اكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري امس «رفضه واستنكاره الشديد لإطلاق النار ابتهاجاً وفرحاً في كل مناسبة، الأمر الذي يتسبب بالأذية والأضرار وربما الموت والاصابة للمواطنين، إضافة إلى كونه مخالفاً للقانون بل اعتداء على القانون». واعتبر بري في بيان ان «هذه التصرفات لا مسؤولة ومسيئة للأخلاق العامة، ونشدّ على يد القضاء والأجهزة الأمنية لاتخاذ كل الاجراءات لتطبيق القانون، آملين ومناشدين، عسى أن تكون هذه المناسبة فرصة لإنهاء هذه العادات المسيئة والمستنكرة». وكانت بيروت وعدد من المناطق التي يطغى فيها حضور مناصري حركة «امل» التي يرأسها بري، عاشت ليلاً طويلاً من الاحتفالات بفوزه بولاية خامسة على رأس المجلس النيابي. وجاب المناصرون الشوارع رافعين الأعلام على وقع اناشيد للحركة و «قائدها». واستخدم المحتفلون المفرقعات وأسلحة من عيارات مختلفة وقذائف صاروخية حتى منتصف الليل. وجاء ذلك بعد نهار تميز ايضاً بإطلاق نار كثيف ابتهاجاً بفوز بري، اوقع جرحى وخلّف اضراراً في الممتلكات والسيارات. واستقبل بري المهنئين بإعادة انتخابه رئيساً للمجلس، ومن بينهم: وفد الفصائل الفلسطينية ووزير الدولة يوسف تقلا، والنواب: عاصم قانصوه، انور الخليل وقاسم هاشم، ونواب سابقون وشخصيات. والتقى بري المعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» حسين خليل الذي نقل اليه تهاني السيد حسن نصرالله وتحياته. وتلقى برقيات تهنئة ابرزها من: رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي ومن رئيس مجلس الشعب المصري احمد فتحي سرور، ومن رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش الذي اشاد بانتخابه، وقال: «ان اشتداد العواصف والامواج لم يثنكم عن قيادة السفينة»، متمنياً «المزيد من التشريع لما يحتاج لبنان من قوانين تصون وحدته». واستنكر اطلاق النار ابتهاجاً، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وقال في خطبة الجمعة، انه «عمل محرم لا يرضي الله ورسوله ولا يرضي الرئيس (بري)، فما ذنب القتيل والجريح حتى يصاب بهذا العمل السيئ الذي يدل على الهمجية والوحشية والافتراء على الناس، ما جرى ليس له علاقة بالحضارة ويجب توفير الرصاص لقتال العدو الإسرائيلي». وفي المواقف المهنئة لبري بإعادة انتخابه رئيساً للبرلمان وتلك التي تعيد قراءة عملية التصويت له، قال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ان «تجديد الثقة بالرئيس بري بأكثرية نيابية، يعكس الإجماع الشعبي ومدى الاحترام والتقدير الذي يكنه ممثلو الشعب اللبناني لدوره على الساحة اللبنانية والدولية، وما يمثله من خط وطني وعربي، وحرصه الدؤوب على حفظ التوازن في لبنان». ودعا إلى «تضافر جميع القوى السياسية لإنتاج حكومة من دون أي عقبات أو فرض شروط تعجيزية أو إملاءات لا تصب في المصلحة الوطنية»، مؤكداً حرصه على «أهمية الانفتاح واللقاءات بين جميع القادة السياسيين في المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد». الجميل وشدد الرئيس أمين الجميل على «ضرورة إعادة الزخم مجدداً لقوى 14 آذار وفقاً لحاجة الوطن الى تحالف شبيه بهذا التحالف»، مهنئاً بري على إعادة