نصح تقرير لمجموعة الأزمات الدولية واشنطن باعتماد موقف أكثر توازناً حيال "المجلس الأعلى الاسلامي العراقي" بزعامة عبدالعزيز الحكيم والتيار الصدري. واعتبرت المجموعة التي تتخذ من بروكسل مقراً لها في تقريرها أن المنافسة بين"المجلس الاعلى"و"التيار الصدري"ستسهم في تحديد المستقبل السياسي للعراق. وشدد التقرير على أن واشنطن قدمت"دعماً كاملاً"الى"المجلس الاعلى"في مواجهة التيار الصدري الذي تنبثق عنه ميليشيا"جيش المهدي"، واعتبر أن"هذه سياسة خاطئة وخطرة وستعمق الخلافات والهوة بين الطرفين الشيعيين وهي تتجاهل القاعدة الشعبية التي يتمتع بها التيار الصدري". ويمثل"المجلس الاعلى"الائتلاف الحاكم الداعم لرئيس الوزراء نوري المالكي والعملية السياسية. ويقود"المجلس الاعلى"ميليشيا"قوات بدر"التي تلقّى عدد كبير من عناصرها تدريبات في إيران، وانضم عدد منهم لقوات الامن العراقية. ويتصارع"المجلس الأعلى"والتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر في صورة متواصلة على السلطة، ويحاولان بسط نفوذهما في المناطق الشيعية التي تمثل غالبية سكان العراق. ووفقاً لمدير برنامج الشرق الاوسط جوست هيلترمان، فإن"الصراع الطبقي بين النخبة التي يمثلها المجلس الأعلى الاسلامي والطبقة الشعبية التي يمثلها التيار الصدري سيسهم في تحديد مستقبل العراق". وأشار الى أن"المجلس الاعلى الاسلامي يحاول الحصول على احترام اكبر من خلال الابتعاد عن طهران والتأكيد على اهمية وحدة العراق". لكن"جيش المهدي"الذي يمتلك قاعدة شعبية واسعة،"يمثل المنافس الوحيد"للمجلس الاعلى، وفقاً للتقرير. وحض التقرير واشنطن على"دفع المجلس الاعلى للمشاركة في اعادة اعمار البلاد وحضه على الابتعاد عن الخطاب الطائفي وتجنب المشاركة في أعمال غير قانونية". وأضاف أن في امكان"المجلس الاعلى التحول الى حزب سياسي منفتح وأن يسهم في اعادة اعمار البلاد". وأكد التقرير ذاته أن الولاياتالمتحدة قادرة على اعتماد"نهج أكثر حيادية بين الفريقين الشيعيين، والضغط على المجلس الاعلى للتخلي عن ممارساته". وكان"المجلس الاعلى"شُكل في مطلع ثمانينات القرن الماضي على يد آية الله محمد باقر الحكيم، الذي قتل في انفجار سيارة مفخخة في النجف مطلع عام 2003، من مجموعة من المعارضين العراقيين الشيعة في ايران. أما التيار الصدري فيمثل حركة اجتماعية وسياسية داخل العراق منذ فترة طويلة، اتخذت بعداً جديداً بعد اجتياح العراق في آذار مارس عام 2003، من خلال اعلان زعيمها مقتدى الصدر في شكل مستمر رفضه العلني للاحتلال ومعاداته للولايات المتحدة وتشكيل"جيش المهدي"الذراع العسكرية لهذا التيار.