سجل أمس مزيد من المواقف السياسية في لبنان، حول المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتقويم أداء الحكومة الحالية. وجدّد رئيس الحكومة السابق عمر كرامي مطالبته"بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى القيام بالمهمات الصعبة"، معتبراً أن"قسماً كبيراً من الشعب اللبناني عاش على مبادئ دينية وقومية، ولا يمكن مهما كانت الظروف أن يستسلم لما تريده القوة الأجنبية وإسرائيل". وانتقد كرامي خلال مأدبة إفطار في المنية أول من أمس، من لا يريد أن يصدق"أننا انتصرنا ولا يزال عندنا كرامة وطنية نفتديها بالأرواح"، وقال:"لا نزال مع الأسف الشديد نرى كيف أن الأساطيل تتدفق على شواطئنا، هذه الأساطيل لن تخيفنا كما لم تخيفنا طائراتهم وقنابلهم الذكية". وأوضح كرامي ان"الديموقراطية الوفاقية لا يمكن أن تكون انتقائية"، وقال:"ماذا نرى اليوم في ظل وجود الأعداد الكبيرة المسلحة من القوة الدولية، نرى ونسمع أن إسرائيل تقدمت عند الشريط الحدودي عن الخط الأزرق، فعندما رسم هذا الخط بعد التحرير جرت معركة ديبلوماسية كبيرة لأن إسرائيل كانت تريد أن تأخذ 18 مليون متر مربع من الأراضي اللبنانية، وللتاريخ نقولها ان صلابة موقف رئيس الجمهورية اميل لحود الذي سهر مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت حتى ساعات الفجر الأولى وفشلت في تليين موقفه، أدت الى رضوخ الجميع ورسم الخط الأزرق وكانت غاية إسرائيل هي نقل الخط من الوديان الى التلال واليوم نجد أنها عادت تأخذ الپ18 مليون متر، وهذا ما طالب به الرئيس السنيورة اليوم من الأمين العام للأمم المتحدة للتأكد من ذلك". وتابع:"ارتضينا الديموقراطية وملتزمون لها، وانطلاقاً من ذلك طالبنا بحكومة وحدة وطنية فقامت القيامة وانتصبت اللافتات. إن هذا البلد لا يعيش إلا بالديموقراطية التوافقية. نحن لم نطلب أن تسقط حكومة الرئيس السنيورة ولم نطلب عزل أي فئة لها تمثيل في لبنان. هناك قوى سياسية تملك تمثيلاً شعبياً ورسمياً يجب أن تشارك في هذه الحكومة". وقال:"انا مندهش من الهيئات الدينية التي لا نأخذ عليها شيئاً ولا نطلب منها الاّ تتدخل في السياسة. لها رأيها ونحترمه ولكن طالما رفعنا الصوت ونبهنا وقلنا وضميرنا مرتاح ونكرر أن على هذه الهيئات الدينية ان تأخذ الموقف الذي يجمع ولا يفرق". ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المسؤولين الى التخفيف من"حدة الخطاب السياسي المتشنج الذي يشيع مناخات تضر بمصلحة الوطن والمواطن"، وقال:"لا تثيروا الفتن والأحقاد بين الناس، فالشعب اللبناني كريم ومتآخ لا يفرق بين مسلم ومسيحي". ورأى قبلان في خطاب وجهه الى المسؤولين في لبنان أمس، أن"اللبنانيين متضامنون منصهرون في بوتقة الوحدة الوطنية ولا يوجد أحد يريد إلغاء أحد أو تهميشه أو الحلول مكانه". وحيا"المقاومة الشريفة"، معتبراً"أن هؤلاء الأبطال لم يقاتلوا دفاعاً عن سورية أو إيران، بل عن لبنان وشعبه ليبقى مصاناً وحراً وعزيزاً". ودعا قبلان إلى توسيع الحكومة لتضم كل أقطاب المعارضة متسائلاً:"هل من الضرر أن تتسع الحكومة