انتخابه، ومؤكداً أن «أرقام الأمس، أظهرت جواً من عدم الثقة بين مختلف التيارات، على عكس ما بشّر به الرئيس بريّ، حول فوز كل من 14 و8 آذار على حد سواء وكذلك خلط للأوراق بما فيه مصلحة البلد». وقال الجميل بعد لقائه منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد: «أتت آلية انتخاب رئيس مجلس النواب تأكيداً للجو السلبي الراهن، وضرورة توحيد القوى السيادية وهو الآن شغلنا الشاغل بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة والانكباب على الأهداف المقبلة والتي هي قيام جبهة ممانعة في وجه كل ما يتهدد البلاد»، آملاً بأن يتمكن الرئيس المكلف «والذي سيكون على الأرجح سعد الحريري من تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وبالطبع إذا صفت النيات». أما سعيد، فتمنى لبريّ «على رغم موقفنا غير المؤيد له كل الخير». لكنه حذر من أن «الأسباب الموجبة التي أدّت الى الانقسام بين عامي 2005 و2009 لا تزال مستعرة، واتكالنا اليوم قائم على القيادات السياسية اللبنانية لا سيما الرئيس الجميّل من اجل خلق شبكة أمان في السياسة الوطنية تسمح بالعبور في اتجاه بناء الدولة القادرة». ورأى «أن ما ظهر أمس في المجلس النيابي كان تظهيراً لواقع الحال المبّشر بأن الخلافات هي أعمق بكثير مما بدا في العناوين الكبرى في الصحف وكأنه خلط جديد للأوراق بين 8 و14 آذار». وكان الجميل بحث مع السفيرة البريطانية فرنسيس ماري غاي مرحلة ما بعد الانتخابات. وأشارت غاي الى أنها استوضحت من الجميل خلال زيارته في بكفيا أمس، «موضوع التصويت بالسلاح الأبيض في انتخابات رئاسة المجلس واستفسرت عن مسألة تبادل الأصوات بين الرئيس بريّ ونائبه فريد مكاري»، متمنية أن «تتشكل الحكومة اللبنانية في أقرب وقت ممكن والإفادة من الجو الهادئ والراهن بعد الاستحقاق الانتخابي». وقال النائب عمار حوري في تصريح الى موقع 14 آذار الالكتروني الإخباري: «نسبة التصويت التي حصل عليها بري ستكون لها ارتدادات كثيرة في التكليف والتأليف، اذ تعيد المعارضة حساباتها وسط انزعاج واستياء الرئيس بري من الاوراق البيضاء التي سقطت، ومن عدم الالتزام بالتفاهم المبدئي الذي جرى قبل الجلسة، وردّت 8 آذار على ال 90 صوتاً بالامتناع عن التصويت لفريد مكاري نائباً للرئيس»، مؤكداً ان المعارضة «ذاتها لم تلتزم بالتصويت لبري عبر بعض اطرافها وليس كتلة المستقبل كما سوّق البعض، والايام ستثبت ذلك». وتوقّع النائب دوري شمعون ان تكون المرحلة المقبلة اكثر هدوءاً، ورأى «رقم 90 صوتاً مقابل 37، كان رسالة واضحة لبري بأن نجاحه لم يكن باهراً لأن تصرفاته في الفترة الماضية لم ترض الجميع». ودان حزب «الوطنيين الأحرار» الذي يرأسه شمعون «ظاهرة إطلاق الرصاص ابتهاجاً، فهل المطلوب التعايش مع واقع يميز بين المواطنين على قاعدة استعلاء من يمتلك السلاح كماً ونوعاً ولا يتردد في استعماله أياً تكن الظروف والمناسبات؟». واعتبر الأمين القطري لحزب «البعث العربي الاشتراكي» فايز شكر أن «تجديد الثقة لبري شكل صدقية للنهج الذي التزم به وسار عليه خلال فترة تحمله مسؤولياته البرلمانية والدستورية، وبينت الوقائع أنه حاجة وطنية ضرورية لمعالجة الأزمات ومواجهة التحديات».