ترمب: أوكرانيا منحت بوتين سبباً لمواصلة قصفها بشدة    ولي العهد ورئيس جمهورية المالديف يستعرضان أوجه العلاقات وآفاق التعاون    زيزو: لا يوجد أي شيء مستقر في الزمالك سوى الجمهور    800 كشّاف من وزارة الرياضة يواصلون جهودهم الميدانية لخدمة الحجاج في أيام عيد الأضحى المبارك    البطاقة السادسة المباشرة تحسم بين السعودية وأستراليا بعد تأهل 5 منتخبات إلى كأس العالم    1.6 مليون إصابة يوميًا بسبب الغذاء غير الآمن عالميًا    "specialized by stc" التابعة لمجموعة stc تدعم منظومة الحج 1446ه بتسهيل إدارة الحشود عبر تقنيات اتصالات حرجة        شيخ شمل قبيلة السادة الخلاوية وتوابعها يهنئ القيادة الرشيدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    ضبط 11657 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في مناطق المملكة خلال أسبوع    حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق    استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    موائد جماعية من 60 عاما تحيي موروث عيد الأضحى بالدرب    شواطئ الشقيق ملاذ الجاليات في العيد    أمير جازان يستقبل المهنئين بعيد الأضحى    الساعة الذكية تُنقذ حاجة مغربية من مضاعفات قلبية خلال أداء مناسك الحج    أمطار رعدية على جازان وعسير.. وأتربة ورياح نشطة على سواحل مكة والمدينة    الداخلية تدعو ضيوف الرحمن لمواصلة الالتزام بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق    عرفة.. طفل يُولد في أشرف الأيام بين ضجيج الدعاء ودموع الفرح في مخيم الحجاج    إدارة ترامب توقف برنامج مراقبة المسافرين على متن الرحلات الجوية    المحشوش.. أكلة العيد في جازان    ولي العهد السعودي: سنواصل بذل جميع الجهود لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن    الفيتو الأمريكي وخرافة الحمقى السياسيين    إيلون ماسك: الولايات المتحدة بحاجة إلى حزب سياسي جديد يمثل الطبقة الوسطى    الملك سلمان: ندعو الله أن يحمل عيد الأضحى الخير والسلام للعالم    الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق 3 وافدين و 14 مواطنا لنقلهم 109مخالفين لا يحملون تصاريح لأداء الحج    القيادة تهنئ ملك السويد بذكرى اليوم الوطني لبلاده    وزير النقل: الحج يتضمن عملية لوجستية فريدة    أكد تسخير كافة الإمكانات لخدمة الحجاج.. أمير مكة: ما تبذله المملكة يعكس الحرص على خدمة المسلمين    ارتفاع أسعار النفط    تنظيم محكم لراحة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة.. «لا حج بلا تصريح».. رحلة آمنة بعيداً عن الفوضى    «سلمان للإغاثة» يدشّن مشروع توزيع الأضاحي في أربع محافظات يمنية    "الأرصاد": تفعيل الخطة 3 لرصد أجواء الجمرات    رحلات قطار المشاعر تسير بسلاسة وفعالية    الجيش اللبناني يؤكد التزامه بوقف النار    تدريب عملي ومكافأة شهرية.. تأهيل حديثي «البكالوريوس» في قطاع التعدين    إنجازات نوعية لمستهدفات الرؤية.. الصناعات السعودية ..مسارات متقدمة لاقتصاد المستقبل    "أمان".. مبادرة تبرز الجهود الخدمية للمملكة محلياً وعالمياً    هنأ القيادة بعيد الأضحى.. وزير الدفاع: نعتز بالاهتمام والرعاية الكريمة لضيوف الرحمن    أمير القصيم ونائبه يستقبلان المهنئين بعيد الأضحى    الوقت يداهم الهلاليين قبل مونديال الأندية    خدمة "التحلل من النسك" متاحة على مدار الساعة    مدافع فينورد على أعتاب النصر    "الروبوت" يجري استبدال صمام للقلب بمكة المكرمة    الغذاء تحذر: أكياس النفايات غير صالحة لحفظ اللحوم    ضيوف برنامج خادم الحرمين: كل عام نكتشف خدمات نوعية    اقتران القمر الأحدب المتزايد ونجم «السماك الأعزل» في سماء المملكة    النرويج تعزز صدارتها للمجموعة التاسعة بثلاثية في شباك إيطاليا بتصفيات المونديال    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب شمالي تشيلي    «MBC FM» أول إذاعة تبث من قلب ديزني الموسيقي    ندى عبدالحكيم: أعيش في الفن وأسعى للطب    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة العيد ويستقبل المهنئين    الوقاية من الإجهاد الحراري أولوية صحية    762.5 ألف مكالمة كل ساعة في يوم عرفة    العيد في قرية المدرك.. شغف لا يُغيّره الزمن    أسباب الإجهاد العضلي في الحج وطرق الوقاية منه    بيئة متكاملة تساهم في إنجاز التغطيات بأحدث التقنيات.. اختتام «ملتقى إعلام الحج» بحضور 10 آلاف كادر    خلاف واتهامات بين ترمب وماسك.. ماذا يحدث في البيت الأبيض؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذاكرة القرن العشرين - 11 تشرين الثاني نوفمبر 1997 : رحيل الكاتب المسرحي المصري سعدالدين وهبه
نشر في الحياة يوم 11 - 11 - 1998

انشغالات واهتمامات سعدالدين وهبه العديدة ربما جعلته الأقل شهرة، من ناحية كونه كاتباً مسرحياً، بين ذلك الجيل الذي صنع للثقافة المصرية تياراً يعرف باسم "مسرح الستينات" والذي كان الأكثر خصوبة وثراء في تاريخ المسرح المصري ككل. لكن هذه "الشهرة القليلة" لم تمنع صاحب "السبنسة" و"سكة السلامة" من أن يكون الأكثر مواظبة على الكتابة، ناهيك عن أن كتابته الدرامية شملت سيناريوهات سينمائية لبعض أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية وحسبنا، هنا، أن نذكر "الحرام" عن رواية يوسف ادريس ومن اخراج هنري بركات، حتى نضع سعدالدين وهبه في مكانته الصحيحة، بين مبدعي السينما المصرية. في الكتابة المسرحية، هو، من دون مناقشة، تلميذ توفيق الحكيم ونعمان عاشور مجتمعين، وإن كان قصد الريف والأوساط الشعبية أكثر منهما، وكان أقل منهما اهتماماً بمسرح الواقع لصالح مسرح القضية. وهذا الأمر لم يكن صدفة، إذ ان محمد سعدالدين وهبه، الذي سيعرف بسعدالدين وهبه، لم يأت عالم المسرح والكتابة، من الصفوف الجامعية، أو من حلقات المثقفين ومفاهيمهم، بل من صفوف رجال الشرطة. ومن تلك الحلقات الوطنية التي احاطت، باكراً، بالضباط الأحرار.
