اطلاق النار ابتهاجاً بفوز الرئيس نبيه بري برئاسة المجلس النيابي أدى الى قتلى وجرحى. هذا السلاح الذي تسبب بقتل وجرح الابرياء من المفترض انه سلاح مقاوم مهمته مقاومة العدو الاسرائيلي والمفترض ان يتواجد هذا السلاح المقاوم فقط وفقط على الحدود الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة. اللافت للنظر والأمر العجيب، لماذا يتواجد هذا السلاح المقاوم في مناطق سكنية بعيدة عن خطوط المواجهة والتماس مع العدو الصهيوني؟! ولماذا تقاعست الحكومات اللبنانية المتتالية عن ضبط هذا السلاح غير المنضبط والفالت بمزاجية؟! ومن ثم اذا كان فوز الرئيس بري برئاسة المجلس قد أدى الى هذا العدد من القتلى والجرحى فعلى افتراض خسارة الرئيس بري ما هو حجم الكارثة التي كانت ستقع من قبل هذه الجماعات التي تدعي بأنها مقاومة هل كانت ستنتقم ثأراً بتوجيه السلاح الى صدور الأبرياء لقتل أكبر عدد ممكن من المواطنين؟ في الحقيقة ان عدم ضبط هذا الفلتان الامني وعدم تطبيق القانون بحذافيره على كافة الاراضي اللبنانية من دون اسثتناء أو تمييز قد اديا الى كل هذه الفوضى الامنية كما أديا ايضاً الى وجود جزر امنية ليس فقط في المخيمات الفلسطينية بل ايضاً في ضاحية بيروت وفي بعلبك - الهرمل وفي بعض المناطق الجنوبية وكل هذه المناطق الجغرافية هي فعلاً مناطق آهلة بالسكان وليست مناطق مواجهة بالعرف العسكري على ما أظن. واعتقد بأن اجماع اللبنانيين على رفض القرار 1559 والتفافهم حول المقاومة لحمايتها هو لايمانهم بدورها المقدس في حماية حدود الوطن من الاعتداءات الصهيونية وليس من اجل اطلاق النار عبثاً من قبل بعض المحازبين المؤيدين للرئيس بري فرحاً وابتهاجاً. نريد ان نسأل أين الحكمة والعقلانية في هدر كل هذه الطلقات الثمينة من دون مبرر عوضاً عن ادخارها والاحتفاظ بها من اجل مواجهة العدو الاسرائيلي لحماية حدودنا وأمننا. فالحقيقة لو أن هذا الذي حدث وحصل عندنا قد وقع في أي دولة اخرى حضارية راقية لقدم رئيس المجلس ومعه كل اعضاء المجلس المنتخبين استقالاتهم النيابية احتراماً للضحايا الابرياء وإحساساً بالذنب والمسؤولية المعنوية في التسبب في سقوط ابرياء لا ذنب لهم ولا حول ولا قوة. صور - عدنان علي دهيني