أوضح بريندان كيلي، أستاذ الطب النفسي في كلية ترينيتي بدبلن، أن معظم الناس يمرون بفترات من الوحدة أو العزلة في حياتهم، لكن من الضروري التمييز بين هذه التجارب، مؤكدًا أن «الوحدة» لا تشكل وباء كما يُصوَّر في الخطاب العام، بل هي جزء من التجربة الإنسانية. معدلات مستقرة رغم الجائحة وقال إن العديد من الدراسات التي أُجريت قبل جائحة كوفيد-19، أظهرت استقرارًا في معدلات الشعور بالوحدة في دول مثل الولاياتالمتحدة، إنجلترا، فنلندا، السويد وألمانيا. وأضاف أن كوفيد غيّر الكثير، لكنه لم يُحدث ارتفاعًا طويل الأمد في معدلات الوحدة. ففي الولاياتالمتحدة، ارتفعت النسبة من 34% إلى 42% أثناء الجائحة، لكنها عادت إلى 33% في عام 2024. التهويل الإعلامي أشار كيلي إلى أن تصوير الوحدة على أنها «وباء» هو توصيف مبالغ فيه. إذ حذر الجراح العام الأمريكي عام 2023 من «وباء الوحدة والعزلة»، وخصّصت بريطانيا وزيرًا لمعالجة المشكلة، في حين أن الإحصاءات لا تدعم هذه الدرجة من الذعر. وقال: «الوحدة مشكلة فعلية، لكنها ليست جديدة، ولا خارجة عن السيطرة، ولا تتطلب استجابة طارئة بل طويلة الأجل». مشكلة صحية لا أزمة مفاجئة أكد كيلي أن الوحدة تُعد عامل خطر على الصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل، ولكنها لا تمثل أزمة طارئة. وأضاف: «ما نحتاجه ليس حالة طوارئ بل استجابة عقلانية ومستدامة تعالج جذور الانفصال المجتمعي». تجربة طبيعية لا مرض نّبه إلى خطورة «تطبيب» التجارب الإنسانية العادية، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص يزدهرون في العزلة، بينما يشعر آخرون بالوحدة وسط الزحام. وقال: «ليست كل وحدة مرضًا. يجب أن نفهم السياق قبل أن نصنفها كاضطراب». الحل في التعاطف اختتم كيلي بالقول إن حل مشكلة الوحدة يبدأ من المجتمع لا من المؤسسات فقط، عبر تقوية الروابط الإنسانية وممارسة التعاطف. وأضاف: «لا يمكننا تغيير الطبيعة البشرية، لكن يمكننا أن نتحدث أكثر، وننصت بصدق، ونعيش معًا بطرق تُشعر كل فرد أنه مرئي ومُقدَّر».