في أول رد رسمي على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب؛ بشأن إعادة تمركز غواصات نووية أميركية، دعا الكرملين، أمس (الاثنين)، إلى توخي الحذر في الخطاب المتعلق بالأسلحة النووية، محذراً من مغبة الانجرار نحو تصعيد خطير في خضم التوترات المتصاعدة بين موسكووواشنطن. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح للصحافيين:" إن الغواصتين النوويتين كانتا بالفعل في حالة تأهب قتالي"، مضيفاً أن روسيا لا ترغب في الدخول في جدالات علنية مع ترمب حول هذه المسألة الحساسة. وأكد أن المبدأ الأساسي الذي تستند إليه موسكو هو"عدم وجود منتصر في حرب نووية"، واصفاً ذلك بأنه قاعدة ثابتة في السياسة الروسية. وكان ترامب قد صرّح يوم الجمعة الماضي بأنه أمر بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين في"مناطق مناسبة"، في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، أشار فيها إلى إمكانية اندلاع حرب مباشرة بين روسياوالولاياتالمتحدة. وفي سياق متصل، أبدى الكرملين انفتاحاً على جهود الوساطة الأمريكية لحل الأزمة الأوكرانية، واصفاً إياها ب"المهمة" في إطار المساعي لعقد مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف. وقال بيسكوف إن الحوار مع الولاياتالمتحدة لا يزال مستمراً، مشيراً إلى زيارة مرتقبة للمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيفن ويتكوف، إلى موسكو هذا الأسبوع. وعن احتمال لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وويتكوف، قال بيسكوف:"يسعدنا دائماً استقبال السيد ويتكوف، ونعتبر اتصالاتنا معه مفيدة ومهمة للغاية"، دون تأكيد رسمي بشأن جدول اللقاءات. وفي واشنطن، أكد الرئيس الأمريكي أن مبعوثه ويتكوف سيزور موسكو يومي 6 و7 أغسطس الجاري، في إطار مساعٍ أمريكية جديدة لدفع روسيا نحو إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأضاف ترمب:"قد نفرض عقوبات جديدة على روسيا، لكنهم بارعون جداً في تفاديها، لذا سنرى ما سيحدث"، مشيراً إلى أن العقوبات قد تشمل "رسوماً جمركية ثانوية" تطال دولاً تتعاون اقتصادياً مع روسيا، مثل الصين والهند. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن مهلة جديدة تم تقليصها من 50 إلى 10 أيام، بدأت اعتباراً من الثلاثاء الماضي، لإنهاء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال:"نريد اتفاقاً يوقف إراقة الدماء. لكن من المرجح أن روسيا ترغب في مواصلة الحرب". من جانبه، جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمسكه بشروطه لوقف الحرب، وأكد أن مطالبه لم تتغير، وعلى رأسها تخلي أوكرانيا عن أراضٍ تزعم روسيا تبعيتها لها، وإنهاء تطلعات كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).