في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام نتذكر يوم كتب التاريخ أرقى الكلمات، وتحت راية واحدة تعاضد رجالات الوطن، تحت بيرق التوحيد موحِّد بلادنا المباركة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، لبدء مسيرة إرساء ركائز الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، ولم يكن إرثاً توارثناه، بل عهد ميمون وصفحة مشرقة جديدة، تعاهدنا به أن نواصل المسيرة ونصل ببلادنا الحبيبة لأعلى منازل الفخر والتقدم والنجاح. عندما أسترجع ذاكرتي لمرحلة طفولتي واستعدادي لذكرى اليوم الوطني بتلك الاحتفالات المدرسية، من تقديم كلمات وقصائد ورقصات شعبية وفقرات مختلفة، واحتفالات المملكة بجميع مدنها ومحافظاتها وهجرها وقراها، التي كنت أتلهف لأشاهد تلك المباني التي تزينت وأضيئت بألوان العلم، عرس عظيم، وبالفعل مناسبة نتأهب للاحتفال بها بكل الأشكال، سواء الكبار والصغار. والجميل أن جميع من يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة أرض وطننا الكبير "المملكة العربية السعودية"، يشاركنا أحاسيسنا ومشاعرنا، بل إني في بعض الأحيان أتفاجأ بالكمّ الكبير من الوفاء، والكمِّ الكبير من المودة والتقدير الذي يكنّه هؤلاء لسعوديتنا الغالية. ليس بالغريب أو بالبعيد أن يكون الشعور والأحاسيس كذلك؛ لأن تجربتهم في الحياة على أرض التطور والعدل والمساواة والجودة والازدهار، هي تلك التربة الخصبة التي نتج عنها جميع هذا الكم الكبير من المشاعر والأحاسيس في قلوب الجميع. اجتهد الأجداد والآباء وما زالت قيادتنا الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - مستمرين في طريق تقدم هذا الوطن ورقيه عبر مسار رؤية المملكة 2030، هنا يأتي دورنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية أن نجتهد ونحث الخطى للمنجز تلو المنجز وجودة الحياة تلو جودة الحياة وازدهار يلحقه ازدهار، ليرفع اسم وطننا عالياً، وتظل المملكة العربية السعودية، أيقونة في جميع مساراتها، والسباقة دوماً، بل هدفنا في اتجاه طليعة الدول، بكل ما تفسره الكلمة والحرف. جميعنا سفراء لوطننا العظيم، في كل الأمكنة والأزمان، وفي كل الأقوال والأفعال، على أرض الواقع أو العالم الافتراضي، دائماً نضع في أولوياتنا مسؤولية احترام سعوديتنا واسمها ومكانتها، ونحافظ على كل ما يعنينا من التراث والثقافة والحضارة، ونبرهن ذلك بأفعالنا وأقوالنا، لا نسير تحت أي ظرف أو مؤثر. هكذا كنَّا، وهكذا سنكون دائماً، نرفع أصواتنا في العلالي بكل فخر، سارعي للمجد والعلياء، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ال 95. وختاماً: ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يمدهما بعونه وتوفيقه، ويسبغ عليهما موفور الصحة والعافية، وأن يديم على وطننا أمنه وأمانه ورفعته وازدهاره. فالح بن حسن الدوسري