تتواصل الجهود المكثفة للوسطاء الدوليين والإقليميين؛ بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط مفاوضات معقدة يجريها كل من حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية وقطرية وأممية، وفق مصادر فلسطينية مطلعة. وأكدت المصادر أن الوساطات تعمل على دفع الأطراف نحو إنجاز اتفاق شامل، لكن حتى الآن لم يُحرز تقدم ملحوظ في القضايا الجوهرية التي لا تزال عالقة، خاصة ملف الخرائط والتفاصيل المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي من القطاع. كما شددت حركة حماس على ضرورة أن تقتصر آلية إدخال المساعدات الإنسانية على المؤسسات التابعة للأمم المتحدة حصراً، في محاولة لضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومنظم إلى المدنيين في غزة. في سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة على المفاوضات أن الولاياتالمتحدة أبلغت قيادة حماس بأن صبرها بدأ ينفد، محذرة من إمكانية سحب ضماناتها بشأن تفاوض إسرائيل على إنهاء الحرب خلال فترة الهدنة، في حال تأخر رد الحركة على المقترح المحدّث لوقف إطلاق النار. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصدرين، أن القيادي في حماس خليل الحية يعبر عن دعم للمقترح المحدث، إلا أن الموافقة النهائية ما زالت بيد القيادة الداخلية في غزة، التي تستمر في دراسة التفاصيل. وأكد المصدران أن الوسطاء الرئيسيين في المفاوضات (الولاياتالمتحدة، مصر، وقطر) يمارسون ضغوطاً كبيرة على حماس لتسريع التوصل إلى اتفاق، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع. في الوقت نفسه، عبر الوسطاء عن تفاؤلهم المتزايد بإمكانية التوصل لاتفاق قريب، بعدما تم حل العديد من نقاط الخلاف الأساسية خلال الأسبوع الماضي، بحسب المصادر. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن حماس من المتوقع أن تقبل المقترح المحدّث للاتفاق خلال أيام قليلة، وأن الهدنة المقترحة ستكون لمدة 60 يوماً. وتشمل بنود الاتفاق إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلية، منهم 10 على قيد الحياة و18 قتيلاً، وذلك خلال فترة الهدنة. كما يتضمن الاتفاق ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري وبكميات كافية، بإشراف من الأممالمتحدة والهلال الأحمر، لضمان وصول الدعم اللازم إلى المدنيين دون عوائق. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل قدمت خرائط جديدة تتميز بمرونة أكبر لحماس، شملت إعادة رسم محور "موراغ" وتغيير انتشار القوات داخل القطاع، في محاولة لتذليل العقبات التي تعترض التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.