صالات النوادي من الأماكن التي تعج بالمرتادين المهتمين بصحتهم ولياقتهم البدنية على وجه الخصوص، فهي بمثابة فضاء للتخلص من الطاقة السلبية المكتسبة وشحن الذات بالطاقة الإيجابية، في أجواء محفزة. لكن هناك بعض التحديات التي تؤثر على راحة المتدربين وتُفقد المكان جزءًا من جاذبيته كبيئة صحية محفزة؛ تُعد الروائح المزعجة داخل صالات النوادي الرياضية من أبرز تلك التحديات. كما أنها تمثل تحديًا بالنسبة لي في تناول موضوع حساس للبعض، والحديث عنه بشفافية عالية. ففي نظري، التكتم والحرج عقبتان أمام أي محاولة للتحسين، فما أراه ليس التمارين وحدها ما يرهق الرياضي، بل أحيانًا الروائح المنفرة في الصالات تُشكّل تحديًا إضافيًا، وعائقًا في بعض الأحيان عن إكمال التمرين. من الأسئلة المنطقية التي حاصرتني: كيف تجتمع الصحة البدنية مع عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية؟ والأهم من هذا، كيف يُقبل الشخص على العبادة بدون طهارة، والتي تكمن في النظافة التي هي شرط أساسي لصحة العبادات؟ والأخير، كيف يمكن لتلك الفئة من الناس القبول على نفسها أن تكون مصدر إزعاج للآخرين؟ فالروائح الكريهة الناتجة عن قلة الاهتمام بالنظافة مؤذية للإنسان نفسه قبل غيره، وقد يترتب عليها مشاكل شخصية وصحية واجتماعية ونفسية، ويجب الحذر منها. من ناحية أخرى، هناك حلول مقترحة لتلك النوادي، وربما تطبيقها يساهم في الحد من تلك المعضلة، وهي: تكثيف التوعية بأهمية المحافظة على النظافة الشخصية، وسن قوانين وبنود جديدة تتضمن عقوبات للمخلين بالنظافة، مثل إنهاء الاشتراك أو تجميده لفترة زمنية معينة، وإن أمكن التعميم على المشترك في جميع صالات النوادي في المنطقة. وكحل سلمي، يمكن توفير عبوات جدارية للكريمات المزيلة للعرق في حجرات تبديل الملابس. أخيرًا، النظافة ليست رفاهية، بل هي أبسط الطرق التي تجعل الناس تتحمل مجالستك.