انصرفت القوى السياسية اللبنانية والمسؤولون الرسميون الى معالجة ذيول ومضاعفات التظاهرات الاحتجاجية على البرنامج التلفزيوني الساخر الذي تناول شخص الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله على محطة"ال. بي. سي"ليل الخميس الماضي، وما خلفته هذه التظاهرات في مناطق من حساسيات سياسية ومذهبية وطائفية، نظراً الى الاحتكاكات والحوادث التي تسببت بها. راجع ص6 و7 في غضون ذلك، بدأ موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559 تيري رود - لارسن جولة على عدد من دول المنطقة بزيارة لمصر، حيث اجتمع مع عدد من المسؤولين، للبحث في الملف اللبناني - السوري وقرار مجلس الأمن الرقم 1680 الذي شجع سورية على استجابة قرارات مؤتمر الحوار الوطني اللبناني المتعلقة بإقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين. وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة تعليقاً على التظاهرات الغاضبة في أحياء ضاحية بيروت الجنوبية والعاصمة ومداخلها، ان ما حصل"درس للحكومة لتقوّم ما جرى ودرس للأخوة في"حزب الله"كي يراجعوا ردود الفعل". وقال في اذاعي أمس:"اذا تعدى أي برنامج على أي انسان فإن المعالجة تتم عبر قانون الإعلام". واذ أكد احترامه للسيد نصرالله، قال:"نرفض التعدي على كرامة الآخر بقدر ما ندين ما جرى في الشارع، لأنه تعد على حرمة القانون والأمنين". وتابع السنيورة ان"هناك نوعاً من الرفض لاستعادة الدولة دورها وموقعها". وكشف في حديثه ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري اقترح عليه قبل أكثر من أسبوعين أن يزور سورية يوم الأربعاء في 17 أيار/ مايو الماضي وهو يوم اجتماع مجلس الأمن... وكان يمكن أن تتم الزيارة في مطلع نيسان ابريل ودائماً نؤخر الأمور ونماطل ونرميها على الآخرين". وأكد أنه يريد اعادة جو الثقة بين البلدين مشدداً على أنه هو الذي اقترح في مؤتمر الحوار ان يزور سورية و"سعينا جهدنا لفصل التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن العلاقة مع سورية". وكانت أحداث ليل الخميس الماضي امتدت حتى الفجر في الشارع، مدار اجتماعات وتعليقات أمس، عبر استنكار لتناول نصرالله ورفض للاحتكام الى الشارع. لكن حصول أعمال شغب وتعديات في بعض الأحياء، وفي منطقة الطريق الجديدة التي زار وفد منها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، دفع الأخير الى المطالبة بإجراءات في حق المعتدين على أمن المواطنين. ورأس قباني اجتماعاً للمجلس الشرعي الإسلامي، دان"التطاول على المرجعيات الدينية واثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتعدي على كرامات الناس"في بيروت وبعض المناطق. واستدعت الحساسية التي أثارتها هذه التعديات اعلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان ان ما حصل"مؤسف ومحزن"، وزاد:"ما أقدمت عليه الأيادي المغرضة والمندسة لا يمت الينا بصلة". وزار وفد من قيادة"حزب الله"زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون، وأعلن باسمه عضو المكتب السياسي للحزب غالب أبو زينبت ان"ما حصل في التظاهرات الشعبية جرى على رغم الجهود التي بذلناها". لكن عضو شورى"حزب الله"الشيخ محمد يزبك قال:"ها نحن منذ أكثر من سنة ونصف سنة صابرون على كل ما يقال". وقال رئيس"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري في تصريح أدلى به في مسقط أن"الناس ضد أي شغب، وكان هناك استياء من البرنامج الذي تناول السيد نصرالله، لكن أملاك الناس وكراماتهم ليست العوبة في أيدي أحد، وهذا أمر مرفوض ومستنكر. فأي تظاهرة يجب أن تحصل بطريقة حضارية، وكفانا اغتيالات وحرق سيارات وتعدٍ على ممتلكات الناس". في القاهرة التقى لارسن أمس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وعرض تقريراً عن القرار 1559 في الشأنين السوري واللبناني، ونوّه بالدور الذي تلعبه الديبلوماسية المصرية في هذا الصدد. وصرح الناطق باسم الخارجية المصرية علاء الحديدي بأن محادثات أبو الغيط، ولارسن تناولت خصوصاً الملف السوري ? اللبناني، وآخر التطورات الفلسطينية والملف النووي الايراني. وأضاف الحديدي أن أبو الغيط أكد"ضرورة تضافر الجهود من أجل مساعدة سورية ولبنان على افراغ شحنة الاحتقان الموجودة في العلاقات بين البلدين، وحل المشاكل العالقة بما يؤدي الى تحقيق الاستقرار". وأوضح أن أبو الغيط شدد على أهمية"ايجاد السبل الكفيلة بتوصيل المساعدات المالية الى الشعب الفلسطيني وعدم معاقبته على خياره الديموقراطي". وقال لارسن بعد لقائه موسى أنه شدد على أهمية الالتزام السوري بقرارات الأممالمتحدة، وأنه سيعود مجدداً الى القاهرة بعد جولته في المنطقة.