بنظام بيئي غني بالتنوع البيولوجي، تُعدّ غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، رمزًا ل"رئة الأرض" بسبب دورها الحيوي في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، وتنظيم المناخ العالمي، ومع ذلك تواجه الغابة تهديدات خطيرة خلال العقود الأربع الماضية، إذ فقدت 49.1 مليون هكتار من الغطاء النباتي. وأظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية التي جمعتها شبكة "مابيوماس" المؤلفة من منظمات غير حكومية وجامعات وشركات تكنولوجيا، أن أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم الواقعة في أكبر دولة في أمريكا اللاتينية، تقترب من "نقطة اللاعودة التي لا يمكنها بعدها أن تستمر"، إذ قد تصل نسبة فقدان الغطاء النباتي الأصلي إلى عتبة 20-25%. وقال الباحث في "مابيوماس" برونو فيريرا في بيان له: "عندما يكون فقدان الغطاء النباتي كبيرًا، تنقطع دورة هطول الأمطار وتميل مساحات شاسعة إلى التحول إلى سافانا". وتضمّ البرازيل التي تستضيف مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ (كوب 30) في نوفمبر المقبل بمدينة بيليم الأمازونية نحو 60% من غابات الأمازون المطيرة، أي ما يعادل 421 مليون هكتار، فيما تبلغ المساحة التي تشغلها الأنشطة البشرية، خاصةً الزراعة 15.3% في عام 2024. وازدادت المساحة التي يشغلها قطاع تربية الماشية خمسة أضعاف تقريبًا بين عامي 1985 و2024، لتصل إلى 56.1 مليون هكتار. وشهدت إزالة الغابات في القسم البرازيلي من الأمازون زيادة بنسبة 4% بين أغسطس 2024 يوليو 2025، ويعزى ذلك بشكل خاص إلى الحرائق المدمرة التي أججها الجفاف التاريخي الذي ضرب البرازيل العام الفائت.