توغلت دبابات إسرائيلية أمس (الأحد) في عمق الأحياء السكنية في مدينة غزة، وسط تصاعد العمليات البرية والجوية، فيما أعربت السلطات الصحية المحلية عن صعوبة الاستجابة لعشرات نداءات الاستغاثة من السكان، محذرة من تدهور الوضع الإنساني. وأفاد شهود ومسعفون أن الدبابات توغلت بشكل مكثف في أحياء الصبرة، وتل الهوا، والشيخ رضوان، وحي النصر، مقتربة من قلب المدينة والمناطق الغربية التي يقطنها مئات الآلاف من الفلسطينيين. وبدأ الجيش الإسرائيلي هجومه البري على المدينة في 16 سبتمبر بعد أسابيع من الغارات الجوية المكثفة التي أجبرت العديد من السكان على النزوح، إلا أن الكثيرين ما زالوا في المدينة. وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن إسرائيل رفضت 73 طلبًا أرسلتها منظمات دولية لإنقاذ مصابين فلسطينيين في غزة، دون أن تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليق رسمي حتى الآن. كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته وسعت نطاق عملياتها، مؤكداً أن خمسة مسلحين أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات باتجاه قواته، وقتلوا على يد الطائرات الحربية. وشهدت الساعات ال24 ساعة الماضية غارات جوية على 140 هدفاً عسكرياً في أنحاء غزة، وفق الجيش الإسرائيلي، شملت مقاتلين وبنى تحتية عسكرية. وأعلنت السلطات الصحية المحلية سقوط خمسة قتلى على الأقل في غارة جوية على حي النصر، إضافة إلى مقتل 16 شخصًا آخرين في غارات على منازل وسط المدينة، ليرتفع إجمالي الضحايا اليوم إلى 21 على الأقل. وتفاقمت الأزمة الإنسانية بفعل الحصار العسكري، حيث توقفت أربعة مرافق صحية عن العمل هذا الشهر وفق منظمة الصحة العالمية، وأغلقت بعض مراكز علاج سوء التغذية، بحسب الأممالمتحدة. وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى نزوح ما بين 35 و40 ألف فلسطيني منذ الشهر الماضي، بينما لا يزال مئات الآلاف محاصرين في المدينة، التي كان يقطنها نحو مليون شخص في أغسطس الماضي حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي. وتأتي هذه التطورات مع استمرار الحرب التي بدأت منذ ما يقرب من عامين إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل، وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، لا يزال 47 منهم محتجزين في غزة. ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 65 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، وأدت العمليات إلى نزوح معظم السكان وشلل شبه كامل في المنظومة الصحية.