كل ظاهرة سلبية يصعب السيطرة عليها إذا كثرت وامتدت إلى أبعد الحدود، الأمر يشبه على سبيل المثال، حال المدخنين الذين كثروا، وبعد حين اخترعوا مكافحة لها من أجل بيان أضرارها، والحث على تركها من أجل صحة أفضل، وقد نجح هذا العمل مع القليل وأجدى معهم، ولكن في الغالب، باءت المحاولات معهم بالفشل! نفس الشيء مع مستخدمي المخدرات، فقلَّما نجحت معهم حملات التوعية من هذه البراثن السامة الخطيرة، حتى جاءت مكافحة المخدرات التي تهدف إلى محاربة ما يقضي على فئة الشباب. ولكن، لا تزال هذه المشكلة موجودة، ولم يتم القضاء عليها بالكامل! أصلًا، مفهوم المكافحة في أساسه ليس القضاء على المشكلة بالكامل، وإنما التخفيف من خطورتها والتقليل من انتشارها، مثل انتشار التعصب الرياضي، كانتشار النار في الهشيم، وبطريقة تثير الاستفزاز. وفي الحقيقة، كم من إعلامي توقف عن ممارسة المهنة عقابًا له بسبب إثارة الرأي العام ومساهمته في إشعال فتيل التعصب! ولكن، بعد عودته من الإيقاف، كما يقول المثل: "تعود حليمة لعادتها القديمة". الحل الجذري لتقليل التعصب الرياضي هو وضع أنظمة ولوائح للعقوبات، ومن يتجاوزها يُخالف. أما إذا تُركت الساحة لكل من هبَّ ودبَّ ليثير ويسيء ويسرح ويمرح، فسنعيش أزمات كل يوم. ومن ضمن العقوبات التأديبية لكل متجاوز، مثلما يدفع المخالف لأنظمة المرور ثمن مخالفته من ماله، وهذا سبب من الأسباب التي تجعل الشخص يراجع حساباته قبل أن يفكر في الخطأ مرة أخرى؛ لأنك ستتحمل التبعات وحدك، وكما يقولون: "ذنبك على جنبك". ختامًا: من لا يتعلم من أخطائه الفادحة، اجعلوه يتعظ بالعقوبة.