نجحت الأجهزة اللبنانية من دفاع مدني وجيش، وبمساعدة الأهالي، في إطفاء معظم الحرائق التي اندلعت في لبنان أول من أمس وزاد عددها عن 80 حريقاً شملت معظم المناطق اللبنانية وأتت على أكثر من ألفي هكتار من المساحات الخضر واصابة نحو 50 مواطناً. وواصلت الفرق عملها أمس، بمساعدة طائرات وصلت لهذه الغاية، في اطفاء الحرائق التي بقيت خارجة عن السيطرة بسبب وعورة المنطقة التي نشبت فيها وسرعة الرياح، وخصوصاً في الشمال حيث اندلع منذ أيام عدد من الحرائق بين بلدتي القبيات وعندقت في منطقة عكار. وعملت جرافات الدفاع المدني على شق طرقات بين بعض الغابات والأراضي في عندقت، لتسهيل عملية إخماد أي حريق ممكن ان يستجد لاحقاً. وكانت طائرات مخصصة لاطفاء الحرائق وصلت الى لبنان أمس للمشاركة في إطفاء موجة الحرائق، واحدة من قبرص واثنتان من إيطاليا واثنتان من الأردن الى جانب الطوافات التابعة لسلاح الجو في الجيش اللبناني. واتصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالمدير العام للدفاع المدني العميد درويش حبيقة، مطمئناً إلى سير العمليات. وكان حبيقة قال لدى استقباله الطائرات في مطار بيروت:"بعد اجتماع المجلس الأمني الذي عقد برئاسة وزير الداخلية حسن السبع، تقرر طلب الدعم من الدول الصديقة لمساعدة لبنان في اخماد الحرائق، وتم الاتصال بالسفير الايطالي وبالسلطات الأردنية تلبية للنداء، فوصل المسؤول في الدفاع المدني الايطالي مع فريق عمل على ان تتبعهما طائرات ال"كاناداير". وأضاف:"الحرائق كبيرة وقوية جداً، وهناك صعوبة في وصول سيارات الاطفاء الى أماكن اندلاعها، ولهذا السبب نحن نستعين بالدول الصديقة لمساعدتنا في هذا المجال"، موضحاً أن"الطائرتين الأردنيتين وهما من طراز"سوبر بوما"ستعملان على اخماد الحرائق في مناطق جبل لبنان، فيما ستستخدم طائرتا ال"كاناداير"الايطاليتان في مناطق جرود القبيات التي تجددت الحرائق فيها مساء أول من أمس بفعل الهواء القوي الذي أعاد إشعال النار التي كنا أخمدناها". الا ان حبيقة الذي كان رجح ان تكون الحرائق مفتعلة في تصريح اول من امس، عاد امس عن جزمه بالاشارة الى"تحقيقات في هذا الخصوص، ولا يمكنني أن أجزم بأن الحرائق مفتعلة ونحن في انتظار نتائج هذه التحقيقات". وعن حجم الخسائر، قال:"ستقوم وزارتا الزراعة والبيئة بتقدير الخسائر". وأفادت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان، أن عناصرها نفذوا أول من أمس 265 عملية اطفاء و73 عملية اسعاف وانقاذ. وتابع وزير السياحة جو سركيس موضوع الحرائق وأوضح أن"الوزارة ستشارك في أي عمل لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل هذه الكارثة. معتبراً أن المطلوب هو الكشف على الأضرار والتعويض على أصحاب الممتلكات الخاصة المتضررة، وبدأت هيئة الإغاثة وبطلب من الرئيس فؤاد السنيورة التحرك في هذا الإتجاه". وشدد على"وجوب التحقيق في الأمر وعدم استباق الأمور وإلى القيام بحملة وطنية لتشجير المناطق المحترقة بمشاركة الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية والإدارات الرسمية الحكومية". واستغرب"حصول هذه الحرائق في الليل في وقت واحد وفي أماكن عديدة من لبنان"، مشيراً إلى"احتمال ورود أخطاء وإهمال من بعض الذين يعملون بالتشحيل والتفحيم". من جهة أخرى، حذر رئيس جمعية الثروة الحرجية والتنمية، منير ابو غانم من احتمال تجدد الحرائق جراء تطاير الاعشاب المحترقة في حال استمرار الرياح، مستبعداً أن تكون بدأت بطريقة متعمدة، معتبراً أن"السبب المباشر هو الاهمال وليس جرمياً". ولفت الى ان هذا النوع من الكوارث البيئية قد يتجدد سنوياً اذا لم تأخذ الحكومة القضية على محمل الجد وتنشئ مديرية متخصصة بالاحراج.