أحرجت الصور الفظيعة التي بثتها شبكات التلفزة العالمية ل"لينش"الذي نفذته سوائب المستوطنين اليهود في قطاع غزة، أول من أمس، بسحق فتى فلسطيني أعزل، إسرائيل، فأصدر رئيس حكومتها ارييل شارون أوامره بملاحقة الجناة، فيما أعلن وزير دفاعه شاؤول موفاز القطاع"منطقة عسكرية مغلقة"لمنع تكرار جرائم مماثلة وللحيلولة دون انضمام مستوطنين متطرفين الى أترابهم في القطاع. من جهة ثانية، أسعفت الصور الفلسطينيين ليرى العالم غيضاً من فيض ممارسات بهيمية لغلاة المتطرفين في أنحاء المستوطنات المختلفة، تغيب عادة عن عدسات الكاميرات. ويبدو أن شارون أيقن أن استخدام"القفازات الحرير"مع المستوطنين الذين باتوا يشوشون الحياة في الدولة العبرية و"يسيئون الى صورة إسرائيل في العالم"، كما قال، قد يرتد الى نحره فسارع الى الادلاء بتصريحات لكبرى الصحف العبرية وعد فيها بعدم تكرار مشاهد اليومين الأخيرين. وقال إن"المعركة الآن ليست على خطة الانفصال إنما على صورة اسرائيل ومستقبلها ويحظر علينا، قطعاً السماح لجماعات منفلتة بمحاولة السيطرة على حياة دولة اسرائيل وينبغي العمل واتخاذ كل الخطوات لوقف هذا الانفلات". وانتقد وزراءه الذين التزموا الصمت"حيال قيام المستوطنين بالمس برجال الشرطة والجيش". وتابع ان"المعركة التي تخوضها إسرائيل الآن ليست معركته الخاصة، إنما هي معركة كل من هو قلق وحريص على مصير الدولة". وزاد أنه أصدر أوامره باجراء تحقيق بوليسي مستفيض في انفلات المستوطنين في منطقة المواصي في قطاع غزة و"العمل البربري والوحشي الذي تعرض له الفتى الفلسطيني". وختم:"لن نسمح بتشويش الحياة في الدولة. هذا لن يحصل ولن تردعني كل التهديدات. سنتخذ كل الخطوات لتعيش إسرائيل حياة طبيعية". وفرّقت الشرطة الإسرائيلية بالقوة أمس تظاهرة نظمها عشرات من ناشطي اليمين حاولوا اغلاق مدخل مدينة القدس وقُدمت للمحاكم طلبات بتمديد اعتقال أكثر من مئة شاركوا أول من أمس في اغلاق الشوارع. وبتصديق من وزير الدفاع شاؤول موفاز، أصدر قائد ما يُعرف ب"المنطقة الجنوبية"في الجيش أمراً باغلاق قطاع غزة لمدة 72 ساعة، واعتباره"منطقة عسكرية مغلقة"بهدف منع وصول مستوطنين متطرفين من أنحاء الضفة الى القطاع لمؤازرة معارضي خطة فك الارتباط. وبعد ساعة من القرار اقتحم الجيش البؤرة الاستيطانية التي استولى عليها مستوطنون في"معوزيام"وتحصنوا فيها منذ يومين وتم اخلاؤهم بالقوة. وقالت وسائل الإعلام العبرية إن أوساطاً عسكرية أوصت باغلاق القطاع، لكنها أضافت ان قيادة الجيش ستنظر الأحد المقبل من جديد في الأمر، علماً أن الاتجاه يسير نحو اغلاق القطاع قبل أسابيع من موعد اجلاء المستوطنين. وتابعت ان قرار الاغلاق الموقت جاء أيضاً لمنع حال من فقدان السيطرة على المستوطنين ما قد ينعكس سلباً على مستوطنات أخرى. الى ذلك، أعلن وزير الزراعة المتطرف يسرائيل كاتس أن الحكومة ستصوّت بعد غد على طلبه ارجاء موعد تنفيذ الانسحاب من غزة لثلاثة أشهر، إلا أن مراقبين استبعدوا أن ينجح كاتس في تجنيد غالبية الى جانبه.