شهدت انتخابات المجلس الاشتراعي في هونغ كونغ والتي وصفها الحزب الديموقراطي الحاكم بأنها "استفتاء على الديموقراطية"، إقبالاً جيداً على التصويت بلغت نسبته 45.75 في المئة مقارنة ب 43.75 في المئة عام 2000. لكن هذا الاقبال لم يبلغ نسبة ال60 في المئة التي كان مناهضو بكين يعولون عليها لشغل نصف مقاعد المجلس، وقلب الموازين لمصلحة الحركة الديموقراطية المؤيدة لاطلاق الحريات واختيار كل المسؤولين المحليين بالاقتراع العام المباشر، خلافاً لما هي الحال عليه الآن. واقتربت نسبة الاقبال امس، من ال53 في المئة التي سجلت عام 1998، اي بعد 12 شهراً على عودة هونغ كونغ من الاستعمار البريطاني إلى السيادة الصينية. وجاء الاقتراع امس، لشغل المقاعد الثلاثين في المجلس الاشتراعي التي ينتخب شاغلوها في شكل مباشر، بعد شهرين فقط من مسيرة شارك فيها 350 الف شخص في شوارع هونغ كونغ للمطالبة بحق الاقتراع المباشر العام. ووصف يونغ سوم زعيم الحزب الديموقراطي الانتخابات بأنها "استفتاء على الديموقراطية في هونغ كونغ، متوقعاً أن يفوز حزبه بالنصيب الاكبر من الاصوات. وقال لانصاره إن "التصويت لمصلحة المعسكر المؤيد للديموقراطية يعادل التصويت لحق الاقتراع العام" المباشر. غير ان الاقبال لم يصل الى النسبة المطلوبة، فيما سجلت بلبلة في مراكز انتخابية بعدما نفذت منها بطاقات الاقتراعات، ما اوجد شكوكاً بأن المسؤولين المشرفين على العملية لم يرغبوا في مشاركة كاملة ل3.2 مليون ناخب مسجلين، من اصل عدد سكان المنطقة البالغ سبعة ملايين نسمة. ويشغل المؤيدون للديمقراطية النصيب الاكبر 22 مقعداً من مقاعد المجلس الاشتراعي التي ينتخب شاغلوها في شكل مباشر. ومن المتوقع أن يحتفظوا بتلك المقاعد. اما بقية النواب الثلاثين فيتم تعيينهم من جانب مئتي الف عضو من المنظمات المهنية التي تمثل مختلف قطاعات الاقتصاد في هونغ كونغ والموالية الى حد كبير لبكين. لذا يتوقع أن يحتفظ الموالون للصين بسيطرة محدودة في المجلس، ليحسموا بذلك المعركة بين الحزب الديموقراطي والتحالف الديموقراطي الذي ينتمون اليه وهو الحزب الرئيسي الموالي للبكين. وتأتي الانتخابات في وقت اشتدت سخونة الصراع السياسي في هونغ كونغ التي شهدت احتجاجات على نطاق واسع، دفعت الصين الى التدخل في أيار مايو المقبل، لتعلن أنه لن يكون هناك اقتراع عام خلال السنوات الاربع المقبلة على الاقل. وكان تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان، وصف الاسبوع الماضي، الجو السياسي في هونغ كونغ بأنه "سام" واتهم بكين بالتدخل في الانتخابات. ويتوقع الاعلان عن نتائج الانتخابات في الساعات الاولى من صباح اليوم.