لبنان : وفد من "حزب الله" في دار الفتوى يحمل على العريضي . قباني وقبلان يرفضان التعرض لنصرالله والمرجعيات ... والاعتداء على المواطنين والأملاك العامة والخاصة

دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان"التطاول على كرامات المواطنين ومشاعرهم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة"، مطالبين ب"إجراء تحقيق يكشف عن المسيئين والمستغلين ويجلبهم إلى القضاء المختص".
كلام قباني وقبلان جاء في بيان مشترك أصدراه إثر اجتماعهما في دار الفتوى أمس، في إطار معالجة التداعيات وردود الفعل على ما تضمنته الحلقة الأخيرة من برنامج"بس مات وطن"التلفزيوني الساخر على شاشة"المؤسسة اللبنانية للإرسال"وما أعقبها من تظاهرات وأعمال شغب في بيروت وبعض المناطق اللبنانية، في حضور الأمين العام للقمة الروحية الإسلامية محمد السماك، المدير العام لدار الفتوى أمين السر الخاص لمفتي الجمهورية الدكتور محمد نقري ومستشار شؤون الرئاسة في المجلس الشيعي الأعلى نزيه جمول.
وأكد البيان المشترك اتفاق المجتمعين على جملة مواقف:"أولاً: أكدوا احترامهم للحريات العامة ولا سيما حرية التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور اللبناني، رافضين استغلال هذه الحرية للإساءة إلى أي رمز ديني أو وطني أو إلى أي إنسان. ثانياً: دانوا بشدة التعرض إلى أي مرجعية دينية بما يسيء أو بما يمكن أن يفهم على أنه إساءة إلى هذه المرجعية أو تلك أو إلى ما تمثل ومن تمثل من أي طائفة أو مذهب. ثالثاً: دعوا المراجع الرسمية في الدولة والمؤسسات الأهلية والنقابية المعنية، وخصوصاً وسائل الإعلام، إلى معالجة موضوع التجريح المرفوض وغير المبرر أساساً لشخص السيد حسن نصر الله الأمين العام ل"حزب الله"الذي يجمع اللبنانيون على احترامه ومحبته وعلى تقدير دوره الوطني في تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على قاعدة الالتزام بالقوانين المرعية الإجراء، حفاظاً على كرامة الشخصيات الوطنية، وصوناً للحريات العامة، ودرءاً للفتنة ولمحاولات تعكير صفو الأمن والسلم الأهلي. رابعاً: أعربوا عن رفضهم المطلق لما اتسمت به ردود الفعل من تطاول على كرامات المواطنين ومشاعرهم ومن اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ودانوا هذه التصرفات التي تتناقض مع القيم الأخلاقية التي تقول بها رسالات السماء مع الأسس التي تقوم عليها العلاقات بين المواطنين وطالبوا الدولة بإجراء تحقيق يكشف عن المسيئين والمستغلين ويجلبهم إلى القضاء المختص. خامساً: أشادوا بمواقف المواطنين والهيئات الأهلية في بيروت والضواحي، والتي اتسمت بالحكمة وضبط النفس، الأمر الذي قطع الطريق أمام أصحاب النيات السيئة للمضي في غيهم مناشدين الدولة التعويض على المتضررين منهم. كما أشادوا بالإجراءات الأمنية السريعة التي اتخذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لإعادة الأمور إلى نصابها. سادساً: أبدوا أسفهم وقلقهم الشديدين لما يتسم به الخطاب السياسي المتداول من اتهامات وإساءات متبادلة في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان إلى خطاب وفاقي وطني مسؤول يجمع ولا يفرق، ويعكس بصدق وموضوعية طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم نحو وطن حر سيد كريم".
ولمناسبة استئناف اجتماعات اللجنة الوطنية للحوار يوم الخميس المقبل في مجلس النواب، جدد قباني وقبلان نداءهما إلى القيادات السياسية المشتركة في هذا الحوار للمبادرة إلى تنفيذ ما اتفقوا عليه سابقاً، ولحسم بقية الأمور المطروحة على البحث، بما يضع حداً لحال القلق والاضطراب التي تشكل منافذ للدس والوقيعة بين اللبنانيين وبما يرسي قواعد ثابتة وشاملة لوفاق وطني سليم ومعافى.
وكان قباني استقبل أيضاً، أمس، وفداً من"حزب الله"ضمّ الشيخ عبدالمجيد عمار ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا. وشكر الوفد قباني على موقفه الرافض للإساءة إلى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وشرح له الجهود التي بذلها الحزب لاحتواء ردود الفعل الشعبية المستنكرة.
وطالب الوفد المعنيين في الشأن الإعلامي العام ب"أن يلتفتوا أكثر الى تطبيق القانون الذي يراعي حرية التعبير، حتى لا يتم استغلاله تحت عنوان هذه الحرية للإساءة إلى المقامات والقيادات الدينية والوطنية، خصوصاً تلك التي تمثل بدلالتها ورمزيتها المقاومة"، معتبراً أن"الهدف هو الضغط والسعي الأميركي والإسرائيلي لمحاولة إيجاد شروخ ما بين المقاومة وأهلها وشعبها في الداخل اللبناني وفي غير لبنان". ورداً على سؤال عمن يتحمل مسؤولية أعمال الشغب التي حصلت في بعض المناطق اللبنانية، أجاب الوفد:"تعاونا مع الأجهزة الأمنية الموجودة في البلد وبقينا حتى ساعة متأخرة من الليل، وأعتقد أن وزارة الداخلية أفصحت في بيانها عندما قالت ان الجهود التي بذلها"حزب الله"هي التي أدت إلى ضبط الأوضاع، وبالتالي ينبغي إيلاء المسألة الأمنية اهتماماً أكثر".
واستدرك:"ان الساحة اللبنانية هي ساحة مستهدفة. فأميركا تعمل على أن تكون ساحة فيها مناخات مواتية لفتنتها. كما تعمل إسرائيل على شق عصا اللبنانيين بين بعضهم بعضاً". وحمل الوفد على وزير الإعلام غازي العريضي، معتبراً إياه"طرفاً في هذه المشكلة". وأضاف:"كان هناك فلتان كبير جداً في الوسط الإعلامي، ونحن نجمع على أن لبنان ساحة مستهدفة وتتوافر فيها بذور الفتنة، في وقت يحاول الكثير من الأطراف بثها. والإعلام قد يشكل في عدم ضبطه الأداة التي يمكن أن تساعد على هذا الجو. من هنا، فإن مهمة وزارة الإعلام وكل المؤسسات الإعلامية أن تراعي هذا الجانب وأن تقوم بدورها".
واعتبر الوفد ان ما حدث سيزيد من تمتين الأسلوب الحواري على طاولة الحوار الوطني،"لأنه أنجع الأساليب في ترسيخ العيش المشترك والسلم الأهلي".