انتقد نائب رئيس الوزراء العراقي أحمد الجلبي مساعي الجامعة العربية لعقد مؤتمر"مصالحة للعراقيين"، وقال ان كلمة"مصالحة تساوي بين الصالح والفاسد"، وفضل استبدالها ب"مؤتمر للحوار"بين مختلف الفئات العراقية. ونوه الجلبي ب"الصداقة"بينه وبين واشنطن، وتحدث عن مرحلة"اعادة بناء للثقة"، وجاء ذلك بعد لقائه مسؤولين في الخارجية والبيت الأبيض أول من أمس نافيا أن يكون"وسيطاً"بين واشنطن وطهران. وانتقد الجلبي خلال محاضرة له في معهد"أميركان انتربرايز"مساء الأربعاء، الجامعة العربية و"اعترافها المتأخر"بالحكومة العراقية بعدما كانت وصفتها ب"غير الشرعية ووليدة الاحتلال". وأخذ على الجامعة"عدم ادانتها بما يكفي"قتل المدنيين والعمليات الانتحارية"وطالبها ب"موقف أكثر حزما وصلابة في إدانة الارهاب". وأكد الجلبي الذي يزور واشنطن تلبية لدعوة رسمية من الادارة الأميركية، هي الأولى منذ سنتين، أن علاقته مع الرئيس جورج بوش وإدارته علاقة"صداقة"، وقال إن الوقت"ليس للبكاء أو المعاتبة على الماضي، بل للعمل من أجل المستقبل ولمصلحة مشتركة". وكانت القوات الأميركية دهمت مكتب الجلبي قبل عشرة شهور، وما زال مكتب التحقيق الفيديرالي إف بي آي يحقق في تهم تجسس مواجهة الى الجلبي لتمريره معلومات سرية أميركية لايران. ونفى الجلبي التهم وأكد أنه لم ينقل أي معلومات سرية تضر بالأمن القومي الأميركي. وأكد أن الجانب الايراني"أذكى من أن يتدخل أو يسيطر على أحزاب أو تيارات داخل العراق"، وأشار الى أن لقاءه مع الرئيس أحمدي نجاد أول الأسبوع وقبل توجهه الى واشنطن ركز على احترام متبادل لسيادة كل دولة". ونفى أن يكون"وسيطا"بين الأميركيين والايرانيين واعتبر أن هذا الدور"متعب وغير مجدٍ". وأبدى استعداده للمثول أمام مجلس الشيوخ في حال دعت الحاجة، وتقديم شهادته في عملية جمع معلومات الاستخبارات حول أسلحة الدمار الشامل التي مهدت للحرب، وثبت لاحقا عدم دقتها. ويتهم الجلبي بتسريب بعض هذه المعلومات الى مسؤولين في الادارة والتحريض على الحرب. ولم يفصح الجلبي عن طموحاته السياسية وما اذا كان مرشحا ليرأس الحكومة بعد انتخابات 15 كانون الأول ديسمبر، واكد أن المرحلة الحالية هي للتركيز على"محاربة الارهاب وتدعيم البنية الاقتصادية وتعزيز القدرات النفطية للعراق، وتأسيس نظام سياسي أبعد من الهويات الفئوية".