لتضم أعضاء من المعارضة مع أننا لسنا ضد حكومة الرئيس السنيورة وليست لنا عداوة مع أحد، ونحن مع إقامة المحكمة الدولية بأصولها ولسنا ضدها. ونحن مع التنظيم والممانعة والمحافظة على النظام، وضد الفوضى والارتجال والعنف والقتل وإطلاق الرصاص ضد المواطنين، ونطالب بتشكيل هيئات من وزارة الداخلية والبلديات لمعالجة أمر هذه الفوضى في البناء والتخلص منها فيحصل كل صاحب حق على حقه". وفي الإطار نفسه، اعتبر عضو"كتلة الوفاء للمقاومة"النيابية حسين الحاج حسن خلال إفطار"هيئة دعم المقاومة"في بلدة شمسطار أول من أمس، أن"الانقسام في المنطقة وفي لبنان هو انقسام حقيقي بين مشروعين، الأول مشروع أميركي والثاني مشروع المقاومة والممانعة، ونحن نفخر بأننا في حلف مع سورية وإيران وحماس في مقاومة المشروع الأميركي، أما الذين يفتخرون بعلاقاتهم مع الأميركيين فكيف يستفيدون من الدعم الأميركي من اجل مصلحة لبنان وجزء من خطته في التوطين في لبنان". وأكد"إصرار"حزب الله"على موضوع حكومة الوحدة الوطنية لأنها تعيد التوازن الى السلطة والى القرار السياسي في البلد وتمنع الهيمنة والاستئثار". وقال عضو الكتلة النائب حسن فضل الله:"أننا في مرحلة انعدام ثقة بالأداء الحكومي جراء السياسات التي يتبعها الفريق الممسك بالقرار الحكومي"، لافتاً الى أن"الاستمرار في هذا الأداء يعمق المأزق السياسي ولا يبدو أننا قادرون على الخروج منه من دون الوصول الى حكومة وحدة وطنية". ورأى فضل الله في إفطار في حناوية اول من أمس،"ان رفض حكومة الوحدة الوطنية لا يرتبط بالمحكمة الدولية إذ لا علاقة بين الأمرين، فهناك من يستخدم موضوع المحكمة للتحريض واستثارة فريق من اللبنانيين ولا هو نابع من مصلحة وطنية، إنما القرار برفض مثل هذه الحكومة صادر عن السفارة الأميركية التي تعتبر حكومة الوحدة الوطنية أكثر قدرة على النقاش العميق لأي قرار، وبالتالي لا تستطيع فرض هيمنتها عليها". وأضاف:"ان الانقسام الحالي انقسام سياسي وليس مرتبطاً بأي انقسام طائفي أو مذهبي". واعتبر عضو"كتلة التحرير والتنمية"النيابية علي بزي، خلال إفطار أقامته بلدية بنت جبيل أول من أمس"ان الخطاب السياسي المحتقن لا يبني وطناً ولا يحقق استقراراً سياسياً"، لافتاً الى"ان زيارة رئيس المجلس النيابي نبيه بري المملكة العربية السعودية تدرج في اطار المبادرة الحوارية التي اطلقها الرئيس بري والتي اجتمع حولها كل اللبنانيين انطلاقاً من ان الحوار هو المدخل لحل القضايا الخلافية كافة"، معتبراً أن"الزيارة تهدف الى تنسيق الجهود مع المملكة من اجل المساعدة على تعزيز مناخات الثقة والتهدئة في العلاقات اللبنانية - اللبنانية والأهم في العلاقات العربية - العربية". ومن جهة ثانية، دعا عضو"كتلة المستقبل النيابية"مصطفى علوش خلال إفطار أول من أمس، الشباب إلى"الثبات والتمسك بروح الاستقلال والسيادة والحرية التي دفعت نظام الوصاية الظالمة إلى الخروج من لبنان"، مؤكداً أن"أحداً لن يستطيع إجبارنا على ترك قضيتنا والرحيل، لا قائد نظام ولا أصحاب مشاريع انتحارية ولا غوغائيون ولا أصحاب شعارات فارغة".