جاءت مشاركة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في قمة الدوحة العربية الإسلامية؛ باعتبارها حدثاً تاريخياً يؤكد وحدة الصف، ومحطة فاصلة في تاريخ العمل العربي والإسلامي المشترك، ورسالة حاسمة بأن الخليج والعرب والمسلمين لن يقبلوا المساس بسيادتهم، وللتأكيد على أن مجلس التعاون الخليجي كل لا يتجزأ، وأن مبدأ الأمن الجماعي لم يعد ترفاً بل ضرورة وجودية لحماية الاستقرار وصيانة السيادة، وكان لها بالغ الأثر بأن تكون مخرجات القمة المتضمنة الوقوف الخليجي والعربي والإسلامي مع قطر، وإدانة الاعتداء الغاشم عليها مؤشراً على أن إسرائيل لن تنجو من العقاب، إذا ما حاولت تكرار عدوانها الفاجر الغادر، ووضعتها وداعميها في وضع حسابات لكل عدوان مستقبلي يقع على أي من الدول العربية أو الإسلامية، ودعوة جميع الدول حول العالم؛ لتعليق تزويد إسرائيل بأحدث أنواع الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، والدعوة أيضاً إلى تعليق عضويتها في الأممالمتحدة، والترحيب باعتماد الأممالمتحدة إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين، الذي تم بأغلبية ساحقة لم يتوقعها أحد، وكانت صدمة قوية لإسرائيل وداعميها، وجسّدت قمة الدوحة وعيًا سياسيًا بأن مرحلة جديدة قد بدأت، والانتقال من مرحلة ردّ الفعل إلى صناعة الفعل، ومن البيانات التقليدية إلى خطوات عملية ترسم ملامح سياسات إقليمية أكثر صلابة، وعكست الاحترام والتقدير لقطر، والمكانة التي تحظى بها، وكيف وقف المجتمع الدولي معها دون تردد، وأن التضامن الخليجي مع قطر لم يكن موقفًا عاطفيًا أو معنويًا، بل خيارًا إستراتيجيًا عبّر عن قناعة راسخة بأن أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمن الخليج، وأن هذا التضامن عبّر عنه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله برسالة واضحة إلى سمو أمير قطر حفظه الله بأن المملكة تقف إلى جانبها بلا حدود، وهي رسالة معبرة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي، وممارساته الاستيطانية غير الشرعية، ولحظة تاريخية لتوحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة المخاطر المحتملة، وفرصة لوضع خطط قانونية ودبلوماسية واقتصادية لدعم فلسطين وحماية الأمن القومي العربي والإسلامي على حد سواء، إضافة إلى الاعتداءات المتواصلة على دول المنطقة، بما يشكّل خروقات فاضحة للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لسيادة الدول، والرفض الكامل والمطلق للتهديدات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية استهداف دولة قطر مجدداً، أو أي دولة عربية أو إسلامية، والتأكيد على أهمية الالتزام بالشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة؛ باعتبارها المرجعية الأساسية لتحقيق السلام العالمي.