سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إجماع في لبنان على إدانة التطاول على المقامات ... ورفض الإحتجاج عبر الشارع . قباني : مطلوب محاسبة المعتدين على المواطنين قبلان : ما فعلته الأيدي المندسة لا يمت إلينا
دان المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان التطاول على المراجع الدينية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية. ورأى المجلس في بيان أصدره عقب جلسته الشهرية امس، برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، ان"احترام المراجع الروحية أمر يفرضه الواجب والأدب السياسي والإعلامي، وإن النقد أو الاحتجاج لا يكون إلا عبر الأصول الحضارية". وأكد المجلس انه"يكن كل احترام وتقدير للسيد حسن نصر الله وللمقاومة الباسلة. لكن ما حدث من اعتداء على الممتلكات وكرامات الناس في بيروت وبعض المناطق اللبنانية والإثارة المذهبية هو أمر يشجبه المجلس ويدينه ويدعو الجميع إلى تحمل المسؤولية". واستقبل المفتي قباني وفوداً من فعاليات أهالي منطقة الطريق الجديدة في بيروت، واستمع منهم إلى التعديات التي قام بها بعض المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن الاساءة الإعلامية الى الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله. وقال البيان ان الوفد أبلغ مفتي الجمهورية"بأن التعديات وأعمال الشغب التي قام بها المتظاهرون كادت تودي الى فتنة طائفية ومذهبية وانقسام داخلي في صفوف اللبنانيين، واستمع الى شرح عن الاضرار التي لحقت بهم نتيجة هذه التعديات". فدعا قباني وفود الأهالي"الى ضبط النفس وعدم الوقوع في ردات الفعل على التعديات التي طالت ممتلكاتهم وكراماتهم"، وأبدى قلقه"للمشاعر التي خلفتها التعديات في نفوس المواطنين وألمه لما أصابهم"، داعياً الجهات المعنية"الى تحمل مسؤولياتها والوعي بالأخطار التي قد تخلفها مثل هذه التعديات وتهدد الوحدة الداخلية والتعايش السلمي بين ابناء الوطن". كما طالب باتخاذ"الإجراءات القانونية بحق الذين قاموا بالتعديات على المواطنين الآمنين". وشدد نائب رئيس"المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى"الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان، على"وجوب الانضباط والتحلي بالحكمة والعقلانية وصون وحدة اللبنانيين في مواجهة المتربصين شراً بالبلاد والعباد"، معتبراً ان ما حدث أخيراً"أمر مؤسف ومحزن ولا يجوز تكراره"، داعياً الدولة الى"ملاحقة المعتدين والمشاغبين والمنفلتين". وقال:"علينا ان نكون في منتهى الانضباط والتنظيم والاخلاق كي نعطي المثل والقدوة للآخرين بأننا قوم نعيش الاستقامة ونرفض الظلم والتعدي". وأكد"ان ما أقدمت عليه الأيادي المغرضة والمندسة لا يمت إلينا بصلة". وحذر قبلان من"اللعب بالأوتار الطائفية والمذهبية والمصالح الخاصة، لأنها ليست في مصلحة أحد ولا يستفيد منها سوى العدو الاسرائيلي واصحاب الفتن وايادي السوء". ودان رئيس الحكومة السابق سليم الحص التعرض التلفزيوني للسيد نصرالله"بشيء من الهزء والسخرية في برنامج للتسلية"، معتبراً انه "عمل أقل ما يقال فيه انه يفتقر الى الذوق والدراية وحسن التقدير. لكنه لا يبرر ما وقع في الشارع على الاطلاق، خصوصاً أن الاساءة قد تكون غير مقصودة". وقال ان"هناك أساليب أخرى للرد على الاساءة من دون التعرض الى أمن المواطنين وأملاكهم، وهم غير مسؤولين من قريب أو بعيد عما حدث، لا بل هم يستهجنون التعرض للمقامات فكيف اذا كان المستهدف من منزلة قائد المقاومة الذي