مازالت الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في غزة تراوح مكانها بل وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مخلفة ضحايا إن لم يتم قتلهم بآلة الحرب الإسرائيلية وهم في طوابير الجوع فإن الجوع ذاته لهم بالمرصاد، الضحايا يتساقطون يومياً، منهم الأطفال والنساء والعجزة والباحثون عن لقمة عيش ممزوجة بالدم يسدون بها رمقهم ورمق أطفالهم دون جدوى، كل ذلك وأكثر يتم تحت أنظار العالم الذي في مآسٍ أقل من هذه يتحرك تحركاً سريعاً، ولكن في هذه المأساة لا يحرك ساكناً وكأن الأمر ليس ذا أهمية رغم فداحته. الأمر لم يقف عند هذا الحد، فإسرائيل التي أصبحت عنواناً لاستخدام العنف غير المبرر لم يكفِها القتل اليومي للمدنيين الفلسطينيين، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يحدث، وتزامناً مع الصمت الدولي، صعّدت من رغباتها التي لا نهاية لها وأطماعها التي دون حدود بمطالبة الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، ما قاد المملكة إلى إدانة هذا الأمر واستنكاره بشدة، معتبرة أن هذه الخطوة الاستفزازية لسلطات الاحتلال تقوّض جهود إحلال السلام من خلال حل الدولتين. المملكة هي من طرح المبادرة العربية للسلام قبل ثلاثة وعشرين عاماً، ومازالت تؤكد أن الشعب الفلسطيني لن ينال حقوقه المشروعة إلا من خلال إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن أي أمر خلاف ذلك سيقوّض أية جهود سلمية كونها ستكون ناقصة حالَ لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كاملة وإقامة دولته القابلة للعيش، بذلك سيكون السلام العادل والشامل والدائم المنشود، ودون ذلك ستستمر إسرائيل في غيّها وصلفها مستمرة في ارتكاب المجزرة تلو الأخرى دون رقيب أو حسيب.