذا بعض من المعارك التي خاضها الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة، قبل أن يداهمه المرض منذ ثلاثة أسابيع مضت عندما أصيب بذبحة صدرية ومشاكل في الكلى نقل على أثرها إلى مستشفى"دار الفؤاد"في مدينة"السادس من أكتوبر"، وأجريت له جراحة عاجلة لتوسيع شرايين القلب. وبعدما استقرت حال القلب وضغط الدم، نقل إلى"مركز الكلى الدولي"في محافظة المنصورة في دلتا مصر، لتستأصل كليته اليمنى. وبحسب الدكتور حسن أبو العينين، مدير مركز الكلى في المنصورة وعضو الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة لعكاشة مع الجراح المصري الكبير محمد غنيم، فإن حال عكاشة أصبحت مستقرة الآن وسيحتاج الى فترة نقاهة طويلة. سيعاود بعدها عمله على الجزء الثاني من ملحمته"المصراوية"، بحسب تعبير ابنه المخرج هشام. وعكاشة ليس فقط أبو الدراما العربية أو"فارسها"، كما يروق للبعض أن يطلق عليه، ولكنه أيضاً مثقف موسوعي من طراز رفيع، قدم خلال 30 سنة من العمل التلفزيوني أكثر من 40 عملاً، إضافة إلى أعماله السينمائية والمسرحية، والتي تحول معظمها إلى أعمال تعيش في الوجدان العربي، بدءاً من مسلسله"الشهد والدموع"و"ليالي الحلمية"و"زيزينيا"و"الراية البيضا"و"ارابيسك"و"أبو العلا البشري"و"ضمير أبلة حكمت". ويعتبر أسامة أن مسلسله الأخير"المصراوية"والذي عرض على قناة"دبي"خلال شهر رمضان الفائت، ويعاد عرضه حالياً على فضائيات أخرى، سيكون بمثابة اختتام رحلة عطائه التلفزيوني. إذ سيستكمل فيه رحلة التأصيل والهوية التي بدأها في مسلسلاته الآنفة الذكر، خصوصاً أن"المصراوية"نص يلقي الضوء على الفترة التاريخية الممتدة من الحرب العالمية الأولى 1914 وحتى نهاية القرن الماضي، وهي الفترة التي لم يتعرض لها عكاشة في كتاباته السابقة. وقبل مرضه الأخير، صرح عكاشة بأنه فور انتهائه من كتابة حلقات"المصراوية"، سيعود إلى الفن الأقرب إلى نفسه وقلبه، وهو القصة والرواية والمسرح. على صعيد آخر، صرح فريق الأطباء المعالج للفنان طلعت زكرياً أن حاله الصحية تحسنت، وهو لا يزال يتلقى العلاج في غرفة الرعاية المركزة في مستشفى دار الفؤاد. وسيسافر لاستكمال علاجه في فرنسا، إذ أن حاله مستقرة ولا توجد أية مخاوف عليه من الحركة والسفر. وأكد فريق الأطباء أن زكريا خرج من الغيبوبة، وستجرى له فحوصات شاملة في باريس، لأنه لا يزال يعاني من ضعف في حركة الاطراف، ما يستدعي بقاءه على كرسي متحرك، ولكن كل وظائف الجسم أصبحت في حال طبيعية. ومن المقرر أن يسافر زكريا إلى فرنسا غداً السبت، لاستكمال علاجه في المستشفى الأميركي في باريس، وسيرافقه طبيبه المعالج الدكتور كريم مشهور. وأكد الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين أن المساعي التي بذلت لسفر الفنان زكريا لتحديد الأسلوب المناسب لعلاجه... تكللت بالنجاح. وأشار إلى أن الدولة ستساهم بجزء من كلفة العلاج في فرنسا، وسيتحمل البقية زملاؤه من الفنانين وبعض رجال الأعمال. يذكر أن الفنان زكريا دخل إلى مستشفى دار الفؤاد خلال شهر أيلول سبتمبر الماضي، إثر تعرضه لأزمة صحية أدت إلى دخوله في غيبوبة.