حضت الولاياتالمتحدة قادة دول منطقة القرن الافريقي والبحيرات العظمى خلال اجتماعات عقدت الأربعاء في أديس أبابا على اتخاذ خطوات سريعة لحل النزاعات القديمة والمتشابكة. وشجعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي خلال محادثاتها في العاصمة الاثيوبية، على ارسال"قوات اثيوبية ضمن بعثة الاممالمتحدة في دارفور في أقرب وقت ممكن". وحضت رايس أيضاً زيناوي، في بيان ختامي، على العمل مع الحكومة في السودان لرفع معارضتها و"السماح بنشر قوات بعثة الأممالمتحدة بما يشمل قوات غير افريقية من أجل المضي قدماً"في هذه العملية. كما دعت رايس رئيس الوزراء الاثيوبي الى"تجنب أي اعمال يمكن ان تزيد من التوتر بين اريتريا واثيوبيا وعلى اتخاذ خطوات ملموسة من اجل تخفيف التوتر على الحدود". ولا تزال اثيوبيا في حال توتر مع عدوتها اريتريا إثر حل لجنة تعمل على التوصل الى اتفاق حول النزاع على الحدود المشتركة الاسبوع الماضي. وقالت رايس:"يجب الا يتم استئناف الاعمال العدوانية من قبل أي من الطرفين". وخاضت اثيوبيا واريتريا حرباً حدودية من 1998 وحتى العام 2000 أسفرت عن مقتل سبعين ألف شخص. وفي محادثات سابقة طلبت رايس من رئيس الوزراء الصومالي الجديد نور حسن حسين"توسيع القاعدة السياسية"لتشمل قسماً من المعارضة من أجل احلال السلام في هذا البلد الذي يشهد حرباً أهلية منذ 1991. وقالت رايس لرئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين عند بدء اللقاء:"اعتقد ان الجميع يدرك صعوبة العمل الذي ينتظركم"، مشددة على"أهمية توسيع القاعدة السياسية من اجل تحقيق المصالحة في الصومال". وكانت رايس صرحت للصحافيين قبل ذلك بأن واشنطن تسعى"إلى التشجيع على اوسع التزام ممكن مع قوى غير مرتبطة بالإرهاب وبإمكانها ان تكون جزءاً من حل سياسي في الصومال". وحضت حسين على صوغ دستور جديد وقانون انتخابي بحلول كانون الثاني يناير والعمل في اتجاه اجراء انتخابات عام 2009 ودعت الى نشر قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. وكررت رايس الدعوات لدول غير اوغندا للمساهمة في ارسال قوات حفظ سلام الى الصومال وافساح المجال أمام القوات الاثيوبية لمغادرة البلاد. والمجموعة الدولية منقسمة حول جدوى ارسال قوات حفظ سلام لتأمين الاستقرار في الصومال. وحضت رايس القبائل والمسؤولين على الوصول الى وقف لاطلاق النار من اجل افساح المجال امام وصول المساعدات الانسانية وكذلك على تشجيع الاستقرار في الصومال. وانضمت رايس ايضاً الى وزير داخلية الكونغو الديموقراطية ورؤساء اوغندا ورواندا وبوروندي في الحض على تعزيز قوات الأمن في جمهورية الكونغو من اجل طرد المتمردين والقوات الاجنبية. ودعت الدول الاربع في محيط منطقة البحيرات العظمى الى المساعدة الدولية للقيام بذلك. وجرت المحادثات وسط هجوم شنته قوات الرئيس جوزف كابيلا ضد حلفاء الجنرال المنشق من التوتسي لوران نكوندا في شرق البلاد. وشددت رايس والقادة الافارقة ايضاً على ضرورة الالتزام باتفاق توصلت اليه جمهورية الكونغو مع رواندا في نيروبي في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر تضمن دعوة الى سحب قوات الجنرال وناشطي الهوتو من البلاد. وقال مراقب عسكري غربي طلب كشف اسمه لوكالة"فرانس برس"إن المشكلة تكمن في انه ليست هناك قوات حكومية كافية لتحل محل قوات الجنرال المنشق والقوات الديموقراطية لتحرير رواندا التي كانت ضالعة عام 1994 في ابادة التوتسي في رواندا. وتشهد هذه المنطقة أعمال عنف منذ مطلع التسعينات مع اندلاع الحرب الاهلية في بوروندي عام 1993 ووقوع الابادة الرواندية عام 1994 والحرب الأهلية التي وقعت في جمهورية الكونغو بين 1998 و2003. وبخصوص السودان، بحثت رايس ايضا في جهود تفعيل اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 بين الحكومة السودانية في الخرطوم والجنوب. لكنّ مسؤولين اميركيين قالوا ان الرئيس السوداني عمر البشير قاطع المحادثات مع ممثلي الجنوب السوداني في أديس أبابا.