إن من أصعب الأمور الحياتية التغيير؛ لأنه يتطلب الكثير من الجهد والصبر والمحاولة مرارًا وتكرارًا..! كل ذلك يجعلنا في دوامة قد لا تنتهي، عندما نبدأ ونتراجع! نقدم خطوةً ونتراجع خطوات، عاجزين عن المضي قدمًا في تغيير حياتنا. التغيير يحتاج منا شجاعةً؛ لندرك أخطاءنا ونحاول تصويبها؛ وقبل ذلك الاعتراف بوجودها. كما أن الحياة المضطربة تربكنا أكثر وتزيد من قيودنا..وتؤدي بنا لضبابية التفكير والقلق المفرط بلا جدوى. إن محاولة ترتيب الحياة، وجعلها تسير بوتيرة أسهل؛ يتطلب منا البحث والتقصي في مكامن الخلل، وعدم خداع النفس والمكابرة، والاستمرار بذات النهج غير المرضي للجميع. لابد من التركيز على القيام بعمل..! والتركيز على ما يمكننا فعله مع أنفسنا ومع الآخرين للنهوض بحياتنا، ومنعها من السقوط. ولابد من جلسة تفكير عميقة مع أنفسنا لنتدارك كل شيء..! إن التغيير يحتاج وعيًا شخصيًا، وتعلم مهارات مختلفة ومواجهة تحديات جديدة ، ونحن ندرك جيدًا أن أعظم التحولات تأتي من تحولات صغيرة في حياتنا. تغيير بسيط في عاداتنا يمكن أن يغير عالمنا ويعيد تشكيل حياتنا من جديد. وقد يكون هذا التغيير في المبادئ والقيم والسلوكيات، أو تغيير في المهام والمسؤوليات. ومهما كان نوع التغيير الذي ننشده؛ فإنه لابد أن يكون لدينا الإرادة القوية والمرونة والقدرة على الصبر والتركيز. وأيضًا يجب أن يكون لدينا القدرة على التكيف بسهولة مع جميع المتغيرات. التغيير عنصر أساسي في النمو الشخصي والتنمية الاجتماعية. كما أن إحاطة النفس بأفراد داعمين وإيجابيين، يعزز بشكل كبير القدرة على التغيير الإيجابي . ولا ننسى تقسيم الأهداف الكبيرة إلى خطوات صغيرة؛ ما يجعل العملية أكثر قابليةً للتحقيق. ونستمر بخطوة يومية مستمرة؛ حتى نصل لأهدافنا ولكل ما نريد. ولا شك أن الخطوات المتواصلة تجعلنا نقترب من الهدف، ونسرع من عملية التغيير التي نطمح إليها. وأخيرًا، سنرى مع مرور الوقت أن هذه الخطوات الصغيرة والمستمرة قد أحدثت فرقًا كبيرًا في حياتنا.