} الناصرة - "الحياة" - ناقش المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية - السياسية مساء أمس العمليات الفلسطينية التي أدت الى مقتل خمسة اسرائيليين وجرح عشرات آخرين والخطوات الاسرائيلية، اضافة الى عمليات القصف الصاروخي بالمروحيات، التي ينبغي اتخاذها عقاباً للفلسطينيين، ومن ضمنها اقتحام أراضيهم ومنع تزويد مناطقهم بالوقود. كما ناقش المجلس مشروع اقامة "المناطق العازلة" على الخط الأخضر واجراءات عزل القدس العربية المحتلة عن المدن الفلسطينية المتاخمة وسط أنباء عن تحفظات رئيس الحكومة ارييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز وحديث عن "صراع" بين المستويين السياسي والعسكري. وكان شارون أصدر تعليماته أثناء زيارته لروسيا الاسبوع الماضي الى قادة الجيش بعدم الاعلان رسمياً عن تنفيذ المشروع وألمح الى وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر ورئيس أركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز الى انه لن يقبل بهيمنة المستوى العسكري في صوغ القرار السياسي لحكومته. ورد قادة الجيش بأن شارون وأعضاء اللجنة الوزارية الخاصة للشؤون الأمنية اطلعوا على تفاصيل الخطة التي تجعل من مناطق فلسطينية شاسعة مناطق عسكرية مغلقة. وردت مصادر قريبة من شارون بالزعم ان رئيس الحكومة لم يطلع على تفاصيل الخطة ما استوجب عقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر. وقالت مصادر صحافية ان شارون لم يلغ الخطة انما أراد إرجاء التنفيذ متحيناً ظروفاً ملائمة آخذاً في الحسبان متتبعاتها على مختلف الصعد. وأضافت انه ليس مقتنعاً تماماً بأن الحل الأمثل لمنع تسلل فلسطينيين الى المدن الاسرائيلية يتمثل بالاعلان عن مناطق عسكرية مغلقة، اضافة الى الانعكاسات القضائية التي قد تترتب عنه، وأن خطة كهذه يمكن أن تكون واحدة من مجمل خطوات يتوجب اتخاذها في سبيل توفير الأمن للاسرائيليين حسب ما وعدهم عشية انتخابه. ويأخذ شارون في حساباته معارضة اليمين المتطرف والمستوطنين لهذا المخطط الذين يرون في اقامة المناطق العازلة رسم حدود الدولة العبرية. ويرى بيريز ان تنفيذ هذا المخطط قد يعزل الدولة العبرية عن المستوطنات مما يعرض حياة المستوطنين للخطر. ونقل عن أوساط سياسية رفيعة قولها ان اقامة هذه المناطق لا تأتي بحل جدي للمشكلات الأمنية التي يواجهها الاسرائيليون "ولن تؤثر على حماسة الفلسطينيين، خصوصاً اولئك الانتحاريين، فإذا لم ينجحوا في التسلل الى المدن الاسرائيلية فإن قوات الأمن الاسرائيلية في المناطق العازلة ستصبح هدفاً بالنسبة اليهم أو سيتجهون لتنفيذ عمليات ضد المستوطنات أو اطلاق قذائف هاون قادرة على تخطي المناطق العازلة". يضاف الى ذلك خشية وزير الخارجية من ردود الفعل على الساحة الدولية لأنها ستثير الانطباع بأن اسرائيل تضم الى سيادتها أراضي فلسطينية وتذكّر العالم بالحزام الأمني الذي اقامته في جنوبلبنان ابان احتلاله.