يحظى باحترام جماعي وتقدير حتى بين خصومه". وأشار الى أن"ما حصل كان مسيئاً في شكل خاص للمقاومة، إذ صورت الأحداث أن قيادة المقاومة لا تسيطر كلياً على شارعها. هذا مع أن الموقف الذي أدلى به سماحة السيد داعياً الى وقف التظاهرات المسيئة كان مقدراً من الجميع. وكان له فعله المشهود في وضع حد لأعمال الشغب". واعتبر عضو"تكتل الإصلاح والتغيير"النائب فريد الخازن ان مخرج برنامج"بس مات وطن"شربل خليل"لم يشأ الإساءة الى السيد نصرالله. وفي حال حصول خطأ ما، فالاعتراض في الشارع مرفوض. لأن هناك قانوناً، ومن اعترض مشارك في الحكومة". وقال:"كل تحرك من هذا النوع يمكن ان يستغل لغايات أخرى، لأن لبنان على فوهة بركان عشية تقريرالمحقق الدولي في جريمة اغتيال الحريري القاضي سيرج براميرتز، وأي توتر وتشنج نحن في غنى عنهما. مسائل من هذا النوع خطرة جداً في حال دخول طرف ثالث على الخط". ودعا رئيس حركة"التجدد الديموقراطي"النائب السابق نسيب لحود، إلى استخلاص العبر مما حصل والعمل الجاد لمنع تكراره. ودعا إلى"الإجماع على نبذ العنف في كل أشكال الخطاب والتعبير السياسي والاجتماعي". ورأى ان"مشروع بناء الدولة الجامعة الديموقراطية العادلة والحديثة، هو الملاذ الأول والأخير للبنانيين بكل فئاتهم وانتماءاتهم، وان إزالة المعوقات أمامها هي المعيار الاهم في الحكم على اي سلوك سياسي في لبنان". وامتدح"مستوى الوعي الوطني والاجتماعي للمواطنين الذين كانوا عرضة للاعتداءات في تلك الليلة المشؤومة". ولفت النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون الى"ان ما حصل في الشارع من تعديات على المواطنين والأملاك إساءة الى صورة المقاومة ولا يعكس حرصاً عليها ولا على السيد نصر الله الذي تحصنه إنجازات المقاومة وتضحياتها، ولا يحتاج الى هؤلاء"الغيورين"الذين لايحملون اي انتماء سوى للغرائز والفوضى والغوغائية". واعتبر"ان من واجب الحكومة ملاحقة هؤلاء بالمستوى ذاته لملاحقة المسؤولين عن الإساءة او المخالفة الاعلامية الحاصلة". واستنكرت الأحزاب اللبنانية في البقاع التعرض لنصر الله، وأكدت ان"قدسية المقاومة ورموزها ثابتة لا تمس، ولا توهن منها افتراءات المفترين". وطالبت بمحاسبة"كل من يثبت تورطه بالخلل الذي حصل، لأن حسن النيات، لو ثبت حسنها، لا تبرر الأخطاء الكبيرة التي تمس الأوطان ورجالاتها". ورأت"حركة التوحيد الإسلامي"على لسان عضو مجلس أمنائها الشيخ شريف توتيو"ان هذا التعرض المقصود والمستهجن للمقامات الدينية وللرموز الإسلامية والمرجعيات الوطنية هو تعرض لخط المقاومة". واعتبرت ان ما حصل"يقع ضمن سلسلة من التحركات والمواقف المشبوهة خدمة للقرار المشؤوم 1559 وخدمة للمشروع الاميركي - الصهيوني". وطالب الشيخ توتيو"باقفال محطة الLBC وتوقيف المسؤولين عن هذا البرنامج". من جهتها، ادعت المحامية مي الخنساء لدى النيابة العامة التمييزية في لبنان على كل من قسم الرقابة في وزارة الاعلام،"المؤسسة اللبنانية للارسال"ورئيس مجلس الادارة بيار الضاهر، شربل خليل بصفته مخرج برنامج"بس مات وطن"وكاتب الفيلم التلفزيوني"حتى ما يموت الشهيد"ومنتجه ومخرجه، وعلى كل من يظهره التحقيق فاعلاً أو متدخلاً او شريكاً او محرضاً،"بجرم التعرض لمقام الأمين العام لپ"حزب الله"والمس بالشعور الديني للطائفة الشيعية". وطالبت بإحالة الادعاء الى المرجع المختص للتحقيق وتوقيف المدعى عليه. واستنكرت منظمات طلابية وشبابية التعرض الى نصرالله، وطالبت الاعلام"بوضع حد للانفلات السائد باسم حرية التعبير والرأي".