قتل تسعة جنود ينتمون الى فريق كروي في الجيش الباكستاني أمس، في هجوم نفذه انتحاري في مدينة كوهات شمال غربي التي تضم أحد أكبر معسكرات الجيش وقاعدة لسلاح الجو تعتبر الأكثر قرباً إلى الحدود مع أفغانستان. وأوضح الناطق باسم الجيش اللواء وحيد أرشد ان الانتحاري صعد على متن حافلة استقلها الجنود للعودة من معسكر تدريبي، مشيراً الى جرح ثلاثة جنود آخرين. واعتبر هذا الهجوم الثالث الذي يستهدف الجيش في أقل من أسبوع، ونفذ بعد يومين من رفع حال الطوارئ التي فرضت طيلة شهر ونصف الشهر، وإعلان الرئيس برويز مشرف ان"الطوارئ"كسرت ظهر التشدد. وكانت مدينة كوهات، التي تشهد بحسب مسلحي القبائل عمليات التنسيق الأكبر بين الجيش الباكستاني والاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي لملاحقة عناصر حركة"طالبان"الأفغانية وتنظيم"القاعدة"المقاتلين القبليين في إقليم وزيرستان المجاور، تعرضت لهجمات انتحارية عدة بعد اقتحام الجيش"المسجد الأحمر"في إسلام آباد في تموز يوليو الماضي، ما أسفر عن مقتل عشرات العسكريين. في غضون ذلك، اتهمت الشرطة أحد أقارب رشيد رؤوف المتهم بمحاولة تفجير طائرات لدى تنفيذها رحلات من بريطانيا إلى الولاياتالمتحدة والذي يحمل الجنسية البريطانية، بمساعدته في الهروب. وقال مسؤول في الشرطة ان رؤوف اتفق مع أحد أعمامه في جلسة محاكمته على مطالبة رجال الأمن الذين يحرسونه بالتوقف عند مطعم للوجبات السريعة في مدينة روالبندي المجاورة لإسلام آباد لتناول وجبة طعام، ثم طلب منهم فك قيوده كي يستطيع أداء الصلاة في مسجد مجاور، حيث تعاون مع عمه في تنفيذ خطة الهرب من المسجد. واعتقلت الشرطة لاحقاً عم رؤوف، فيما أشار قريب آخر له عرف نفسه بحرفي أ. ق. ان عائلته تعتقد بأن الشرطة قتلت رؤوف وتخلصت منه، مؤكدة أن مسرحية هربه من رجال الشرطة لا تصدق. وأشار أ. ق. إلى ان الشرطة الباكستانية اعتادت في الماضي تسهيل هروب مطلوبين كثيرين ثم قتلهم لإنهاء قصصهم بالكامل. وفي فرنسا، دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الرئيس الباكستاني مشرف الى بذل"جهود كبيرة"لتأمين حسن سير حملة الانتخابات المقررة في الثامن من كانون الثاني يناير المقبل. وأضافت في طائرة أقلتها الى باريس حيث تشارك في مؤتمر دولي لمساعدة الفلسطينيين:"يعني ذلك ان تستطيع المعارضة تنظيم تجمعات وتعبئة أنصارها وان تتأمن لها حرية إعلامية". وتابعت:"في حال بذلت جهود حقيقية على هذا الصعيد، يمكن ان تعطي الانتخابات دفعاً لباكستان للتقدم على طريق الديموقراطية"، محذرة من ان العالم سيراقب الانتخابات باهتمام. ميدانياً، فرقت الشرطة مجدداً بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع تظاهرة نظمها محامون حاولوا التوجه الى منزل الرئيس السابق للمحكمة العليا افتخاري تشودري في إسلام آباد والذي وضع قيد الإقامة الجبرية منذ مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وضمت التظاهرة حوالى 200 محام ما زالوا يواصلون بالتعاون مع صحافيين وقضاة الاحتجاجات اليومية على نظام الرئيس مشرف منذ تسعة شهور, فيما لم يتسنَ معرفة من الذي افتعل المواجهات، المتظاهرون ام رجال الشرطة الذين جرح 14 منهم بحجارة. على صعيد آخر، اتهمت زعيمة المعارضة بينظير بوتو الرئيس مشرف بالتسبب في تزايد التطرف وإساءة إدارة الجيش الذي يعاني من تدهور في معنوياته. وقالت بوتو لصحيفة"واشنطن بوست"ومجلة"نيوزويك":"يجب ان يجيب مشرف على هذا السؤال لأن بعض المحيطين به يتعاطفون مع المتشددين". وأضافت:"لا ننسى ان متمردي طالبان لوحقوا لدى فرارهم من تورا بورا وكانوا منهارين بالكامل، لكنهم أعادوا تنظيم صفوفهم. وهم ما لا يستطيعون تنفيذه إلا في حال حصولهم على بعض الدعم من الحكومة او الاستخبارات". وأشارت بوتو الى ان الجيش غير قادر على مواجهة توغلات المتطرفين عبر استخدام القوة وقطع رؤوس الناس الذي يرهب السكان ويجبرهم على الخضوع". وأضافت:"الجيش مستهدف ويفقد رجاله, ومعنوياته تنهار لأن الشعب لا يؤيده". وتابعت:"يقولون انتم تخوضون حرب أميركا، لكننا لا نقاتل من اجل أراض أميركية بل أراض باكستانية".