أوضح رئيس هيئة الآثار العراقية جورج دوني، ان الهيئة شكّلت قسماً خاصاً أخيراً، مهمته"استرداد الممتلكات الثقافية العراقية"التي توزعت في العالم. والمعلوم ان احتلال القوات الاميركية بغداد في 9 نيسان ابريل 2003، رافقته عمليات نهب واسعة لمحتويات المتحف العراقي، ما أدى الى ضياع الكثير من كنوزه الآثرية. وحينها، غطّت أقنية التلفزة العالمية بكثافة تلك العمليات، التي ذاع صيتها الى حد ان وزير الدفاع الاميركي رونالد رامسفيلد اشار اليها في احد مؤتمراته الصحافية. وفي المقابل، كشف دوني ان"بعض الآثار العراقية أُخرجت من العراق لأغراض الدراسة، الا انها بقيت في الخارج اكثر من المدة التي تستلزمها الدراسات الاكاديمية". وأكّد مطالبة السلطات العراقية باستردادها. وبيّن ان المهمات التي أسندتها الهيئة إلى هذا القسم هي"متابعة الآثار العراقية المنهوبة عبر شبكة الانترنت العالمية، والتدقيق في كل ما يظهر منها على هذه الشبكة"، وخصوصاً القطع الاثرية التي تُعرض في اقسام المزادات الالكترونية في المواقع المتخصصة. وأشار إلى ان هيئة الآثار نظمت قوائم خاصة بما عُثر عليه من هذه الآثار لحد الآن. وأجرت الهيئة الاتصالات اللازمة للمطالبة بها رسمياً"من طريق الانتربول الدولي". وكذلك أكّد ان"هناك معلومات في هذا الخصوص حصل الجانب العراقي عليها من خلال علماء آثار عرب واجانب اخذوا على عاتقهم مهمة ملاحقة القطع الآثارية العراقية في المزادات العالمية". وفي هذا الصدد، لفت دوني إلى التنسيق المستمر بين هؤلاء الآثاريين والهيئة العراقية بهدف إيقاف بيع هذه الآثار وإعادتها إلى المتحف العراقي، باعتباره مالكها الحقيقي. وأشار رئيس هيئة الآثار إلى"ان هذه الإجراءات عادة ما تكون طويلة ومعقدة، وتحتاج الى مخصصات مالية، بحكم كونها ذات جوانب قانونية وتخضع لقوانين وتشريعات البلد الذي تُكتشف فيه قطع الآثار". كما كشف ان الهيئة تمكنت أخيراً من"إيقاف مزاد في باريس لبيع تمثال سومري مهم جداً، بعد ان أعلن احد مواقع الانترنت عن المكان الذي سيباع فيه هذا التمثال". وأكّد دوني"ان هناك فأساً سومرية من الذهب لدينا معومات أكيدة عن انها موجودة في محل لبيع الآثار في نيويورك... وقد سبق للشرطة الفيدرالية الالمانية ان صادرت قطعاً مهمة جداً وتحفظت عنها وأودعتها في احد المتاحف لحين الانتهاء من الإجراءات القانونية الخاصة باسترجاعها". في السياق عينه، اصدرت ال"أيكوم"، وهي منظمة متخصصة في أمور المناطق الأثرية في العالم، منشوراً بالتنسيق مع هيئة الآثار العراقية، حمل عنوان"قائمة الطوارئ الحمراء". احتوى صوراً لنماذج من الآثار العراقية المسروقة لتكون عوناً للهيئات الجمركية على الحدود وفي المطارات، في عمليات التعرّف الى القطع الاثرية العراقية. لقد سُرقت الاثار تحت أعين كاميرات التلفزة، مع ما رافق ذلك من تشويه اعلامي مقصود لصورة العراق بهدف التعمية على"الناهب"الحقيقي، فهل تسترد آثار العراق بفضل"يقظة"شبكة الانترنت، وبما يكشف للعالم اليد الحقيقية التي نهبتها؟