أدى سقوط قتيلين وسبعة جرحى بپ"رصاص الابتهاج" بفوز رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري بولاية جديدة، الى اعتذار الاخير عن عدم تقبل التهانئ بسبب"الضحايا الابرياء الذين سقطوا". في وقت واصلت القوى الامنية توقيف مطلقي النار في مختلف المناطق وتجاوز العدد السبعين موقوفاً من المقرر ان يتم الادعاء عليهم اليوم، واصدر العلامة السيد محمد حسين فضل الله فتوى حرّم فيها اطلاق النار والمفرقعات. وكانت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي اعلنت فجر امس عن مقتل ثلاثة مواطنين جراء الرصاص الطائش واصابة سبعة آخرين بجروح، لكن مصادر قضائية عادت وأوضحت ان القتلى هم الفتاة منى عدنان الحاج أحمد 18 عاماً قضت في الجنوب نتيجة اصابتها بالرصاص والشاب أحمد علي شعيتاني 34 عاماً كان يحاول رمي قنبلة صوتية للابتهاج بالمناسبة فقتل نتيجة انفجارها به. وقامت القوى الامنية وبناء على لوائح اعدتها قطعات الاستعلام في قوى الامن باسماء عدد كبير من مطلقي النار في مختلف المناطق، بملاحقة هؤلاء لتوقيفهم بمؤازرة الجيش اللبناني وتحت اشراف القضاء المختص. واسفرت التحقيقات في المسألة عن توقيف 70 شخصاً حتى بعد ظهر امس، وتتواصل اعمال البحث والتحري عن اشخاص آخرين. ووضعت النيابة العامة العسكرية يدها على القضية، ويتوقع ان يدعي اليوم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد على الموقوفين ويحيلهم امام المحكمة العسكرية للمحاكمة بجرم اطلاق النار وزرع الرعب في نفوس المواطنين. واذا كان اطلاق النار الذي ألهب مختلف المناطق في بيروت وضاحيتها الجنوبية والجنوب والبقاع، قوبل باستياء شامل لا سيما تجاه ظهور السلاح بين ايدي مواطنين وبينهم شبان قاصرون، وهو تراجع بناء لطلب من بري الى"الحركيين والمناصرين والمحبين للتعبير بواسطة الفرح المألوف من دون اللجوء الى التعبيرات الصاخبة او المنافية للقانون والمقلقة لراحة الناس". فان الاحتفالات بفوز بري تواصلت وكذلك برقيات التهنئة التي تلقاها. ورفعت لافتات على الطرقات من وحي المناسبة، وكتب احدهم على لافتة رفعت على طريق المطار"ستظل رئيساً حتى ظهور المهدي". واقامت حركة"أمل"وبمشاركة نواب احتفالات في بعلبك واليمونة والهرمل والنبطية وصور تخللتها كلمات اشادت بمواقف بري. ومن ابرز برقيات التهنئة الى رئيس المجلس النيابي واحدة من الامين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة ورئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش، ورئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي ورئيس مجلس النواب المغربي عبدالواحد الراضي ووزير الخارجية القطري محمد بن جاسم آل ثاني ووزير شؤون مجلس الشعب المصري كمال الشاذلي والامين العام لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي ابراهيم عوف والتجمع المسيحي الاسترالي وتجمع الهيئات الاسلامية في استراليا والمجلس الاغترابي اللبناني للاستثمار. كذلك، تلقى الرئيس بري برقيات من الجاليات العربية في العالم، وسفراء واعضاء السلك الديبلوماسي اللبناني في الدول العربية والاسلامية والاجنبية. واستنكر العلامة فضل الله عمليات اطلاق النار والمفرقعات، ورأى فيها"جانباً من جوانب التخلف في التعبير عن الانفعال للمناسبة". وأكد ان ذلك يحمل في طياته عناوين التحريم انطلاقاً من النتائج السلبية الكبرى التي ترتبت عليه ومن الترويع والتخويف والازعاج وصولاً الى الضحايا الذين سقطوا جراء هذه الممارسات التي تنم عن ضعف في الالتزام الديني او الوطني او السياسي، وعن ذهنية متخلفة في التعاطي مع المناسبات، سواء كانت مناسبات فرح أم حزن وما الى ذلك. هذا فضلاً عن الخسارة الكبرى التي تمثلت في هذه الممارسات في الارواح التي سقطت والاموال التي انفقت وفي استخدام السلاح بعيداً من ساحته الطبيعية وبما يسيء للامن الاجتماعي والنظام العام للناس". ودعا المعنيين للتحرك سريعاً لمنع امتداد هذه الظاهرة في أي مناسبات اخرى صوناً للوطن وحفظاً لحياة الناس العامة.