مع بداية اعتدال الأجواء في المملكة، ينساب عبير الورود في الهواء، فتغمر المرتفعات والحقول برائحة تخطف الأنفاس، وتتحول الألوان والروائح إلى لوحة حية تنبض بالحياة والجمال، تتفتح البتلات بلونها الزاهي وورقتها الفائقة، بينما ينساب نسيم الصباح العليل بين الصفوف المنتظمة من الورود، ليخلق أجواءً نابضة بالحياة والهدوء في الوقت نفسه. وفي قلب الطائف، يسطع نجم الورد الطائفي، برائحته الأخاذة التي تحمل عبق التاريخ، وتجعل من الحقول المزهرة وجهة سياحية وثقافية في آن واحد، يتحول هذا الورد إلى زيت عطري نادر وماء ورد تقليدي، ليصبح رمزًا للجمال السعودي ويجسد تراث المدينة العريق في كل قطرة منه، ويشكل مصدرًا مهمًا لدعم الاقتصاد المحلي من خلال تصديره إلى العالم. وفي جازان، يزهر الفل الأبيض، حاملًا معه عبق الأجواء الجنوبية، وموشحًا الأعراس والمناسبات الشعبية برائحته الزكية، ليعكس رمزية الفرح والكرم المتوارثة عبر الأجيال، ويظل الفل الجيزاني علامة مميزة تذكّر الزائرين بالخصوبة والطبيعة الساحرة للجنوب، حيث يمتزج جماله بالعادات والتقاليد المحلية. هذا التنوع الموسمي في المملكة لا يمثل مجرد مشهد طبيعي، بل يعكس رؤية وطن يسعى إلى تحويل الطبيعة إلى مورد اقتصادي وسياحي، يعزز الهوية المحلية ويدعم الأسر المنتجة والمزارعين، مانحًا الزائر تجربة فريدة حيث يلتقي العطر بالجمال في رحلة واحدة عنوانها "الورد السعودي"، رمز الأصالة والجمال والثراء الطبيعي الذي تزخر به المملكة، فالحقول المزدهرة ليست مجرد مشاهد للعين، بل حكاية تُروى لكل من يمر، وتدعوه للتمهل والتأمل، والاستمتاع بكل لحظة بين ألوان الورود وعبقها الفريد. تحويل الطبيعة إلى مورد اقتصادي وسياحي