أصبح الذكاء الاصطناعي يُستخدم لرصد تحركات اللاعبين ووضع خطط تدريبية شخصية نما السوق الرياضي السعودي من 6.4 مليارات دولار في 2022 إلى أكثر من 7.2 مليارات في 2023 سوق الذكاء الاصطناعي في المملكة تجاوز المليار دولار في 2024 حين نتأمل التحولات التي يشهدها العالم، ندرك أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا إضافيًا، بل أصبح البنية التحتية الجديدة لكل القطاعات، والرياضة ليست استثناءً من ذلك. في السعودية، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتحليل بيانات المباريات، بل أصبح مشروعًا وطنيًا متكاملًا يهدف إلى إعادة تعريف طريقة لعبنا، تدريبنا، وتشجيعنا للرياضة. إن دخول الذكاء الاصطناعي إلى المشهد الرياضي السعودي ليس مجرد تقليد لما يحدث في أوروبا أو أميركا، بل هو جزء من رؤية أوسع تسعى لجعل المملكة لاعبًا محوريًا في مستقبل الرياضة عالميًا، عبر الدمج بين الرياضة والتقنية والابتكار. خذ على سبيل المثال منصة SportNative التي أطلقتها الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI). هذه ليست مجرد تطبيق، بل منظومة كاملة تجمع بين تحليل الأداء عبر الرؤية الحاسوبية، واكتشاف المواهب عبر خوارزميات ذكية، وإدارة الملاعب بطريقة تجعل التجربة الجماهيرية أكثر أمانًا وإثارة. وعندما تُطلق مبادرات مثل "AI League" التي تمنح جوائز تصل إلى مليون ريال للمشاريع الابتكارية في مجال الذكاء الاصطناعي الرياضي، فإن الرسالة واضحة: السعودية لا تستهلك التكنولوجيا، بل تصنعها وتحوّلها إلى قيمة مضافة. الأثر المباشر لهذه التحولات بدأنا نراه بالفعل في مباريات كرة القدم، أصبح الذكاء الاصطناعي يُستخدم لرصد تحركات اللاعبين، وتحليل إجهادهم، ووضع خطط تدريبية شخصية. في رياضة الملاكمة، شهدنا في جدة 2025 أول تجربة لتحكيم الذكاء الاصطناعي، حيث عمل كقاضٍ رابع لتقليل الأخطاء البشرية، خطوة أثارت ضجة عالمية وأكدت أن السعودية ليست متلقية للتكنولوجيا، بل منصة اختبار وإطلاق لها. الأندية السعودية الكبرى مثل الهلال بدأت تعتمد على هذه التقنيات لتحسين أدائها الفني وتطوير لاعبيها، مما يجعل من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي جزءًا من استراتيجية تنافسية وليست مجرد رفاهية. الأرقام تعكس حجم التحول نما السوق الرياضي السعودي من 6.4 مليارات دولار في 2022 إلى أكثر من 7.2 مليارات في 2023، وهو مرشح ليتجاوز 22 مليار دولار بحلول 2030. أما سوق الذكاء الاصطناعي في المملكة، فقد تجاوز المليار دولار في 2024، ومن المتوقع أن يقفز إلى نحو 4 مليارات دولار بحلول 2033 بمعدلات نمو سنوية تفوق 15%. هذه ليست أرقامًا عابرة، بل مؤشرات تؤكد أن السعودية وضعت الذكاء الاصطناعي في صلب مشروعها الرياضي، وأنها تبني نموذجًا جديدًا سيجعلها وجهة عالمية للابتكار الرياضي. لكن السؤال الأهم الذي يجب أن يُطرح اليوم: كيف نضمن أن الذكاء الاصطناعي في الرياضة لا يبقى حكرًا على الأندية الكبرى أو الفعاليات العالمية، بل يصل إلى الرياضيين الصغار في المدارس والأكاديميات؟ هنا تأتي الدعوة إلى إطلاق مراكز تدريب وطنية للذكاء الاصطناعي الرياضي، تكون مفتوحة للجيل الجديد، وتتيح لهم الاستفادة من هذه الأدوات في تطوير مهاراتهم منذ الصغر. عندها فقط سنضمن أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية مستوردة، بل ثقافة وطنية تؤسس لجيل جديد من الرياضيين يفكرون بطريقة مختلفة ويتدربون بوسائل غير مسبوقة. إن الرهان الأكبر ليس فقط في مواكبة العالم، بل في تقديم نموذج عالمي من السعودية نفسها. فلو نجحت المملكة في دمج الذكاء الاصطناعي بالهوية الرياضية الوطنية، فإنها ستقدم للعالم تجربة فريدة تثبت أن الرياضة لم تعد لعبة تقليدية، بل مختبرًا مفتوحًا للتقنية والابتكار. وهذا ما سيضع السعودية في موقع القيادة لا المتابعة، ويجعل من الرياضة الوطنية رافعة للتنمية والتأثير العالمي في آن واحد. أن الذكاء الاصطناعي ليس ترفًا، بل ضرورة، وأن السعودية أدركت هذه الحقيقة مبكرًا وسخّرت لها مواردها ورؤيتها. المستقبل الرياضي لن يُقاس بعدد الكؤوس فحسب، بل بقدرة الدول على دمج التقنية والابتكار في كل تفاصيل اللعبة، من تطوير المواهب إلى تجربة المشجع. والسعودية اليوم تُثبت للعالم أنها ليست مجرد دولة تستضيف الأحداث الرياضية الكبرى، بل دولة تصنع شكل الرياضة المقبلة. هذه ليست ثورة في الرياضة وحدها، بل إعادة صياغة لعلاقة الإنسان بالتقنية، والرياضة السعودية في قلب هذه الصياغة. د. خالد الحبشان الذكاء الاصطناعي في كل الرياضات الذكاء الاصطناعي يعمل على تطوير أداء الرياضيين الذكاء الاصطناعي طور أداء الفرقِ التقنية الحديثة ساعدت المدربين على رسم الخطط