اكتنف الغموض مفاوضات تبادل الأسرى بين"حزب الله"وإسرائيل بعد نفي ألمانياوإيطاليا، الوسيطين المحتملين الأبزر، أي دور لهما في التوسط بين الجانبين في صفقة تبادل، في مقابل تأكيد الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن روما تسعى إلى لعب دور في مفاوضات الأسرى. وقال ناطق باسم الخارجية الإيطالية أمس، إن بلاده لا تلعب"أي دور في الوقت الراهن في أي مفاوضات حول تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل". وأضاف أن"لا صحة لما أُذيع عن دور لنا في القضية المذكورة"، رداً على ما ورد في مقابلة تلفزيونية على لسان نصر الله عن أن"إيطاليا تحاول الدخول على خط المفاوضات الجارية حول تبادل الأسرى". وكان وزير الخارجية الإيطالية ماسّيمو داليما نفى في وقت سابق أي مساهمة لبلاده في ما أطلق عليه"مفاوضات سريّة بين إسرائيل وحزب الله"، مشدداً على أن"لا مفاوضات ولا اتصالات، حسب علمي، جارية على الأرض". وأشار إلى أن"أي دور إيطالي في هذا الملف ينبغي أن يأتي عبر طلب من الطرفين. وإسرائيل لم تطلب منّا ذلك في الوقت الراهن". وكشف داليما أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي كان اقترح عليه التحقق من إمكان وجود دور إيطالي في هذا الإطار،"إلاّ أننا أقلعنا عن الفكرة بعدما رأينا أن الظروف غير مواتية". وليست هذه المرة الأولى التي تتم فيها الإشارة إلى"دور إيطالي"في ملف تبادل الأسرى، إذ كان رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الإيطالي السيناتور دي غريغوري، وهو من الائتلاف الحاكم، كشف أنه تسلم رسالة من المفاوض الإيراني في الملف النووي علي لاريجاني"يطلب فيها التحقق من استعداد إيطاليا للمساهمة في الحوار بين إسرائيل وحزب الله حول ملف تبادل الأسرى". وأشار إلى أن"لاريجاني كان يعرض أيضاً في الرسالة استعداد إيران للمساهمة في حل هذه الأزمة". واعتبر مراقبون أن النفي الرسمي الإيطالي السريع، مردّه أمران أولهما"انزعاج الديبلوماسية الإيطالية لكشف سر ربما كانت الحكومة تحاول الاحتفاظ به والإعلان عنه بعد نجاح المساعي"، وثانيهما هو"الرد على ما ذهب إليه السيناتور دي غريغوري من كشف لمعلومات تمنحه هو شخصياً وإيران من جانب آخر ثقلاً سياسياً وديبلوماسياً تفضّل الحكومة الإيطالية الاحتفاظ بهما لنفسها". الدور الالماني وفي برلين، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن بلاده لا تلعب دور الوسيط في مفاوضات تبادل الاسرى. وقال بعد استقباله نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني، إن"لا أساس"للمعلومات التي نشرتها صحف مصرية في هذا الصدد. وأضاف:"لسنا في هذا الوضع. وبرلين لم تتسلم أي طلب في هذا الصدد، لا من اسرائيل ولا من لبنان ... نعلم اي اهمية يكتسبها الافراج عن الجنود الاسرائيليين لاسرائيل وفي اسرائيل". وكانت الدولة العبرية نفت مساء أول من أمس أن تكون هناك مفاوضات جارية مع"حزب الله"لتبادل أسرى. لكن على رغم هذا النفي، التقت ليفني رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الالمانية ارنست اورلاو، في خطوة قد يكون الهدف منها البحث في صفقة محتملة للتبادل. وحين سُئل جيرنوت ايرلر نائب وزير الخارجية الالماني في مقابلة مع شبكة"زد. دي. اف"التلفزيونية عن سبب اللقاء، أشار إلى أن المانيا قد تتمكن من المساعدة في اطلاق سراح الجنديين. وقال"معروف جيداً ان المانيا تستطيع المساعدة في اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين المخطوفين". واعتبرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، من جهتها، أن أي حل للأزمة في لبنان"لا بد أن يعني إطلاق سراح الجنديين اللذين اختطفهما حزب الله". وقالت خلال مؤتمر صحافي مع شتاينماير إن"اسرائيل تولي اهمية كبيرة لقرار مجلس الامن وتريد ان ينفذ كاملا"، لكنها حذرت من أنه"لن يكون له معنى إذا لم يعد الجنديان ... من وجهة نظرنا طالما ظلت مشكلة الجنديين بلا حل، فالامر كله لا يعني الشيء الكثير. تنتظر امة باسرها عودة الجنديين المخطوفين الى ديارهما". وطالبت بمساعدة دولية في نزع سلاح"حزب الله"، مشيرة إلى أن"لا اسرائيل ولا لبنان تستطيعان نزع هذا السلاح". وقالت"من دون هذه المساعدة الدولية لا يمكن نزع سلاح حزب الله ولا يستطيع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان يفعل الكثير في لبنان. لذا فمن الواضح اننا نحتاج الى تلك المساعدة ليصبح لبنان طبيعيا وليستطيع ان يعيش في سلام". وأضافت:"إذا لم يفرض هذا الحظر على التسليح وإذا نجحوا في الحصول على أسلحة واستطاعوا اعادة تسليح انفسهم، فسنواجه المشكلة نفسها مرة أخرى ويمكن ان يؤدي ذلك الى تكرار الموقف ... يتعين استخدام كل الوسائل الممكنة لتنفيذ الحظر على الاسلحة". التحرك العسكري الايطالي ميدانياً، بدأت القطع الإيطالية البحرية المتجهة إلى لبنان تحركها أمس. وأبحرت الباخرة"سان ماركو"من ميناء فينيسيا البندقية باتجاه ميناء في جنوبإيطاليا. وتحمل"سان ماركو"على متنها 120 عسكرياً، بينهم أربع نساء. ويُفترض أن تصل إلى جنوب البلاد الثلثاء المقبل، لتبحر برفقة القطع البحرية الثلاث الأخرى صوب لبنان الذي يُتوقع وصولها إلى شواطئه الجمعة المقبل. وأصدرت الحكومة الإيطالية مرسوماً بتشكيل الوحدة الإيطالية في"يونيفيل"المعززة. وعلى رغم دعوات اليمين المعارض إلى"عدم استخدام نبرة التباهي والانتصار للمشاركة في هذه المهمة الصعبة"، فإن من المتوقع أن يحظى المرسوم الحكومي بمصادقة غالبية واسعة في البرلمان. تركيا تشارك وفي أنقرة، أعلن الناطق باسم الحكومة التركية جميل جيتشك أمس أن بلاده قررت المشاركة في القوة الدولية المعززة في جنوبلبنان يونيفيل، لكنه لم يحدد عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم أو موعد ذلك. وقال في ختام جلسة لمجلس الوزراء:"نوقشت مسألة قوة السلام التابعة للامم المتحدة وتقرر من حيث المبدأ ان نشارك في المهمة الخاصة بلبنان". وشدد على أن"تركيا لا يمكنها ان تبقى مجرد متفرج مثل بلد بعيد في مواجهة الاحداث التي تحصل في الشرق الاوسط". لكنه أضاف أن البرلمان التركي الذي يعود اليه القرار الاخير حول ارسال قوات الى الخارج، وهو في عطلة حالياً، سيدعى الى الانعقاد"في اسرع وقت"في إطار دورة استثنائية. وستطلب الحكومة من البرلمان عقد جلسة في غضون أسبوعين للموافقة على إرسال القوات.