بعد أقل من شهرين على توليها مهمتها كوزيرة للخارجية، تُسأل كوندوليزا رايس أينما تنقّلت في دول العالم عما إذا كانت تريد أن تصبح رئيسة للولايات المتحدة، بينما أبلغها صحافي هندي يعمل في التلفزيون أنها"ربما تكون أكثر النساء قوة في العالم"، فضحكت رايس وإن لم توافقه الرأي تماماً أو تختلف معه. وإلى جانب الشهرة الجديدة التي عرفتها، يبدو أن رايس وجدت أسلوبها الإيجابي الخاص، لتبدي تفاؤلاً بالحلفاء والأعداء، وإن كانت صريحة وحتى عنيفة مع آخرين. وتتسلح رايس أينما ذهبت، بعلاقتها الوطيدة مع الرئيس جورج بوش، وكونها"أذن الرئيس"جعلتها تصل إلى المركز الذي تحتله اليوم، بينما حالت رؤية سلفها كولن باول المغايرة إلى عدم تمتعه بما لدى رايس من قوة. الصين وبيونغيانغ وحطّت رايس في سيول أمس آتية من طوكيو، قبل أن تتوجه إلى الصين، المحطة الأهم في جولتها الآسيوية الأولى منذ توليها حقيبة الخارجية. والتقت في سيول الرئيس الكوري روه مو هيونو ووزير خارجيته بان كي مون ووزير الوحدة الكورية تشونغ دونغيونغ، في محادثات تناولت على جانب الأزمة النووية لبيونغيانغ، العلاقات الثنائية والشؤون الكورية الداخلية. ودعت رايس الصين إلى إحلال الديموقراطية، كما دعت كوريا الشمالية إلى استئناف"فوري"للمفاوضات المتعددة في شأن برنامجها النووي. وفي خطاب مهم عن العلاقات بين الولاياتالمتحدة وآسيا ألقته في طوكيو، أكدت رايس ضرورة إقامة"مجموعة لمنطقة المحيط الهادئ"وتعزيز الدور الإقليمي العالمي لليابان. وأكدت الوزيرة الأميركية في جامعة صوفيا في العاصمة اليابانية انه"حتى الصين يجب أن تتبنى في نهاية الأمر شكلاً منفتحاً وتمثيلياً فعلياَ للحكومة إذا كانت تريد جني الثمار ومواجهة تحديات عالم تتعزز فيه العولمة". وأضافت أن واشنطن"تشعر بالتأكيد بالارتياح لصعود صين مزدهرة ومسالمة وواثقة من نفسها. نريد أن تصبح الصين شريكاً يسعى الى تكييف قوته المتنامية مع مسؤولياته الدولية". واعترفت رايس بأن"ما زالت هناك قضايا تعقد تعاوننا مع الصين وخصوصا تايوان"، مؤكدة أن موقف الولاياتالمتحدة المؤيد لصين واحدة"واضح ولم يتغير". وعبرت رايس عن"قلق"بلادها من تعزيز القدرات العسكرية الصينية، ودعت إلى تنسيق اكبر بين واشنطن وأهم حلفائها في المنطقة"لإيجاد بيئة تلعب فيها الصين دوراً إيجابياً وليس سلبياً". كما دعت النظام الشيوعي في بيونغيانغ إلى العودة فوراً إلى طاولة المحادثات السداسية حول برنامجها النووي.وتشارك الولاياتالمتحدةوالصينواليابان والكوريتان وروسيا في مفاوضات تهدف إلى إقناع بيونغيانغ بالتخلي عن طموحاتها النووية العسكرية. وكما كان متوقعاً، عبرت رايس عن دعمها الواضح لترشيح الحليف الياباني لمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي الذي يشكل الهدف الأكبر للعمل الديبلوماسي الياباني حالياً. لكنها دعت طوكيو إلى إنهاء حظرها لاستيراد لحوم الأبقار الأميركية، وهو خلاف نشب بسبب مرض جنون البقر ويسمم العلاقات بين طوكيووواشنطن. كما دعت رايس اليابان إلى إقامة شراكة رسمية مع الولاياتالمتحدة لتنسيق مساعداتهما للتنمية. مناورات أميركية مع كوريا الجنوبية وتزامن ذلك مع إطلاق القوات الأميركية أمس مناورات مع القوات الكورية الجنوبية تستغرق أسبوعاً في جنوب شبه الجزيرة الكورية. ويشارك في المناورات نحو 17 ألف جندي أميركي بينهم ستة آلاف جندي متمركزين في كوريا الجنوبية بصورة دائمة، وكذلك تشارك فيها حاملة الطائرات"يو أس أس كيتي هوك".