من هنا كان سعدالدين وهبه ابن ثورة 1952. ولئن كان، في بعض كتاباته اللاحقة، قد قسا في اعتقاده لبعض مظاهر الثورة وممارساتها حين أصبحت دولة، فإنه أبداً لم يعتبر نفسه منتقداً من الخارج، بل من الداخل... بمعنى أنه لم يكن من أولئك الذين غايتهم توجيه الاتهامات "المثقفة" و"الضربات" إلى "الثورة"، بل من الذين يريدون لها حقاً ان تستقيم وأن تصلح من اخطائها.
ولد وهبه العام 1925 في محافظة الدقهلية، وحصل على دبلوم كلية الشرطة في العام 1948، وانتسب إلى سلك الشرطة بالفعل حيث عمل كضابط، لكن العملين، السياسي والأدبي شغلاه، وهكذا حين قامت الثورة وأحس أن بإمكانه أن يعبر عن قضايا الشعب والتغييرات الاجتماعية، بالقلم، أكثر منه بالمسدس والنجوم على الكتف، استأنف دراسته الجامعية حيث حصل في العام 1956 على ليسانس الآداب قسم الفلسفة. ومنذ ذلك الحين خاض الكتابة كصحافي وككاتب مسرحي، وعيّن مديراً لتحرير صحيفة "الجمهورية" الناطقة باسم الدولة الثورية الجديدة بين 1958 و1964، ثم تحول اهتمامه إلى السينما، حيث تولى، بعد تأميم القطاع السينمائي وبروز القطاع العام في مصر، رئاسة مجلس إدارة شركات "الدار القومية للسينما" حيث شجع، لفترة من الزمن، انتاج مجموعة كبيرة من تلك الأفلام الجيدة التي صنعت لمصر تاريخاً سينمائياً أيام القطاع العام. خلال ذلك كله، لم يتوقف سعدالدين وهبه عن كتابة المسرحيات من "السبنسة" و"سكة السلامة" إلى "كفر البطيخ" و"كوبري الناموس" و"رأس العش" و"بير السلّم" وغيرها. ومعظم مسرحياته مثل من قبل الفرق المختلفة، وبعضها منع من العرض في بعض الفترات.
في العام 1975 عين سعدالدين وهبه وكيلاً لوزارة الثقافة، وهو منصب تركه في العام 1980، بعد أن كاد يصبح وزيراً للثقافة. وهو منذ ذلك الحين، وإضافة لعضويته لمجلس الشعب المصري في دورتين 1984 و1987 عن ما يمكنه تسميته ب "التيار القومي الناصري" في الحزب الوطني الحاكم، اهتم وهبه اهتماماً خاصاً بالعمل النقابي والمؤسساتي، حيث أصبح في العام 1979 رئيساً لاتحاد النقابات الفنية في مصر، ثم رئيساً لاتحاد الفنانين العرب. غير ان انجازه الأخير والأهم كان احياؤه لمهرجان القاهرة السينمائي الذي لم يكف منذ تسلم دفتّه في بداية سنوات الثمانين عن تدعيمه وتعزيزه، حتى جعله واحداً من المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم، على الرغم من المعارك التي ثارت في وجهه بسبب رفضه الدائم لمشاركة الإسرائيليين، رسميين أم غير رسميين، في المهرجان. ولقد وصل الأمر باحتدام تلك المعركة ان أثارت الإسرائيليين ضده، ولا سيما على الصعيد الرسمي، حيث راحت الصحافة الإسرائيلية تهاجمه وراح المسؤولون الإسرائيليون يطالبون بإزاحته.
لكن سعدالدين وهبه لم يلن ولم يهادن، حتى أيامه الأخيرة، حين اصيب بسرطان عنيف قضى عليه، محاطاً بأصدقائه وزوجته الفنانة سميحة أيوب. ولقد قدر له الشعب المصري والعربي هذا الموقف، حيث ان جنازته التي تلت وفاته، يوم 11 تشرين الثاني 1997 كانت جنازة حافلة ووطنية تليق بكبار الزعماء الذين عرفهم تاريخ الحركة الشعبية في مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.