تنتشر السمنة وزيادة الوزن في المجتمع السعودي نتيجة لمزيج من العوامل، أبرزها التغيرات في نمط الحياة والأنماط الغذائية، وقلة النشاط البدني، والعوامل الوراثية والبيئية، ويشمل ذلك زيادة استهلاك الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكريات وقلة النشاط البدني، وقد يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بها، وتشمل العوامل البيئية التي تؤثر على السمنة وزيادة الوزن، بسبب توفر الأطعمة غير الصحية وسهولة الوصول إليها. ويمكن أن تؤدي الضغوط النفسية والتوتر إلى الإفراط في تناول الطعام كآلية للتكيف، ما يسهم في زيادة السمنة وزيارة الوزن. "الرياض" حاورت أمل كنانة -رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة السمنة (كيل)-، التي أرجعت أسباب السمنة وزيادة الوزن في المجتمع السعودي إلى زيادة كمية الأكل غير الصحي، وعدم تنظيم وقت الوجبات، وكذلك زيادة الإقبال على الحلويات، وقلة الحركة، والأكل من خارج المنزل بكميات كبيرة، مؤكدةً على أن المملكة تعمل على تنفيذ العديد من المبادرات لتعزيز الصحة العامة والوقاية من السمنة، وهذه المبادرات تهدف إلى تمكين الأفراد من اتخاذ خيارات صحية والعيش بأسلوب حياة أكثر صحة، وفيما يلي نص الحوار. مرجع موثوق * ما دور جمعية "كيل" الخيرية لمكافحة السمنة والحد من انتشارها وتوعية المجتمع بمخاطرها؟ * تعد جمعية "كيل" الخيرية لمكافحة السمنة في الرياض أول منظمة خيرية غير ربحية مقرها العاصمة، وهي تسعى للحد من انتشار السمنة وتوعية المجتمع بمخاطرها، وتلعب الجمعية دورًا مهمًا في تقديم الاستشارات التغذوية من خلال توفير خدمات مساندة وقائية وعلاجية للمصابين بالسمنة، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل المتخصصين في المجال، ودور الجمعية في الاستشارات التغذوية توعية المجتمع، فهي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية مكافحة السمنة وتوعية المجتمع بمخاطرها الصحية، كما تقدم الجمعية خدمات استشارية وتوجيهية للأفراد للوقاية من السمنة، من خلال تقديم نصائح حول التغذية السليمة وممارسة الرياضة، وتوفر الجمعية استشارات تغذوية متخصصة للمصابين بالسمنة لمساعدتهم على وضع خطط غذائية مناسبة لحالتهم الصحية، وتشمل هذه الخطط تعديل النظام الغذائي، التدخلات السلوكية، والأدوية، والتدخل الجراحي عند الحاجة، وتسهم الجمعية أيضاً في تدريب وتأهيل المتخصصين في مجال التغذية لمكافحة السمنة، ما يعزز الكوادر المتخصصة في هذا المجال، كما تسهم الجمعية بدعم استحداث ومساندة الدراسات البحثية في مجال السمنة، ما يسهم في تطوير المعرفة وفهم أفضل للمرض، وبشكل عام، تهدف جمعية "كيل" إلى أن تكون مرجعًا موثوقًا به في مجال مكافحة السمنة من خلال تقديم خدمات استشارية متكاملة تشمل التوعية، الوقاية، العلاج، والتدريب. صعوبة الحركة * ما الفرق بين زيادة الوزن والسمنة والأمراض المرتبطة بها وتأثير ذلك على الصحة النفسية؟ * زيادة الوزن هي الزيادة التي تكون فيها قياس كتلة الجسم لا تزيد على 29، أما السمنة فيه تكون 30 وأكثر، وبالميزان زيادة الوزن هي التي لا تزيد على 10 كيلو، أما السمنة فتكون 20 كيلو وأكثر، ويجب عدم زيادة كمية الأكل، وتنظيم وقت الوجبات، وعدم زيادة الإقبال على الحلويات، وقلة الحركة، ويجب الابتعاد عن الأكل من خارج البيت بكميات كبيرة، وأبرز الأمراض مرتبطة بالسمنة ويجب التحذير منها؛ لأنها السبب في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع الدهون الضارة بالجسم، وارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل، ودهون الكبد التي تودي إلى تليفه، ومشكلات المرارة والحصوات، والسمنة تؤثر بلاشك على الصحة النفسية والاجتماعية، أيضاً الجسدية، وبشكل كبير، خاصةً عند الأطفال، وقد يسبب ذلك أيضاً تنمر الأطفال عليهم بسبب بدانتهم، أما البالغون فيكون تأثير السمنة عليهم سلبيا من ناحية صعوبة الحركة والنظرة الاجتماعية لهم. مشكلة مجتمعية * إلى أي مدى تعد السمنة مشكلة مجتمعية؟ وهل الحميات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي آمنة وفعالة؟ * نعم السمنة تعد مشكلة مجتمعية، وتتجاوز السمنة مجرد مشكلة صحية فردية لتصبح قضية تؤثر على المجتمع ككل، حيث تزيد من الأعباء الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتتجسد مشكلة السمنة المجتمعية في عدة جوانب منها التأثير على الصحة، حيث تزيد السمنة من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، والخمول والتعب أكثر الوقت، ما يضع ضغطًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية ويزيد من تكاليف العلاج، والأخطاء الشائعة في التغذية وهي الأخطاء التغذوية في الكميات غير المحددة، وأيضاً الاعتماد على الحلويات بشكل كبير، وسوء أسلوب الحياة بسبب قلة الحركة وخاصة في الجو الحار، أما الحميات القاسية والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فلا نستطيع أن نعتمد عليها، ولا أستطيع أن أقول بأنها غير آمنة، ولكن لا بد من استشارة اختصاصي التغذية فيها، ودور النشاط البدني في الوقاية من السمنة وزيادة الوزن مهم، فالنشاط البدني يمثل 40 % من نزول الوزن والباقي معتمد على الحمية. في ازدياد * من الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة الأطفال أم النساء خاصةً الحوامل؟ * تشير التقارير العالمية إلى أن السمنة وزيادة الوزن أصبحتا مشكلة صحية عالمية، وأن معدلاتها في ازدياد مستمر، أمّا بالمملكة فوفقا لما أعلنته وزارة الصحة عن ارتفاع نسبة السمنة وزيادة الوزن بين السكان، فقد بلغت نسبة السمنة بين البالغين 20.2 %، ونسبة زيادة الوزن 38.2 %، كما أظهرت إحصائيات الهيئة العامة للإحصاء لعام 2024 أن معدل انتشار السمنة بين سكان المملكة -15 سنة فأكثر- بلغ 23.1 %، بينما بلغت نسبة من يعانون من زيادة الوزن 45.1 %، وتعد السمنة عاملا خطرا للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وتعمل وزارة الصحة على مكافحة السمنة من خلال عدة مبادرات وبرامج، والسمنة وزيادة الوزن منتشرة في جميع الفئات العمرية ما عدا كبار السن ولكن بتفاوت، والمتعارف أن النساء أكثر عرضة للسمنة عن الرجال، ودور الأسرة مهم، ويمكن أن تسهم في حماية أطفالها من السمنة المبكرة بوضع قوانين فيما يتعلق بالوجبات ونوعيتها، وعدم إعطائهم مصروف يومي حتى لا يكون عرضة للطلب من المدرسة أو خارج المدرسة بسهولة، وتعويد الأطفال على الحركة وممارسة الرياضة لتعويدهم على ذلك، وعدم إعطائهم أجهزة إلكترونية أكثر من ساعتين باليوم. الاستمرار مهم * ما النصيحة الذهبية التي تقدمينها لمن يرغب في خسارة الوزن بشكل صحي؟ * تعمل المملكة على تنفيذ العديد من المبادرات لتعزيز الصحة العامة والوقاية من السمنة، وهذه المبادرات تهدف إلى تمكين الأفراد من اتخاذ خيارات صحية والعيش بأسلوب حياة أكثر صحة، وتسعى رؤية 2030 إلى تحسين جودة الحياة في المملكة، وهذا يشمل تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، ما يجعل جهود مكافحة السمنة جزءاً لا يتجزأ من هذه الرؤية، وبشكل عام، يمكن القول إن جهود الدولة في مكافحة السمنة وزيادة الوزن تتماشى مع مبادئ جودة الحياة، حيث تهدف إلى تحسين صحة الأفراد وتعزيز رفاهيتهم، مما يؤدي إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة، ونصيحتي لمن يرغبون في بدء حمية صحية معتمدة ألا يستخدموا الحمية على أنها شيء مؤقت في حياتك لمجرد تنزيل الوزن والوصول للهدف المطلوب، والمفترض أن يكون بداية تغيير لأسلوب حياة صحي، وأقول لهم لا للحرمان ولكن التقنين من كل شيء أفضل، وهناك من يشعر بالإحباط بعد فشل محاولات إنقاص الوزن والسبب عدم اتباع الحمية بطريقة صحيحة، وأحياناً بسبب توقف الوزن من النزول في فترة الحمية، وهو أمر طبيعي حتى يعيد الجسم توزيع الدهون، ونصيحتي لمن بدأ في حمية صحية بعد استشارة مختصين الاستمرار؛ لأن الاستمرارية ستوصل من بدأ بالحمية للمطلوب وأفضل، وأقول لهم كن صحياً في حياتك لتصل إلى ما تهدف إليه بإذن الله. توعية المجتمع بخطورة السمنة أمل كنانة