في خطوة تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للمملكة عبر الأزياء، وتنمية المهارات في تصميمها، وتمكين المشاركات من ابتكار تصاميم تجمع بين الأصالة والحداثة، إلى جانب الاستفادة من الأدوات والتقنيات الرقمية، وتوفير فرص عمل نوعية، أنهى مركز حي الملك فهد في الهفوف، التابع لجمعية البر في الأحساء، تخريج 14 فتاة وسيدة سعودية من دورة متخصصة في تصميم الأزياء، استلهمت مضامينها من الثقافة السعودية، ودمجت عناصر ثقافية محلية بتصاميم حديثة متنوعة. تصاميم رقمية أوضح مدير المركز، ناظم بو طيبان، ونائب المدير، سامي العلي، أن المشروع التدريبي، الذي جاء تحت مسمى «أصالة الملبس»، قُدِّم بإشراف خبيرات سعوديات في مجال الخياطة ومصممات أزياء محترفات، واستمر على مدى 3 أشهر متواصلة، متضمنًا حقيبة تدريبية متكاملة اشتملت على أنشطة تطبيقية ومحاضرات نظرية متقدمة. وأضافا أن المركز يعمل حاليًا على تمكين الخريجات من إطلاق مشاريعهن الريادية، من خلال تجهيزهن بتقنيات رقمية متخصصة في الخياطة والتصميم، بالتعاون مع متاجر مختصة في هذا المجال، بالإضافة إلى مساعدتهن في الحصول على شهادات في العمل الحر، وتراخيص تشغيلية، وتقديم الدعم في التقديم على قروض تنموية من بنك التنمية الاجتماعية. وأشارا إلى استمرار متابعة الخريجات لعدة أشهر مقبلة، لضمان تبادل المعارف والخبرات بين المتدربات والمدربات عبر لقاءات مباشرة وافتراضية، مؤكدين أن نجاح هذه النسخة يدفع باتجاه إطلاق نسخة جديدة مطورة قريبًا. السدو والقط العسيري أكدت عدد من الخريجات في الدورة ل«الوطن» أن مشروعات تخرجهن تضمنت حضورًا واضحًا لعناصر البشت الحساوي والزخارف الأحسائية، إلى جانب زخارف مستمدة من ثقافات مختلفة داخل المملكة. وأوضحن أن هذه العناصر ستكون أيضًا ضمن مشروعاتهن الريادية القادمة، وعبّرن عن رغبتهن في مواصلة تطوير مهاراتهن من خلال الانخراط في دورات متقدمة، بهدف جمع وتطبيق أكبر عدد ممكن من العناصر الثقافية والتراثية، مثل تصاميم السدو، والقط العسيري، والعناصر المستوحاة من البيئة الصحراوية، لتقديم تصاميم مبتكرة تعكس الهوية المحلية. كما توقعن زيادة في الطلب على هذه الأزياء خلال الفترة القادمة، أسوة بما تشهده الأسواق حاليًا من إقبال على العباءات النسائية المصممة من البشت الحساوي، واستخدام الزري، بأسعار مناسبة للعميلات ومربحة للمصممات. مواكبة الموضة أشارت المتدربات إلى أن البرنامج التدريبي ركز على مبدأ «التفكير خارج الصندوق» في ابتكار التصاميم، حيث حمل كل زي فلسفة خاصة به تختلف عن غيره، مع دراسة دقيقة للعناصر الثقافية المتنوعة، وتعلُّم أدوات ومواد تقنية متخصصة، واكتساب مهارات الرسم والتصميم الرقمي باستخدام برامج إلكترونية متنوعة. كما شملت الدورة التدريب على اختيار الأقمشة والخامات باحترافية، والتعرف على أساليب تسويق وعرض الأزياء الحديثة، بما يواكب اتجاهات الموضة الحالية والمستقبلية.